محمد رشاد عُبيد يكتب لـ(اليوم الثامن):

تحركت المناهل فمتئ يتحرك ساسة اليمن؟

ربما يفيدالتذكير بحراك الدكتورة مناهل عبد الرحمن ثابت الاقتصادي الذي لم يتوقف منذ عدة اشهر بداية من القاهرة وجامعتنا العربية والتقائها بمسؤولين وخبراء اقتصاد في الجامعة ومسؤولين يمنيين مختصينبالاقتصاد، ابرزهم وزير التجارة اليمني الدكتور محمد الميتمي وسفير اليمن بالقاهرة الدكتور محمد المارم، ونائب الامينالعام للجامعة للشؤون الاقتصادية الدكتور كمال حسن ورئيس الوحدة الاقتصادية بالجامعة العربية الاستاذ محمد ربيع .. فيالسادس من نيسان أبريل الماضي ، ثم نيويورك في منتصف تموز ضمن مشاركتها في مؤتمر التنمية المستدامة ، بدعوة منالامم المتحدة ، ضمن عشرة علماء اقتصاد حول العالم، وحاليا في بريطانيا وعاصمتها لندن، عبر ترأسها للمنتدئالاقتصادي للتنمية المستدامة الذي انطلق في 3 أيلول - سبتمبر الحالي ، ويبدأ أعماله في شهر تشرين الثاني - نوفمبر المقبل، لدعم الاقتصاد اليمني والحيلولة دون مزيدا من تدهوره ، ومعالجة تدهور العملة اليمنية ، وإعادة إعمار اليمن . او بالاحرئالبروفيسورة مناهل ثابت ، حيث حازت موخرا وبالتحديد أواخر شهر تموز - يوليو الماضي، علئ لقب فارسة سانتكارين سيناي من بريطانيا ، بحضور اللورد هاردنج الابن الروحي لجلالة الملكة إليزابيت ، هذا التكريم محط فخر ليس لناكيمنيين فحسب بل كعرب اجمعين. نعود لنقول ان مناهل ثابت رغم انشغالاتها العلمية والاكاديمية الكثيرة في دولا عدة، حيثانها تدرس الاقتصاد المعرفي والرياضيات الكمومية، الا انها لا تألو جهدا في المضي قدما في حراكها الاقتصادي، الذييؤكد حبها الكبير لوطنها الام اليمن وحرصها علئ محاولة مساعدة شعبها الذي يعاني الجوع والفقر والمرض، ودائما ماتقول يجب أن نقدم الكثير لوطننا، وان لا نقف مكتوفي الايدي ، وملايين الناس في اليمن بحاجة لغذاء ودواء وعلئ شفئمجاعة حقيقة وكارثة إنسانية، وكفانا سياسة وحرب. كنّا نتمنئ نحن كصحفيين مهاجرينيمنيين ومواطنين كذلك، أن نسمع عّن مبادرة إنسانية واحدة، أو دعوة لعقد مؤتمر دولي للدعم الإنساني في اليمن، او مؤتمرللمانحين في اليمن، من قبل مسؤول يمني واحد علئ الأقل او وزير في الحكومة اليمنية الشرعية ، حتي رغم فشل الجهودالاممية الرامية لوقف القتال ونزيف الدم اليمني، والحرب التي اوشكت علئ دخول عامها الرابع ، بل علئ العكس تماماً باتاغلبهم يتصرفون دون الاكتراث بالانسان اليمني، حربا او سلماً. بل المضحك والمبكي في آن واحد،هو إصدار. الرئيس هادي موخرا، قبل سفره الئ نيويورك للعلاج واستعداده لحضور مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدةالدورة الثالثة والسبعون في 18 من الشهر الجاري ، قرارا يقضي بمنع المسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية من استيرادالسيارات بكافة أنواعها من خارج اليمن، لكافة منتسبي دوائر ووزارات الدولة اليمنية او المحسوبة علئ الحكومة الشرعية،حافظا علئ تدهور العملة اليمنية التي تستمر في الانهيار بشكل قياسي وغير مسبوق منذ حوالي شهرين وحتئ كتابة هذهالسطور فقد وصل سعر الدولار مقابل الريال اليمني ما بين 630-650 ريالا يمنيا . ونسي الرئيس هادي ان هذا القرارلايعالج أزمة