علي القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
علي وعلي وفضيحة علي الجبان
1// شاهدت كغيري عبر وسائط التواصل الإجتماعي تسجيل فيديو للسفير السعودي في اليمن وهو يتحدث عبر فضائيةٍ ذائعة الصيت عن كيفية تهريب ( الجنرال علي محسن الأحمر) الى السعوديه ، وكان ذلك بعد أن أجتاح الحوثيون مقر فرقته في صنعاء.. وبصراحة ، ماسمعته كان مُهيناً ، بل هو مخزيُ ايضا وبكل المقاييس بالنسبة لجنرالٍ عسكري ، وملأ صيتهِ أصقاع البلاد بجبروته وقوته و.. و.. إذْ كيف يولّي إدبارهِ عن جنودهِ وأتباعه ويتركهم للعدو! وفي ماذا هرب ؟! هرب في عباءةٍ نسوية!! والأمرّ منه هروبهِ تحت توصيف الزوجة للسفير !! ياإلهي! بل ياخزوتاه!! 2// بالطبع ، كان لافتاً خروج مثل هكذا تصريح الآن ، بل وبهذه الصيغة والمحتوى ، وعن مثل هكذا رجل ايضاً ، ومِن مَن ؟! من رجلٍ هو على رأس الديبلوماسية السعودية في اليمن!! وأثقُ أن مثل هذا التصريح قد لفت إنتباه كل الشارع هنا وفي الخارج ، بل وشدّهُ الى حدّ الذهول ولاشك.. 3// طبعاً ، أنا أعدتُ مشاهدة الفيديو ثانية وثالثة ، وهذا ليس تشفّياً أو خلافه ،بل في المرة الثالثة من المشاهدة ، كان الدمع يتصاعد الى عيني رغماً عني ، وهذا لأنني تذكّرتُ أبي وأبو كلّ الشهداء الجنوبيين الشهيد البطل والعسكري المغوار اللواء علي ناصر هادي طيّب الله ثراهُ وأسكنهُ في عليين.. وهذا بالمناسبة تجنّدتُ في لوائهِ - لواء 14 مشاه في العبر بحضرموت - وذلك في العام 81/80 م ككتيبة إسناد - كتيبة 22 للكاتيوشا - وهو رجل عسكري عتيد ومقدام ، وتذكّرت هيبته العسكرية وحضورهِ القوي في اللواء ، وكذا إمكانياته العسكرية المتفردة وشجاعتهِ ، والى جانبها إنسانيته العالية جداً في التعاطي مع ضباطه وجنوده بعد الدوام العسكري.. 4// ومن بينِ أطرف ماتذكرته ساعتئذٍ له ، أننا عندما جئنا ككتيبة مستجدّةٍ وملحقة باللواء ، أتذكرُ أنه في أول اسبوع لنا هناك ، وصادف موعد العرض العسكري الأسبوعي للواء ، ويومئذٍ لم تكن حركتنا النظامية في العرض متناغمةً مع بقية كتائب اللواء - كنا نشازا - يومئذٍ صرخ فينا وبصوت عالٍ من منصة القيادة وبلهجتهِ البدوية المحببة التي لم يتخلى عنها رغم عيشه في عدن ، ورغم دراساته العسكرية العليا والاكاديميه قال : أقول لكم ياأصحاب أم كاتيوشا.. نيراكم وصواريخكم موت ، وبقوة اللواء كله ، أما حركتكم في أم ميدان.. آح ، وأردف : يقولوا خصّ أم بقر خمْبق أم ماء.. والمعنى معروف ولاشك ، وأمر بإبقائنا في ميدان التدريب حتى تنسجم حركتنا مع بقية كتائب اللواء.. 5// في الحرب الأخيرة ، وأبي اللواء علي ناصر هادي قد شاخ ، وأصبح عجوزاً مُسناً ، ومع ذلك كلفه فخامة الرئيس عبدربه بتحمّل قيادة المنطقة العسكرية الرابعة ، وعندما آجتاح الحوثيون منطقة التواهي كآخر معقلٍ في عدن - عدى البريقه وبعض نواحي الشيخ عثمان - لم يُوَلّي هذا العجوز إدباره لميدان القتال ويترك جنوده ، ولم يخف مواجهتهم رغم عتادهم القوي ، بل قال لجنوده : نحن في وجه الله وفي وجه بنادقنا ، ودوننا عرضنا وكرامتنا ووطننا وأرضنا.. وقُتل وهو خلف المتراس قنصاً ، وهكذا هو أبي وأبو كل الشهداء الجنوبيين والجنوب عموماً ، هكذا هو الجنرال الجنوبي الفذ علي ناصر هادي.. 6// المقارنة بين الجنرال الفذ أبي الشهيد علي ناصر هادي واللواء علي محسن الأحمر مقارنة مذهله ، فهي مقارنة بين الثٌرى والثريّا ، لأنها مقارنة بين رجل وقائد إبى المذلة والمهانة والهروب من ميدان القتال حتى أستشهد خلف متراسه وبين جنوده ، وقائد ترك جنوده يواجهون مصيرهم لوحدهم ، وولّى إدبارهِ هارباً في عباءة إمرأة هو وأولاده ، وهو الخزي بأبشع صوره وتجلياته .. ويمكن لذلك نقول للوالد الرئيس عبدربه إركَن على الرجال وضعهم حولك وجوارك فهم السند الحقيقي ، أي إركن الى رجال ( أم محاجي) وليس الى من لايجيدُ إلا فن الرجولة بالمكر والدسيسة والخداع والهروب في اللحظات الصعبة ، بل ولذلك تأتي معظم قرارتك خائبة مشوشة مربكه ، لأنها بنصيحة ومشورة مثل هذه النوعية الرّثة .. ولاتعليق هنا. 7// أما جنرال الزيف والهروب علي محسن الأحمر ، وبعد فضيحته المدوية هذه ، فنقول له وبعلو الصوت : إستحي على نفسك ، بل وأخجل أن تظهر على الشاشات بعد اليوم ببزّة الجنرال العسكرية ، فهذه لها رجالها ، بل لها قواعدها وأصولها ومقتضياتها ، فهي لاتليقُ بك ، وأولها عدم ترك رجالك وجنودك يواجهون الموت ، وانت تلقط ذيل ثوبك بين اسنانك وتولّي هارباً كالجرذان انت وأفراد أسرتك!! وهذا ليس من الرجولة والقيادة في شيئ ، توارى عن المشهد فهذا أشرف لك إذا بقي فيك شيئ من الرجولة.. أليس كذلك ؟! @// ومن مصر أرض الكنانه أرسل التحية العسكرية وتعظيم السلام على ضريح أبي وشيخ الشهداء الجنوبيين الشهيد البطل علي ناصر هادي ، وأقول له لقد أضفت ملحمة جنوبية متفردة ومفخرة لكل الجنوبيين ، فنُم في سلام أبي الغالي.. كتبه / علي ثابت القضيبي. الجيزه / مصر العربيه.