مشعل السديري يكتب:
اعقلها وتوكل
هناك حديث للمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام جاء فيه بما معناه:
تناسلوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة.
غير أن هذا الحديث الشريف متبوع بحديث شريف آخر هو (غثاء السيل)، وكلكم تعرفونه.
ومع الأسف فالكثير من الدول الإسلامية تترك (الدّرعا ترعا)، بمعنى أنه ليس لديها أي (كنترول) أو صمام أمان على العدد والنوعية.
ولو أخذنا على سبيل المثال مصر التي كان عدد سكانها في بداية الخمسينات 20 مليوناً، وهم الآن تجاوزوا الـ100 مليون، والسعودية التي كانت في ذلك الوقت لا تزيد على 5 ملايين، وأصبحت الآن ما شاء الله تتجاوز الـ20 مليوناً – وعليكم أنتم الحساب مستقبلاً.
الذي أريد أن أركز عليه هو الكيف لا الكم.
وإلاّ ماذا سوف تستفيد أمة الإسلام من امرأة أفريقية اسمها مريم بناتازي، تزوجت وعمرها 12 سنة، وأنجبت حتى الآن 41 مولوداً رغم أن عمرها لا يتجاوز 37 عاماً، فقد أنجبت أختنا بالله 6 مجموعات من توأمين، و4 مجموعات من 3 توائم، بالإضافة إلى 3 مجموعات من 4 توائم، وخمسة مواليد منفردين، وكلهم يعيشون في فقر مدقع مع والدهم العاطل عن العمل؟!
وكيف أقتنع كذلك برجل في منطقة جازان له حتى الآن 11 ولداً وبنتاً وكلهم للأسف متخلفون عقلياً، ولا يزال الوالد مصراً على الخلفة، على أمل أن يرزقه الله بابن سوي؟!
وليس معنى ذلك أنني أريد أن نقتدي بالدول الأوروبية مثلاً، التي أظهرت إحصائيات أن عدد الأسر هناك هي نحو 220 مليون أسرة، منها نحو 33 في المائة أسر من شخص واحد، فيما تتكون 25 في المائة من الأسر من شخصين فقط (زوج وزوجة دون أطفال)، يليها في ترتيب الفئات الأسر التي تتكون من أب وأم وأطفال، وهي فئة تمثل 20 في المائة من الأسر.
لا.. ليس هذا هو ما أدعو له لا سمح الله، ولكن الذي يقلقني هو الانفلات غير العقلاني، والحديث الشريف الثالث يقول: (اعقلها وتوكل).
والذي يعطيني شيئاً من الأمل هو هذا الخبر الذي قرأته اليوم، وجاء فيه:
إن هناك علماء باحثين في جامعة «موناش» الأسترالية يعملون على تطوير حبوب لمنع الحمل تخصص للرجال ليست لها آثار جانبية مثل تلك المرتبطة بالأدوية الموجودة حالياً، ويمكن أن تكون متوافرة في السوبر ماركت خلال 5 سنوات فقط.
ساعتها أقول للزوج: (بلبع) من تلك الحبوب، وادعم ولا يهمّك، وما جاك عليّ.