د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
إيران والإخوان.. أطماع وتحالفات!!
امتدت طموحات إيران من فلسطين وصولا إلى اليمن الذي كان سعيدا حتى جعلت منه يمنا تعيسا يحارب بعضه بعضا حتى أنهكته الحروب والنزاعات المذهبية والسياسية والقبلية ..ومن خلال اليمن أرادت إيران التوغل بنفوذها لتحقيق أهدافها الجيو استراتيجية بحربها الباردة والتي تديرها بالوكالة مع السعودية للسيطرة على المنافذ المائية الهامة مثل:
خليج هرمز – باب المندب- للتوسيع في الدول العربية وأفريقيا والسيطرة على البحر الأحمر وحركة الملاحة الدولية ونقل البترول والغاز.
وقامت إيران بتأسيس ودعم مليشيات ( أنصار الله ) الحوثية عام 1997م لتكون نسخة من (حزب الله اللبناني) وجعلت من تلك الجماعة بمثابة حصان طروادة داخل جزيرة العرب تحت شعارات رنانة تدغدغ بها مشاعر المسلمين مثل الوحدة الإسلامية – محاربة أعداء الأمة – تحرير القدس – وأوحت إلى بعض أهل السنة أنها تحمل مشروعا إصلاحيا إسلاميا نزيها وفي الوقت نفسه تعمدت على زراعة الشك في أهم الشخصيات الإسلامية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ساهمت في صناعة التاريخ العربي من خلال الإساءة إليهم كما وصل الأمر بدهاقنة المجوس الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
وبدأت إيران بعلاقات سرية مع تيار الإخوان المسلمين في وقت مبكر كما يقول الاخواني المنشق (ثروت الخرباوي).
إن هذا الأمر بدأ في عام 1938م على الرغم من الاختلافات المذهبية فإنهم تغاظوا عن ذلك من اجل مصالحهم والعلاقة بينهم قديمة وقد تحديثها تحت عنوان آخر بزعامة "يوسف القرضاوي" تحت مسمى: ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) والأكثر إثارة واستغرابا هو اختيار" محمد علي تسخيري " نائبا للقرضاوي!!
أما عن العلاقة بين الطرفيين فهي قديمة جدا!
ففي عام 1979م وبعد نجاح ثورة الخميني كانت أول طائرة هبطت في طهران تقل وفدا من جماعة الإخوان المسلمين من: مصر – سوريا – الأردن!!
وعرض الوفد مبايعة الخميني خليفة للمسلمين إلا انه طلب مهلة للتفكير في الأمر!!؟؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
- كيف يتفق الإخوان وإيران؟
وللإجابة على ذلك مقولة حسن البناء الذي أكد فيها وقال:
( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)!!
وكشفت دراسة حديثة (العلاقات السرية) بين كل من إيران والجماعات السنية المتطرفة مثل:
- جماعة الإخوان المسلمين
- تنظيم القاعدة
- تنظيم الجهاد الإسلامي
- حركة حماس
- تنظيم داعش
- حركة النهضة
والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة ومنها:
- استلام جماعة الإخوان في مصر عشره مليار دولار من إيران لتشكيل جهاز امني إخواني مشابه للحرس الثوري الإيراني.
- تبادل الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسي العديد من الزيارات السرية.
- زيارة احمدي نجاد القاهرة بعد انقطاع دام 34 عاما.
- وصول أفواج سياحية إيرانية إلى الأقصر وأسوان
ومن هنا يتضح لنا أن الغاية تبرر الوسيلة ولا خلاف بين الإخوان والشيعة والتشابه بينهما تنظيميا كما يلي:
- إيران: المرشد – رئيس مجلس تشخيص النظام – تصدير الثورة.
- الإخوان: المرشد – رئيس مكتب الإرشاد – التنظيم الدولي.
والسؤال هو: هل تم ذلك بالصدفة؟؟
والجواب: طبعا لا..!!
وفيما يخص علاقة إيران بإخوان اليمن أو ما يعرف بحزب التجمع اليمني للإصلاح لعل من أهم محطات التقارب السياسي بين إخوان اليمن وإيران الحرب العراقية الإيرانية حيث وقف الإخوان إلى جانب إيران كما أيدوا غزو العراق للكويت بالتزامن مع تأسيس ( حزب التجمع اليمني للإصلاح ) وبالاتفاق مع علي عبدالله صالح التي أيد فيها الحزب الغزو أيضا اخرج صالح مسيرات في شمال اليمن تدعو العراق لغزو السعودية !!
- ظهرت العلاقات الثلاثية بين إيران والإخوان والقاعدة في منتصف التسعينات عندما ألقت المملكة العربية السعودية القبض على الكثير من العناصر الإرهابية.
- بعد 2003م – و 2004م- وتفجيرات الرياض نشأ محوران:
الأول: محور ما يسمى الممانعة ويضم ( حزب الدعوة المجلس الإسلامي الأعلى – سوريا – حزب الله – وحركة حماس.)
الثاني: محور الاعتدال العربي ويضم:
السعودية – مصر – الأردن – دول الخليج.
وقد انحازت جماعة الإخوان في مصر إلى المحور الإيراني وكانت طرق تهريب السلاح من إيران تمر عبر الحوثيين بحرا إلى غزة ومن ثم عبر الأنفاق إلى سيناء.
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم اظهر الإصلاح ترددا رغم إعلانه تأييدا خجولا في حين أيدوا الحوثيين في التمدد في كل الشمال وعدن ومدن الجنوب الأخرى.
1- يعتقد كثير من المسلمين أن صراعا خفيا يجري بين الإخوان المسلمين وإيران الشيعية وهو اعتقاد خاطئ..!!
2- إيران المجوس لا علاقة لهم بالتشيع والشيعة وهم من قاتلوا العراق في حرب ضروس طوال ثمانية أعوام وكان أكثر من نصف جيش العراق من الشيعة حيث كان عنوان الحرب "عرقي بامتياز".
3- عام 1981م قام نظام الملالي بتكريم قاتل رئيس السادات وأطلق اسمه على احد شوارع طهران باعتباره بطلا!!
4- أيد حزب الإصلاح اليمني غزو الكويت عام 1990م وخرج صالح بالتعاون مع الحزب في مسيرات مؤيدة للغزو ترفع شعارات منها: ( بالكيماوي يا صدام.. باقي جدة والدمام ) في حين رفض أبناء
5- الجنوب في عدن الغزو العراقي في الكويت.
وفي الحلقات القادمة سنكشف العلاقات السرية بين إيران والإخوان المسلمين وبالدلائل في مختلف المراحل والمحطات التاريخية حتى نثبت بالشواهد والأدلة أنهما وجهان لعملة واحدة !!
د.علوي عمر بن فريد