ابراهيم مؤمن يكتب لـ(اليوم الثامن):

ولدى شجر لا تمت

"حرب اليهود الإعلامية ضد المسلمين"
المُخطط ....
أقبل نتنياهو على المزاد العلنى باسمٍ غير إسمه ، سمّى نفسه محمّداً .
تنكّر بثوب أبيضٍ معطّرٍ ولحيةٍ بيضاء ، يستاك حتى كاد يثقب فكيّه منَ
الإستياك.
أقبل على المزاد العلنى ليدفع المال بعدما رسا عليه.
والمزاد ..سيوف أبطال عرب، بعضٌ من أثار محمد على باشا، لوحة زيتية
تعبر عن أمجاد الحضارة العربية...الخ.
كلّه من إرث أجداده القدامى الذين جعلوا للأمة العربية حضارة وتاريخ
وعِزّة ، وبعضه يرجع تاريخه من 14 قرناً من الزمان.
باعها شاب يُدعى"شجر"
بعدما تثاقلتْ الديون عليه وسط بكاء أُمّه"مياه".
وقد تغيّر حاله وقتئذٍ ، ولم يعد قوياً كما كان كأجداده الأقوياء ، أظلم وجهه
بعد ضياءه ، ضَعُفَ ساعده بعد قوته ، رعشتْ قدماه بعد ثبوتها.
فمنْ شجر إذن؟ ومن نتنياهو؟

أصل الحكاية....
شجر شاب متدين ، باحث بارزبأحد معامل الفيزياء الذريّة ، رفض العمل
فى أمريكا مقابل إغراءات مالية ومنصب رفيع ، لكن إغراءاتهم لم تفلح معه
لأنه ما كان يعبأ بمالٍ ومنصبٍ ، فضلاً عن الضمير الوراثى الممتدّ فى
عِرقه.

له جوانب ضعفٍ ، تركّزتْ جُلّها فى ولعه الشديد بالنساء، وقد علم عنه
الموساد ذلك من خلال بعض علاقاته الجنسية التى عرضوها على أطباء
نفسيين تخصهم ، فردوا عليهم بأنه بالغ الذروة فى شغفه بالنساء .
ومن هذا المُعطى قرر الموساد تنفيذ خطة أُخرى معه غير خطط الإغتيال
المزمع تنفيذها تجاهه ، تلك التى يتبعونها من عشرات السنين على خبراءنا
وعلماءنا الذين أبوْا العمل لدى أمريكا ، خطة تكسبهم مزيداً منَ الإنجازات
السياديّة ، خطة إغراقه فى الشهوات الجنسية ليزول ويتشوه تاريخ أجداده
العظماء الجميل ، وقد أرسلوا إليه الغانيات فشغف بهِنّ فهلك ،وللأسف ،
نجح مخططهم الشيطانى نجاحاً ساحقاً.

إستكمال مشوار المُخطط ...
ودّع شجر كل شئ، سار حاملاً حقيبة صغيرة بها ملابسه بإحدى يديه
والأُخرى تتسنّد عليها أمّه مياه ، ولا يكاد يستطيع السير بسبب ضعف بنيته
الجسدية وأعصابه المرتعشة.
وكانت تحاوره عندها وتقول: هذا هو السبيل السئ ،كمْ قلتُ لك لا تقرب
الزنا ولا تشرب الخمر.
شجر:غلبتنى رعشة شهوتى وكانت تنادينى على أروقة جمالِهِنّ
الحِسان.وكُنّ يراودننِى ، ولا أجد سبيلاً إليهِنّ إلّا مضاجعتَهُنّ ، إذْ كنّ
يرفُضنّ الزواج منّى،جمالُهنّ كأنّهنّ حورٌ عين تنزّلتْ منْ جنان الرحمن.
مياه :لا يليق هذا بإلاهك يا ولدى فكفى بك إثماً ما فعلتَ،وكفاك مِنْ شأنّهِنّ،
فقد سرقِنّ منكَ تراث أجدادِك بتلك الشِيكات التى كنتَ تحررها لهُنّ وأنت فى
غاية لذّاتك وسكرانك.
شجر :كفى يا أمّاه لا تحسّرينى على ضياعهنّ وغدراتهنّ،أحاول أن أنسي
وأتوب.

وكان يحب أمّه مياه حبّاً جمّاً،متمسك ملتصق بها حتى إنه يستنشق زفرات
أنفاسها .

