الرئيس هادي..
قرارات جادة وبطانة فاسدة
اكد الرئيس عبدربه منصور هادي صدقه وجديته من خلال الإجراءات الاخيرة التي اتخذها مؤخرا بشأن معالجة الاختناقات الت تتعرض لها مدينة عدن ومعها مدن ومناطق الجنوب (المناطق المحررة) جراء الانعدام التام في معظم الأحيان للمحروقات، والانطفاءات المتكررة لساعات طويلة للكهرباء . تلك الأجراءات التي قضت بعودة الآلية السابقة التي تقوم بموجبها شركة مصافي عدن بمهام الاستيراد والتكرير وطرح المناقصات بمشاركة الحكومة ممثلة بوزارتي النفط والمالية التي ستدفع قيمة المشتقات النفطية على ان تقوم شركة النفط بمهامها السابقة في تسلم الكميات وتوزيعها وبيعها وإعادة قيمتها للحكومة بالعملة الوطنية (الريال اليمني) .
بما ان هذا الخبر الذي ذكرته معظم وسائل الاعلام ومنها صحيفة "عدن الغد" التي طالعتنا به على موقعها الالكتروني وعلى احدى صفحاتها الورقية اثلج الصدور وأعطى الامل في صلاح الشأن؛ الّا ان مخاوفنا من عدم تنفيذ تلك الاجراءات ما تزال هي سيدة الموقف للتواجد المكثف لعناصر منظومة الفساد حول الرئيس ضمن البطانة التي لا شك انها هي من شرعن للمستبدين والمحتكرين استبدادهم للناس واحتكار مصالحهم عبر ابرام الاتفاقيات المشبوهة والمجحفة للحقوق العامة مقابل الرشوة والعطايا والهبات . هذه الاجراءات إن تمت واصبحت واقعا ملموسا فهي الكسر الحقيقي للاحتكار، لا تلك الاجراءات التي اعلنت قبل أسابيع وسُميت "كسر الاحتكار" بينما - بالاطلاع على بنودها - عمقت الاحتكار وتمادى اصحابها جهابذة الفساد والافساد في التذاكي لترسيخ الاحتكار .
ان ما جعل الناس - ونحن منهم - ترى في تلك الاجراءات التي اتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي مؤخرا بشأن وضع الحلول والمعالجات الناجعة لمشكلة المشتقات النفطية والطاقة سبيلا حقيقيا لكسر الاحتكار ومساعدة الناس في التخلص الحقيقي منه، هو ان المشكلة نوقشت مع الطواقم القيادية للمؤسستين المعنيتين (شركة النفط وشركة مصافي عدن) بشفافية وخارج الغرف المغلقة، وجاءت الحلول والمعالجات من المختصين في الشأن، في غياب السماسرة والمنتفعين الذين سيجاهدون أنفسهم لوضع العراقيل والعقبات امام ذلك، الا اننا نتعشم في الرئيس خيرا لإفشالهم. وحتى يكتب لتلك الإجراءات (القرارات) النجاح ما على الرئيس "هادي" الا متابعة تنفيذها، او حتى الاشراف المباشر على تنفيذها، لضمان التنفيذ لتحسب له - وهذا حق للناس عليه - انه انتصر للشعب ضد الفساد، وليثق ان الشعب الذي احتضنه وسانده ضد الانقلابيين سيكون له سندا وعونا بعد الله تعالى في بناء الدولة التي دمرتها مليشيات تحالف الانقلاب التابعة للحوثي والمخلوع "صالح" .