النقد اليمني وأنهيار الريال اليمني امام العملات الأجنبية والعربية الاخرئ، لان المسؤولين اليمنيين لا يستوردونسيارات أصلا من الخارج ، ويشترون بدلا عنها شقق مفروشة وعمارات سكنية في القاهرة، فقد ذكرت لنا بعض المصادرالدبلوماسية في القاهرة عّن امتلاك وزير تابع للحكومة الشرعية ثلاث شقق يستخدمها كاستثمار خاص له ، وأمان مالي لهوأسرته في نهاية الخدمة اذا تم الاستغناء عنه، وكذلك في ماليزيا والأردن والقائمة تطول ، ونحن علئ استعداد ان ننشراسماء وزراء ، لكن أقلامنا تعف عن نشر تفاصيل هذا الغسيل الفاسد الوسخ ، البعيد كل البعد عّن مصالح الشعب اليمني الذييعاني الامرين ، ويموت جوعا وقهرا ومرضاً، وبلا رواتب منذ ثلاثة أعوام او تزيد.. وان كان الرئيس اليمني عبد ربهمنصور هادي ، شفاه الله من مرض قلبه ، يعلم عن هذا الفساد المالي فتلك مصيبة ، وان كان لا يعلم فالمصيبة اعظم ، نعمأولئك الوزراء الذي يقيم مُعظمهم في الرياض، ولا يفكرون سوئ بمصالحهم الشخصية ، وينتقلون بشكل دوري بينالعاصمة اليمنية الموقتة عدن والعاصمة السعودية الرياض ، حيث القصور الملكية الفخمة وفنادق السبعة نجوم والأبراجالعاجية ، ونحن نقترح علئ الرئيس هادي الذي لا نشكك ابدا في وطنيته، إن يصدر قرارا في منع سفر وزراء حكومة بندغر الا عند اقتضاء الضرورة او المصلحة العامة، تماما مثلما فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذات مرة في الاراضيالفلسطينية المحتلة ، حينَما حدد سفر وزراء حكومة سلام فياض بثلاث سفريات في العام الواحد لكل وزير ، الا عند اقتضاءالضرورة القصوئ للبلد والسلطة الفلسطينية. فاليمن ضروفه الاقتصادية لا يحسد عليها هذه الايام ، والاموال التي يحصلعليها من دول التحالف ومساعدات أوروبية، الشعب أولها بها، والبذخ الذي يتصرف به مسؤولي الحكومة الشرعية لا يليقبحكومة تحكم شعبها بموارد شبه معدومة وتحصل علئ رواتبها من التحالف العربي والدول المانحة لليمن. يجب علئ الرئيسهادي أن يواجه الفساد الحكومي لحكومة بن دغر ، اذا أراد وضع حدا لانهيار العملة اليمنية ، وان يوقف منح موظفيهرواتبهم بالدولار وان يتم منحهم بالريال ، مثلما تفعل مصر مثلا ودولا عربية اخرئ، نتمني أن يسمعنا الرئيس هادي هذهالمرة او احد مستشاريه القابعين خلف الأبراج العاجية، قبل فوات الاوان فالشارع اليمني بات ينتفض في عدن وحضرموت،وسيل الجياع اذا ساح سوف يغرق الجميع كما يقول المثل اليمني. فالئ متئ نظل نقول متي يتحرك ساسة اليمن؟ فها قدتحركت مناهل العلم خبيرة الاقتصاد اليمنية البروفيسورة مناهل ثابت ، نسأل الله ان يبارك خطواتها الانسانية لخدمة الانساناليمني اولا وأخيرا ، وان يحقق المنتدئ الاقتصادي للتنمية المستدامة الأهداف المرجوه منه، خاصة وانه ينطلق من العاصمةالبريطانية لندن ، فمؤتمر. المانحين لليمن انطلق ايضا في لندن عام 2006 وحقق نجاحات تنموية في اليمن لمسنا الكثيرمنها ، وماهي هذه الحرب المسعورة دمرت ما بناه المانحون سابقاً، نصلي لله أن تتوقف عمليات القتال في بلدنا اليمن ، وانيصل المتحاورون في جنيف لحل سياسي وان يصل وفد الحوثيين الذي تاخر يومين علئ الوصول وبدء المشاورات ، لميصل الخميس ولَم تبدأ جلسات الحوار الجمعة كما كان مرجحا .