دلفا باب حجرة ضيقة جدّاً فى شارع يُدعى "حى العرب"، وما إنْ وصلا
حتى ارتميا على الفراش من التعب بعد ذاك اليوم المرِّالذليل.
ولمْ تمضْ سوى لحظات حتى أجهش بالبكاء، فاحتضنته أُمّه مرغّبة إيّاه
بالأمل فى غدٍ أفضل.
بدأ شجرٌ ممارسة حياته الطبيعية،واظب فيها على عمله وصلاته ، وكان
كثيراً يسرح بخياله إلى ماضيه مع الغانيات الذى متّع فيه نفسه بجمالهِنّ
وحسنهِنّ ، وما إنْ يُمعن فى التفكير وما ءال إليه من حال حتى يغمض عينيه
ويحرّك وجهه يميناً ويساراً كأنّه يدعو نفسه إلى الحذر والإنتباه.
لم يكنْ شجر حرّاً مطلقاً فقد كان تحت مراقبة الموساد، لأن عملهم لم ينته
ولن ينتهى حتى يُحققوا بقيّة الخطة.
فهم لا يريدون أن يودّع فيزيائه فحسب ، بل وإثارة الشك فى جدوى وفاعلية
التعاليم والعادات العربية والإسلامية،علاوة على إثارة الريبة فى ماضيه
العريق.
ومأربهم وجدوه فى شجر، فهو هدف دسم لما يحمله من إرث عريق ،ارث
أجداده .

وفى ليلة مشؤومة كان يصلى فى جنح الليل بعد أنْ خطَّ بيديه بحثاً خطيراً .
وأُمّه على يمينه نائمة ،غير أنّ قلبها يبكى لا ينام على إبنها المسكين.
وأمامه تلفاز موجه دائماً على قناة تنقل عناوين أخبار مِنْ كلِّ مناحى الحياة.

وبينما هو خاشعٌ فى صلاته ،طُرق الباب طرقات راقصة تُنادِى وتنادَى من
بهاء طاريقها.
قطع صلاته أملاً وشهوةً رغم خشوعه ، فتح الباب،إذ به يجد أمامه جمالاً لم
يشاهده قط ، فذاب فيها وانفلتَ من طُهرعليائه إلى حضيضها كجلمود صخرٍ
حطّه السيلُ من عل.
تسارعتْ دقّات قلبه حتى كاد ينقطع حبل وريده ،أَدْخلهَا ، وبدأ باقى المخطط
يُعزف على أوتارالشيطان وعلى دقّات طبول الثعالب والذئاب.
تعارفا فأخبرته إنها تُدعى "نردين" وجاءتْ تعوّضه عن فقده الجنس والمال
،وأشارتْ إلى أمّه انْ أخرجْ هذه" المياه"من هنا بعدما عرّتْ ثديها الصارخ
ودوّرتْ حقيبة المال فى الهواء بيدها،فاحرزتْ الإغراءين.
متلهفاً.. أيقظها ليُخرِجها،خرجتْ رغماً عنها قائلةً حرام عليك يا بنى وقالتْ
وقالتْ.
التلفاز:قال تعالى(أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )وقال
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ).
-جلستْ مياه على درج السلم السفلى بعد طردها، ترتعش من
الزمهرير،وءاثرتْ الصمت لتستر إبنها،غير أنها بين الفينة والأُخرى
تطرق الباب همساً.
أسقت ناردين شجراً زجاجة خمرٍ كاملةٍ كانتْ معها ثُمّ تجردا بعدها تماماً من
لِباسِيهِما .
التلفاز:تعرّتْ الأُمة العربية يوم أنِ اتبعتْ هواها،وشربتْ الهزائم يوم غُيّبتْ
عقولها.
-تلاعبا وتهامسا همس النشوات ثم ركضا ملتصقيْن وتأوّها تأوّهات النشوة .

