حسين داعي الإسلام يكتب لـ(اليوم الثامن):

معاقل الانتفاضة.. سر الانتصار

يجري الحديث هذه الأيام في كل أنحاء المدن الإيرانية المختلفة وفي خضم الانتفاضة البطولية للشعب الإيراني عن معاقل الانتفاضة بحيث أن رموز نظام ولاية الفقيه يشيرون إلى الدور المؤثر والموجه لهذه المعاقل في جعل الانتفاضة أكثر راديكالية مذعنين به.

معاقل الانتفاضة لم تكن وليست ظاهرة جديدة ومخلوقة تلقائيا من قبل منظمة مجاهدي خلق لتمرير هدف الإسقاط. والآن في الذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق وبإلقاء نظرة عابرة على هذه القضية يمكن أن نفهم بوضوح أن فرق ومعاقل الانتفاضة هذه التي تهتف بشعارات في الشوارع والأزقة بشكل مترابط، هي حصيلة بذرة زرعها مؤسسو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قبل 53عاما في التأريخ المعاصر الإيراني في مثل هذه الأيام.

وكان محمد حنيف‌نجاد وسعيد محسن وعلي‌أصغر بديع‌زاكان من الشباب الخريجين من الجامعات منذ عهد مصدق ومن الناشطين في الحركة الديمقراطية. وقام هؤلاء في عام 1965 وبعد دراسة الأوضاع السائدة آنذاك وما خيم على المجتمع من الخنق والكبت بتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وكان هذا الفريق المتشكل من 3أشخاص نقطة انطلاق لهذا الدرب.

ووصل هؤلاء ومن جراء دراسة الحركات التحررية السابقة للشعب الإيراني وكشف أسباب إحباط وفشلها إلى نتيجة أنه يمكن التغلب على الطريق المسدود لنضالات الشعب الإيراني من أجل الحرية من خلال خوض نضال شامل ومحترف. ويمكن تمرير وتوسيع نطاق هكذا نضال وفي الوقت الذي لم تبق الدكتاتورية إمكانية عمل سلمي، في منظمة ثورية اعتمادا على النهج المسلح. واختار مؤسسو المنظمة قراءة حديثة وصحيحة للإسلام بمثابة فكرة تقودهم وترشدهم في عملهم.

وكان لديهم هدف رئيسي: الإطاحة بالنظام الدكتاتوري للشاه وإقامة حكومة ديمقراطية.

ودارس وطالع هؤلاء طرقا مختلفة متوصلين إلى نتيجة أنه لا يوجد درب سلمي لنيل المطالب والحريات الحقة للأمة وبالتالي لا يبقى من سبيل سوى كفاح مسلح.

وهكذا بدأت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بمبادئ أيديولوجية ـ سياسية وتنظيمية نشاطاتها حيث بدأ كل عمل ونشاط بعبارة «بسم الله وباسم الشعب الإيراني الأبي» مما يبين إيمان المنظمة بالوجود والرؤية التوحيدية فضلا عن السند العظيم للشعب.

ومنذ ذلك اليوم حتى الآن تحول ذلك الفريق المكون من ثلاثة أشخاص إلى منظمة عظيمة بآلاف الأعضاء وملايين الأنصار في كل أرجاء إيران والمعمورة. واجتازت هذه المنظمة التي قضت 53عاما من عمرها منذ أيلول/ سبتمبر 1965 حتى اليوم عقبات وأخطارا عدة بما فيه طعنها بخناجر الغدر، والمهادنة والمساومة والصفقة، والنقل القسري والتهديد والهجوم والقصف بالصواريخ، وسلب ونهب الأموال والممتلكات، ونزع الأسلحة واعتقال القادة، والحصار والمضايقات، والإعدام والمجازر حيث لم تؤثر أية واحدة من تلك الحالات على عزم المنظمة وإرادتها ولو قيد أنملة بل أصبحت أكثر صرامة وازدهارا.

واليوم تأتي معاقل الانتفاضة تواصلا لتلك الخلية أي الفريق الذي تشكل على يد ثلاثة طلاب شباب في غرفة صغيرة بعدما حلفوا اليمين حتى النصر النهائي.

ومعاقل الانتفاضة اليوم هي خلية صغيرة تطبق وتمرر نهج إسقاط النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه بهدف الحرية والحكم الشعبي، العمل الجماعي الذي يبين نوعية حديثة ويدل على التنظيم في النضال.

إذا، من شأن أي فريق متكون من 3 إلى 5أشخاص أن يشكل ركيزة رئيسية لمعاقل العصيان وهي في الأساس عضو من جيش الحرية في الوطن المحتل. والكلام الأخير هو أنه يتحين الشباب صانعو الانتفاضة ومعاقل الصعيان الفرصة لإشعال لهب نيران الانتفاضة والعصيان لتنتشر في كل مدينة وحي وشارع.

وعلى هذا الأساس أصبح شعار مجاهدي خلق «نحو تشكيل معاقل الانتفاضة للنضال من أجل إسقاط حكم الملالي القذر» وبالمناسبة يخاف ويذعر الملالي من معاقل الانتفاضة هذه وليس إلا.

 

*عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية