خالد العبد يكتب لـ(اليوم الثامن):
فوبيا اليمننة وخطرها على مشروع استعادة دولة الجنوب
فوبيا اليمننة ستسقط طموحات ابناء شعب الجنوب في استعادة دولتهم التي دخلت في وحدة فاشلة مع الجمهورية العربية اليمنية ، والمعروفة باسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" ؛ فتجد المصابين بفوفيا "اليمننة" من قوة إصابتهم بها يستعيضون باسم "الجنوب العربي" عن اسم دولتهم التي يسعون لاستعادتها ، والمضحك أنهم يطالبون بشيء ويرفعون راية (علم) شيء آخر ولا يعلمون بأن مطالبتهم باستعادة دولة باسم "الجنوب العربي" يعني ، لدى الآخرين ، أنهم يرغبون بالعودة إلى ما قبل 30 نوفمبر 1967م يوم الاستقلال الوطني وإعلان قيام الدولة الوطنية باسم "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" التي أخذت فيما بعد اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
فنقول للمصابين بمرض "فوبيا اليمنية" : أن الدعوة للعودة الى "الجنوب العربي" يعتبر فيه تنازلا عن جزء اصيل من دولة الجنوب المنشودة والتي تمثل ما كان يعرف باسم "المحميات الشرقية" لمستعمرة عدن لكون تلك المحميات لم تنظم إلى حكومة الاتحاد الذي اعلن عن تشكيلة في 11/فيراير/1959م . كما أن الدعوة إلى عودة "الجنوب العربي" فيها من المخاطر - ربما - ما يفتح المجال لآخرين للعودة إلى ماقبل الاستقلال الوطني(30/نوفمبر1967م ، وهو ما يهدد تحقيق الهدف كاملا والذي انطلقت من أجله ثورة الحراك الجنوبي في 7/7/2007 - وما سبقها من ارهاصات - والتي تطالب بعودة دولة الجنوب على حدودها ما قبل 22 مايو 19990م قبل ان تدخل في مشروع وحدة فاشلة مع الجمهورية العربية اليمنية .. لماذا؟ .. لأن المطالبة بعودة دولة لا تحمل اسمها التي كانت عليه يتعارض مع المطالبة بعودة الدولة الجنوبية المعروفة باسمها في المحافل الدولية والإقليمية وهو دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" . علما بأن المطالبة بعودة دولة "الجنوب العربي" مطلب غير واقعي لأن "الجنوب العربي" اصلا لا يمثل دولة وهو فقط اتحاد ضم عددا من السلطنات وعددا من المشيخات وولاية واحدة وإمارتين - على ما انذكر الآن - اتحدت جميعها مع بعضها في اتحاد يشبة إلى حد ما نظام "الكونفدرالية" وسمي حينها "الاتحاد الفدرلالي لدول وامارات الجنوب العربي" وله حاكم أعلى اجنبي يمثل الاستعمار البريطاني وهو "المندوب السامي" ثم جاءت ثورة 14 اكتوبر التي اجبرت الاستعمار البريطاني على الرحيل من عدن واعلان الدولة الوطنية التي ضمت جميع المحميات الغربية والشرقية على السواء لما كان يعرف بمستعمرة عدن وتم الاعلان عن قيام "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" لتأخذ لاحقا اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
إلى المصابين بمرض "فوبيا اليمننة" نقول : بأن مسمى اليمن لا يمثل هوية وطنية تختص بنظام صنعاء وهو فقط - أي اسم اليمن - يمثل هوية جهوية لكل ما وقع على جنوب الكعبة المشرفة ، والدليل على ذلك ستجده في السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم ، والتي حددت "ميقات" الحج لأهل اليمن وهو "ميقات يلملم" ، حيث تقع منطقة "يلملم" ضمن أراضي المملكة العربية السعودية . ومن هنا فقد أصبح لدينا دليل شرعي بأن اسم اليمن لا يخص أهل اليمن ضمن نظام صنعاء الذين كانت دولتهم قد اخذت في عهد آل حميد الدين من الائمة الزيود اسم "المملكة المتوكلية الهاشمية" ثم اسموها لاحقا باسم المملكة "المتوكلية اليمنية" قبل أن يتم الانقلاب عليهم في 26/سبتمبر/1962م لتأخذ اسم "الجمهورية العربية اليمنية"، بل أن اسم اليمن يخص كل من وقع جنوب الكعبة المشرفة سواء في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية أو في اليمن الشمالي أو في اليمن الجنوبي أو في عمان وغيرها من دول جنوب شرق الجزيرة العربية .
واخيرا - وليس بأخير بعون الله - نقول للمصابين بمرض "فوبيا اليمننة" : أن تحديد اسم الدولة يتم بإعلان دستوري أو استفتاء شعبي ، فدعونا اولا نستعيد دولنا باسمها ، ثم نأتي على مرحلة بنائها وتغيير اسمها بعد أن تتوافق عليه جميع القوى الوطنية الجنوبية
*خالد عمر العبد
*عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي رئيس كتلة ابين
1/مايو/2024م