د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

حديث حيدر أبوبكر العطاس لقناة أبوظبي

دائما يمتاز دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس بصراحته المعهودة في كل مقابلاته وتصريحاته وفي كل المناصب التي تقلدها

وهذا واقع وليس مجاملة فعلاقتي الشخصية بالرجل ليست وليدة اليوم وإنما من أول زيارة لي لليمن الجنوبي عام 1987

كان مجمل الحديث في قناة أبوظبي يدور حول المقارنة بين وثيقة العهد والإتفاق التي قدمت في الأردن بين علي صالح وشريكه على سالم البيض قبل الحرب الأهلية بين الشطرين عام 1994

وبين مخرجات الحوار في صنعاء عام 2014 حول اليمن الإتحادي بأقاليمه الستة

وكمتابع سياسي تحدثت عن هذا الموضوع كثيرا بأن الحزب الإشتراكي اليمني ورغم إختلافنا الإيدلوجي معه قدم دولة على طبق من ذهب لعصابة تحكم صنعاء وليس نظام سياسي يتعاطى مع المواثيق والقوانين الدولية ومقتضيات الشراكة والوحدة

وإذا كنا نحاول أن نجد مبرر لخطوة الوحدة عام 1990 فقد كانت الخلفية القومية والعروبية وشعارات الوحدة للحزب الإشتراكي بإعتباره وليدا شرعيا للتيارات القومية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي

أما علي صالح ورفضه لوثيقة العهد والإتفاق وإنقلابه عليها بحرب خريف 1994 ثم إنقلابه على مخرجات الحوار الوطني 2014 وإشعاله لحرب في المنطقة لا زالت رحاها تدور حتي اليوم

فهذا هو ديدن الرجل ( علي صالح ) كما عرفته عن قرب فليس له عهد ولا ميثاق ودولته الوحدوية التي ينادي بها إلي قبل سكرات الموت هي دولة الفيد والنهب وليست وحدة حقيقية بين قطرين عربيين

ودائما سيناريو النهاية يكون كما كانت بدايته فحينما قال صالح لشعبه الذي أنتفض عليه فاتكم القطر

كانت نهايته أيضا بأن فاته القطار ولم تفيده تمتماته الأخيرة في الإعتراف بالتحالف فسكرات الموت كانت أقرب لرجل خان شعبه ووطنه وأمته العربية ودخل في تحالف مع ميليشيات إيرانية مجوسية سلم لها مقدرات الدولة اليمنية من جيش وعسكر وأمن ومؤسسات دولة بكامل مقدراتها فكانت نهايته على يدي هذه العصابة

إن لله وإن إليه راجعون

د. خالد القاسمي