عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):
يا فخامة الرئيس... لمصلحة من بقاء عدن بلا محافظ؟؟!!
بات من المستغرب جداً ان تظل عدن العاصمة الاقتصادية و التجارية بلا محافظ .
وعلامات استفهام كثيرة تبحث عن اجابة فلا تجد لها المجيب .
قد تعاقب علئ عدن عدد من المحافظين منهم المنصف و منهم المجحف و منهم الفاسد ومنهم الشريف ومنهم المسترزق ومنهم النظيف الجميع غادروا منهم من غير مأسوف عليه ومنهم من أسف عليه.
ذاك اختفئ أوغدا مستشاراً لا يستشار وذاك تقلد وزيراً وذاك ارتقى شهيداً و ذاك انتقالياً و الاخير مستشاراً .
العجيب الجهود التي تظافرت بشكل لا مثيل له لاقصاء الاخير عن منصبه و منعه من دخول مكتبه بالمحافظة وكأن ديوان المحافظة قد غدا ملكية شخصية وهو امر مؤسف حتئ اذا تم المراد وتحقق المبتغى و بقيت المحافظة بلا محافظ يدير شؤونها ويدبر امورها ويؤدي واجباته ويحرك المياه الراكدة فيها عم الصمت المطبق وكانه تعبير عن الرضا عن الحال المائل.
نعم غادر المفلحي بضغوط عجيبة وغريبه وفي اغرب اتحاد او اتفاق بين الشرعية ممثلاً بدغر والانتقالي ممثلاً بالزبيدي فقد اتفق الطرفان علئ اقصاء الرجل وازاحته وما قصرا بغض النظر عن الاسباب و المبررات التي سوق لها هذا او فصلها ذاك لازاحته مع عدم ايجاد البديل الجدير قد شكل مأساه.
و كانت نتيجة اتفقنا على ان تفق مؤقتاً واتفقنا علئ ان لا نتفق غالباً ان غدت عدن محافظة بلا محافظ وتغدو الرعيه اشبه بشياه غاب راعيها فغدت عرضه للمخاطر و كل مجموعة من القطيع تشرد في جهة وتعمل على هواها .
نعم النتيجة يترجمها الواقع يا فخامة رئيس الجمهورية وما هي بحاجة للشرح والتفصيل ويكفي لكم منا التذكير .
ما من محافظة الا وتدار بمحافظ فلما تظل عدن بلا محافظ هل فعلاً عندنا ازمة رجال لحل المعضلة وسد الشاغر بمن يمتاز بجداره ونزاهة لانهاء العبث الحاصل في كل مرافق الدولة.
زيارة الوزير الميسري للامارات ظننها ستجعل من ايجاد محافظ للمحافظة اولوية لكن يبدو انها ورقة لم تطرح ليتم البت فيها .
الحكومة هنا لكن الامور كما هي عليه لا تحرك ساكناً ولا تبالي.
يا فخامة الرئيس ان كان وجود المحافطين بالمحافظات كعدمه فأني اقترح عليكم اقالة جميع المحافظين وترك الحبل علئ الغارب كما هو حاصل بعدن.
وان كنتم ترون ان مطلبي هذا غير معقول واني اغرد خارج السرب ففسروا لما الحرص علئ تعيين المحافظين الا عدن الذي جعل وجوده كتحصيل حاصل و وجوده كعدمه ربما لتجنب المد و الجزر بين الفصائل التي تثبت الايام انها لا تأبه الا لمصالحها فقط كيف لا وهم يرون الفساد قد غدا اخطبوطاً مد اذرعته في كل حدب وصوب فما ترك صغيرة ولا كبيرة الا واخترقها وبنفس مطمئنة فالمال السائب يعلم السرقة والجماعة قد تجاوزوا مرحلة التعليم وغدوا اكاديميين وما اظن الامر بخاف عليكم.
فالكهرباء مأساة مللنا وسئمنا الحديث عنها و مترتباتها و المتاجرة بأنات الناس و عذاباتهم بغير خوف من الله.
المياه معاناة لا تقل اهمية عن سابقتها و الصحة مأساة في حقيقتها فقد ماتت الضمائر فالاطباء يتهربون لعياداتهم والمستشفيات و المستوصفات غدت بيئة لصيد الزبائن و الادوية والاجهزة تنهب وتباع في السر والعلن.
البسط علئ الاراضي و العشوائية قد شوهت معالم المحافظة وطمست وتطمس جماليتها يومياً في ظل صمت مطبق حتئ اذا جاء القانون ليفرض هيبته غدا امراً مؤسفاً وما قتيل بئر فضل فهمي الصبيحي و مرافقه الا انموذج لضحية دفعت حياتها ثمناً لشهية الفيد والبسط بحسب ما تردد بوسائل التواصل و المواقع.
والغلاء وما ادراكم مالغلاء وكيف غدا وباءً مستفحلاً قصم ظهر محدودي الدخل وعديميه فالمواد الغذائية نار ويومياً في الطالع أخر المتمة الاسماك الكيلو بخمسة الف الثمد والبيضة بخمسين ريال و دعوات بمقاطعة الشراء للسمك و البيض ومؤكد انها ستفشل لأن المقاطع الفعلي سيكون ممن لا حول له ولا قوة و مجبر وليس مخير وسيكسر المقاطعة بالطبع من جيبه عمران لانه لا يشعر بمعاناة غيره.
ثم بأي حق ياوزير الثروة السمكية تصدر الاسماك و يحرم المواطن منها وينكوي بنار سواحلها لتذهب فوائدها لفلان وزعطان .
وكذا فواكه المانجا تصدر لدول الجوار ولو ان الهواء يصدر لما ترددوا في ذلك.
الحكومة تغض الطرف كالعادة و اعجب كيف لا تهتز مشاعرهم وتقشعر ابدانهم وهم ينظرون يومياً الئ من يحللون لقمة عيشهم واخص بهم من يجمعون دبب المياه المعدنية و البلاستيك الذين نجدهم في مزابل القمامة والسواحل حفاة عراه يأكلون لقمة عيشهم بشرف ولا يسرقون .
هذه الفئة التي إن سرقت او نصبت ربما عذرت لانها تتضور جوعاً ليشبع ذاك المسؤول و يبسط كرشه وينام علئ فراشه الوثير و بسيارته ومرافقيه يكاد ان يطير ولا يأبه بالمسير و الحوادث كثير وما يدري ان ذنب هذا المرافق او ذاك الفقير برقبته .
المواصلات نار وهنا دعوة اوجهها لتجار الابل والحمير لفتح مزادات بعدن لانها ستكون قريباً و قريباً جداً وسيلة النقل المتاحة للبسطاء والخيار الاوحد في عدن خصوصاً كونها تجارية ياسادة يا كرام مادامت وزارة النقل لا تضع ضوابط للاجور و مادامت وزارة النفط تبيع بسعر الضعف مقارنة بمأرب ومادام و مادام...
ما رأي السيد الرئيس والمعنيين هل اتابع سرد خيوط المأساة ام اكتفي بهذا القدر و سنجد منكم الاذن الصاغية .
بقي ان اقول يافخامة الرئيس و يا تحالف وانتقالي وحراك اتقوا الله و اتفقوا وعينوا محافظاً لمحافظة عدن ونظموا تعاطي القات على الاقل يومين بالاسبوع فهو رأس كل بلاء واس كل فساد وممهد لانحراف المسؤول النزيه بالرشاوئ و الاستحواذ على مقدرات البلاد و العباد وكذا سبباً في انزلاق الشباب بمستنقعات الادمان والارهاب لتأمين ثمنه فإن كنتم تزعمون الوطنية و حرصكم جدياً على مصلحة المحافظة التي باتت تئن من الفساد فلتتظافر جهودكم معاً.
نعم لا بد من ذلك فالفساد ياجماعة في عدن قد اسس اكاديمية وقريباً جداً سيتم التصدير ان لم يكن قد تم فعلياً وعلئ استحياء لوقت معلوم الئ ان يتم الاشهار.
وتحياتي لجميع القراء الكرام وما تنسوا الصلاة و السلام على سيد الامة وبدرها التمام وادام ربي بينكم التوافق و الوئام .
عفاف سالم