فاروق يوسف يكتب:

فنانو الشتات العربي

منذ أشهر طرح عليّ الفنان عبدالرسول سلمان، وهو رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية مسألة القيام بجمع عدد من فناني الشتات العربي في ملتقى فني، يكون هدفه التعريف بتجاربهم وأيضا التعلم من تلك التجارب.

من حق سلمان أن تكون عينه على الكويت وعلى فنانيها الذين يرغب في أن يتعرفوا على أصول اللوحة الحديثة، كما توصّل إليها الفنانون العرب الذين صاروا بحكم مواقع إقامتهم بعيدين عن المشهد الفني في العالم العربي.

فكرة نبيلة وكريمة من ذلك النوع لا يمكن إنجازها بيسر بسبب سوء الفهم الذي وقع فيه الفنانون العرب المغتربون أنفسهم، أولا لأنهم لا يثقون بالمؤسسة الفنية العربية، وثانيا لأنهم صاروا نفعيين في النظر إلى تلك المؤسسة التي أهملتهم زمنا طويلا في الوقت الذي أغدقت فيه على الفنانين الأجانب الكثير من أموالها.

أولئك الفنانون مثقلون بذنوب المؤسسة الفنية، سيكون من الصعب إقناعهم بالعودة إلى مسارهم الطبيعي، هناك مَن يحتاجهم معلمين وخبراء فن. لقد امتزج اليأس لديهم بالنفور من كل ما يذكر بحاجة شعوبهم إليهم، وهم على حق في ذلك.

هناك اليوم المئات من الرسامين والنحاتين العرب موزّعون بين مدن العالم لا أحد في العالم العربي يسأل عنهم، هناك مواهب حقيقية لم تجد طريقها إلى النور، بعضها لا يزال يقاوم والبعض الآخر استسلم لقدره.

مواهب لا يزال في إمكانها أن تشكل خشبة الخلاص للفن في العالم العربي لو التفتت المؤسسة الفنية العربية إليها، أعتقد أن بينالي الشارقة يمكن أن يلعب دورا مهما في ذلك المجال، أسواق الفن في دبي وبيروت وأبوظبي يمكنها أن تفعل الشيء نفسه.

كان على متحف الفن العربي في الدوحة أن يفتح أبوابه لفناني الشتات العربي بدلا من أن يهدر أمواله على فنانين عالميين، أشك في أن لهم مستقبل في المشهد الفني العالمي مثل داميان هيرست، أعتقد أن على المؤسسة الفنية العربية أن ترتقي بنفسها إلى مستوى يليق بها.