وكان جسديهما دافئ كالنار من لهيب الأشواق،بينما الأم ترتعش من
الزمهرير، فطرقتْ الباب بقوة.
نردين:زدنى زدنى يا ليث الماضى وبُرص اليوم ، تلهّى فى مائى ولا تلتفتْ
خلفك ولو كان خلفك ثعلب .
التلفاز :نكسة1967...بينما كان الرجال على فُروش النساء، أستطاعتْ
إسرائيل ان تتسلل إلى الأراضى الفلسطينية وتهجّر أهلها وتستوطن أرضها
، وفقدتْ مصر سيناء.
شجر:ها أنا أُترجم أُسطورةَ جمالِك الغربيِّ ،تاهتْ عينى فى رضاب
مائكِ،ويلى.. لا أدرى من أى جمال أقدُّ المفتنَ وأقتبسُ النور.
التلفاز :أبلستْ الأُمة عندما رأتْ جمال الحضارة الغربية فافتتنوا بِها.
-تشرّدتْ مياه فى العراء ووقفتْ بالباب تطرقه وتصرخ تريد العودة ،تريد
المأوى، تريد بيتها.
التلفاز:إسرائيل ترفض حق عودة اللاجئين إلى داخل حدودها .
هل سيكون مصير اللاجئ السوري كمصير اللاجئ الفلسطيني.
-بلغتْ الشهوة ذروتها فى شجر ، بيد أنّ طرقات أمّه تُفزعه وتفوّت عليه
فرصة اللذة المحضة ، فخرج إليها.
خرج شجر إليها عارياً سكراناً غضباناً ،يترنّح لا يكاد يثبت، فلما رأته
خارجاً والشرّ بين عينيه إعتلتْ درجات السلمِ هاربةً منه ، فأسرع وراءها
لأنه يريد طردها إلى الشارع.
فلمّا لحقَ بها جذبها من يدها لينزلها فما استجابتْ،إعتلى حتى أصبح خلفها
ودفعها بقوة.
تحاشتْ دفعته بتحريك جسدها بعيداً عن دفْعةِ يدهِ التى كانت تدفعها بدفعة
جسده ،فخرَّ ساقطاً من الدرج إلى أسفله.

فنزلتْ وراءه صارخةً تبكى ..إبنى إبنى ،فلما رأتْ بوجهه الموت قالتْ :
إبنى ..شجر.. لا تمت.
صرختْ بأعلى صوتها فالتفّ العرب حولها وقام أحدهم بستر جسده
وإغماض عينيه وتحوقل واسترجع.

ها هو نتنياهو يقبل إقباله الثانى بعد الأول ، يوم المزاد العلنى.
صرخ بأعلى صوته وقال ..أيتها العاهرة أستامنتك وصديقى شجر على
عِرضى فخنتِ وخان.
كنتُ يهودياً وأسلمتُ، فخاننى أعزَّ أصدقائى ،هذا العربيُّ ، إنخدعتُ فيه وفى
دينه .
حذّرنى بعضُ النصارى الأفاضل منه ولمْ أصدقهم،قالوا لى أنه وأجداده
عاشوا على فروج النساء ولمْ أصدقهم.
وأخرج ماكينة حلاقة وقام بحلْق لحيته ونزع جلبابه وحطّم سواكه وقال:ألا
لعنة اللهِ على هذا الإسلام الذى يزنى بالأرقّاء والحرائر.
سأهيم على وجهى أبحث عن الهدى ، لعلى أجده فى اليهودية أو النصرانية ،
وجلسَ يهيل التراب على جسده متحسراً متوجعاً.
التفّ الناس حوله من كل صوب ، وحضرتْ بعض وكالات الأنباء بسرعة
البرق لتُغطِى الحدثَ ،حرّكهم الموساد بطريقته الخاصة، وتناقل الخبر عبر
وسائل الإعلام.
وفى المشهد وأثناء تغطية الخبر، إنقضَّ على نتنياهو مؤمنٌ عربيُّ ،وجنّدله
ثم جثمَ فوقه وأخذَ يسدد له اللكمات وبكل لكمة كلمة صِدْقٍ قالها دحضتْ كلمة
بهتان ادّعاها نتنياهو.

وقال له أعرفك أيّها اللعين من لحن قولك، ولن تنال من الإسلام ، ولن تفرّق
العرب يا ثعلب يهود.
إنقلبَ ميزان القوى بعد فترة من الزمن لصالح نتنياهو، فدفعه من على
صدره ثُمّ انقضَ عليه واعتلاه وجثم على صدره وسدد له ضرباتٍ موجعةً .
وعربٌ كثيريشاهدون هذه المعركة، منهم يريد نصرته ومنهم خائف من
بطش نتنياهو، فاختلفوا فتنازعوا ثُمّ اقتتلوا فيما بينهم.
وبينما الجمع على هذه الحالة ، إستطاع العربيُّ الأصيل الفكاك من قبضة
نتنياهو وفرّ وظل يجرى تائهاً تعباً مُبلساً، يترنح ، ينزف دماً،أعضاءه تسّاقط
من جسده يحاول أن يلملمها فما يستطيع، يتخبط فى مبانٍ شاهقة تعلوها
أعلاماً غربية ... وقال إلى متى تستفيق الأُمّة مِنْ نومها؟

إبراهيم أمين مؤمن