ابراهيم مؤمن يكتب لـ(اليوم الثامن):
رسالة من المنفى ..فلسطين تتحدث
رسالة من المنفى
فلسطين تتحدث
فى مضجعى
أفواهٌ ترضع مِنْ أثدائى
نادانى غزالٌ ذئبٌ نادانى
غرس نابه فى أفواههم
بُلفور
عصفور نارٍ غرّد
فوق أوكارى
أكون قربان أدرانهم ؟
أم ترياق أسقامهم؟
أم حِمىَ ظهورهم ؟
تعالىَ نعيق العقبان
صَمّ آذان السحاب
وأنا الظامئة فى قيعان محيطاتى
****
شفق الشمس دماء عروقى
مع كل مغيب تنبجس عروقى
ليلى مأتمٌ فى بهيم القمر
أغصانى راقصةٌ شاحبةٌ تُجرْجَر
على رياح أزيز طائرتهم تُخضَّب
بدمائى
تُروَى برياق سموم معسولة
أأأأأأأأه
كمْ سطتْ كواسر الجحيم
أحرقونى
بتغريدات بلابل قروشهم
وأنا اتكأ على رماد انفاسهم
ركبتُ مطايا ألسنتهم
وصداها حلو يحرق أكبادى
تخطّفتنى مخالبُهم
ورمتْ بى إلى جنة النار
وأنا اللقيطة فى أرضى
أنا اللقيطة ؟ أنا اللقيطة !!
فجر المَقدِس مكتومٍ
وأنا عاضّةٌ أناملى مغلولة
******
إريز ..نادتْ أفراخى
إنتفضوا
رمتْ أفراخى عقبان السحاب
تخطّفوا
وحَصَاهم ما زال يُصدّع العقبان
تذمّروا
لعمركم أنتم أفراخ طيور خُضْر
تحلّق أسفل فردوس الرّب
وسأظل أنتفض لأُزيل
أنيابَ البيت الأبيض
قُدسي
قلبى
وطأته أقدامٌ ضاحكة
على فروش قلوبى الباكية
لكنى سانتفض .. وسأظلُّ أنتفض
******
سيأتينى فجر المقْدِس يوماً
صوته المكتوم يتحرّر
وأشواك أرضه تتبدّد
وأشباحه تطردهم ملائكتى
ستنصهر القضبان مِنْ لفح محابسنا
مِنْ دماء معاصمنا
مِنْ عزّة رقابنا
وتنصهرفوق رؤوس اليهود
هالات نور التحريرتشعشعنا
وتكفُّ أبصار الخائنين
سندبُّ بأرضنا أُيها اللقطاء
فما نحن اللقطاء
*******
أفلا تسمعون
صراخاتى..
نداء العروبة يسوقه نور شمس الشرق
محمول بطلقات الغدر
يشع حمراء الدم
أفلا تسعفون!
أيادينا تمتدُّ من لُجج بحرٍ خضّم
حملتنا أمواج الموت
بشواطئكم
أفلا تشعرون!
قضباننا قرابين حرّيّاتكم
تدمينا وتنعم معاصمكم
أفلا تطفئون
أرض الميعاد تحترق بشرارة أياديكم
فتعساً لكم
شاهتْ وجوهكم
أنحن هياكل خلف أسوار الحياة؟
تالله سأضجُّ مضاجعكم
برسائل رضعائنا لرضعائكم
رسائلٌ من المهد إلى اللحد
رسائلٌ من المنفى الطهور
****
قصيدة من نظمى
إبراهيم أمين مؤمن " روائى "