محمد الشرعبي يكتب:

تعز في تقرير الخبراء

تجلى الموقف الباهت للأمم المتحدة إزاء وضع تعز في ثنايا تقرير فريق خبراءها المقدم إلى الجلسة الـ( 39) لمجلس حقوق الإنسان في جنيف سويسرا.

كشف تقرير فريق الخبراء عدم قدرتهم دخول مدينة تعز نتيجة إنفلات الأمن، وتحدثوا عن إعتمادهم على مصادر متعددة، واللافت أنها غير محايدة.

لخص تقرير فريق الخبراء بإختزال شديد مشهد تعز، وحملوا أطراف النزاع الداخلي (الشرعية) والخارجي (الإنقلاب) مسؤولية وقوع ضحايا مدنيين في مدينة ومديريات المحافظة.

الصادم في تقرير الخبراء عدم ذكرهم الحصار الإنقلابي المفروض على مدينة تعز منذ أربعة أعوام، وقولهم بأن عدد ضئيل تضرروا من المواجهات في ضواحي المدينة!!

والمضحك، تعبير الخبراء عن قلقهم من استخدام (قوات الحوثيين/صالح) أسلحة ذات تأثير واسع النطاق في تعز، وقالوا أنها قد تشكل انتهاكات للقانون الدولي الإنساني!!

عسكريا، تحدث تقرير الخبراء عن القوات المشتركة في المعركة، والألوية الحكومية (35 مدرع، 22 ميكا، 17 مشاة، 170 د/ج)، وقالوا أنها تتبع النائب محسن، ومسنق عملياتها (صادق سرحان).

كما وصف مليشيات الحوثي بقوات الحوثيين وصالح، وحددها (22 ميكا، 35 مدرع، 17 مشاة، 170 د/ج)، وتحدثوا عن وجود قوات لمكافحة الإرهاب في إطار مناطق نفوذ الإنقلاب في تعز.

وقسم تقرير الخبراء المقاومة الشعبية إلى ثلاثة توجهات ايدلوجية (مليشيات الإصلاح، المليشيات السلفية، الجماعات الجهادية)، ولم يحدد الأخيرة بالأسم.

ووزع الخبراء النفوذ الفصائلي في مدينة تعز بين مسحلو (المخلافي) وكتائب حسم (رزيق)، وكتائب التوحيد (أبو الصدوق) وحماة العقيدة (ابو العباس)، ولواء الصعاليك (الفرحان)، وفقا لجداول التقرير.

خلاصة القول في نقطتين:

- ستظل مأساة تعز بعيدا عن اهتمامات الأمم المتحدة، وهذا يؤكد عدم وجود منظمات حقوقية مهنية تقوم بإيصال معاناة المدنيين إلى المجتمع الدولي.

- يقول خبراء الأمم المتحدة لنا بطريقة غير مباشرة أن "قوات الحوثي/صالح" تحارب جماعات جهادية إرهابية ومليشيات حزبية خارجة عن القانون.

- إذا كان وضع تعز ظهر بهذا المستوى في تقرير إنساني للأمم المتحدة، اعتقد أن الطامة الكبرى ستظهر في التقرير الأمني/العسكري القادم لخبراء مجلس الأمن الدولي..

خلاصة الخلاصة، تقول : الأسوأ لم يأت بعد!!