د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإخوان وإيران وتاريخ من التبعية والاستجداء!!

 لم يعد خافيا على أحد علاقات التبعية والاستجداء بين الإخوان المسلمين و دهاقنة "قم"في إيران منذ ما قبل الثورة الشيعية في إيران وتجذرت بينهما أكثر بعد عام 1979م حين أوعزت طهران إلى الجماعة بتأليف كتاب :
"موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الشيعية"
وعلى الفور قام بتأليفه
د. عز الدين إبراهيم، وهو أحد أتباع حزب "الإخوان المسلمين" وهو عبارة عن مجموعة مقالات لقادة "الإخوان المسلمون" وبعض من يُسمون بالحركيين، أمثال: المودودي والندوي.
وهذا الكتاب سيأتي له شأن معنا، وقد اهتمت به إيران الشيعية الرافضية أشد الاهتمام، والدليل على ذلك؛ أنه طبع فيها أحد الطبعات وجاء في مقدمة الناشر ما نصه: "الناشر: معاونيه العلاقات الدولية في منظمة الأعلام الإسلامي الجمهورية الإسلامية طهران ص ب 1313/14155 المطبعة سبهر/ طهران، طبع منه (15.000 نسخة)، التاريخ: الطبعة الثانية 1406هـ/1986م".
ولعل البعض يتساءل لماذا اهتمت إيران بهذا الكتاب وطبعته بهذه الكمية ؟
الجواب: لأنها وجدت فيه بغيتها وغايتها في موقفين مهمين لها:
الأول: وجدت دفاع حزب "الإخوان المسلمين" عن الشيعة الرافضة دفاعاً شديداً، ويتمثل ذلك في:
الطعن والتحقير في علماء الجزيرة، واتهامهم بالعمالة للصهيونية العالمية ، والإمبريالية ـ على حد تعبيرهم ـ، جاء ذلك في (ص 48 إلى 50) من الكتاب المذكور.
الثاني: الرد على بعض الكتب التي أُلّفت في فضحهم وبيان كفرهم وخطرهم على الإسلام ـ أعني: الشيعة الرافضة ـ.
ففي (ص44) من الكتاب المذكور يقول مؤلفه ما نصه: "أما في مصر؛ فقد وقفت كلاً من مجلة: "الدعوة" و"الاعتصام" و"المختار" إلى جانب الثورة مؤكدة إسلاميتها ، ومدافعة عنها في وجه الإعلام الساداتي الأمريكي

إخوان الصفا و خلان الوفاء
نجد أن المبادئ العامة التي بنا عليها إخوان الصفا نظرياتهم مقتبَسة من الديانات المختلفة (موحِّدة ومجوسية) جاهدين في التوفيق بينها كلها.
وقد انتهت بهم نزعتهم التلفيقية هذه إلى أن يَرَوا في جميع المذاهب الفلسفية والوثنية والموحدية مذهباً واحداً يوفِّق بين جوهر الأديان، ولهذا قالوا::
“الرجل الكامل يكون فارسي النسب، عربي الدين، عراقي الأدب، عبراني المخبَر، مسيحي المنهج، شامي النسك، يوناني العلم، هندي البصيرة، صوفي السيرة، ملَكيَّ الأخلاق!!

يقول شوقي أبو خليل :
" إخوان الصفا" – لقب جماعة من المفكرين عاشت بالبصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي , ذات نزعة فلسفية سياسية وميول شيعية (من الإسماعيلية) كانت غايتهم إسعاد النفس , كتموا أسمائهم و عمدوا إلى الكتابة والإشارة والإيماء والإيجاز في مصنفاتهم وصاغوا مذهبا ً زعموا انه وفق بين الشريعة الإسلامية والفلسفة اليونانية – و صححوا هذه الآراء في كتاب عرف باسم رسائل إخوان الصفا التي تشمل 52 رسالة.
آراء العلماء فيهم:
حذر كثير من العلماء من رسائلهم ودعوا إلى عدم مطالعتها وقراءتها، لأن الباطل قد غلب عليها، وفي هذا السياق يقول أبو حامد الغزالي: «فإن من نظر في كتبهم كإخوان الصفا وغيرهم، فرأى ما مزجوه بكلامهم من الحكم النبوية والكلمات الصوفية، ربما استحسنها وقبلها وحسن اعتقاده فيها، فيسارع إلى قبول باطلهم الممزوج به لحسن ظن حصل فيما رآه واستحسنه، وذلك نوع استدراج إلى الباطل. ولأجل هذه الآفات يجب الزجر عن مطالعة كتبهم لما فيها من الغدر والخطر، وكما يجب صون من لا يحسن السباحة عن مزالق الشطوط، يجب صون الخلق عن مطالعة تلك الكتب».
ويقول عنهم ابن تيمية في معرض حديثه عن اعتقادات بعض الفرق الكلامية: «ومثل كتاب "رسائل إخوان الصفا" الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد، وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة، جمعـوا - بزعمهم- بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير، ومع هذا فإن طائفة من الناس- من بعض أكابر قضاة النواحي- يزعم أنه من كلام جعفر الصادق. وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل.
وعن مضمون هذه الرسائل يقول محمد امحزون: « لكن هذه الرسائل يعوزها العمق والنظام والترتيب، ويغلب عليها الإغراق في الخيال والاعتماد على أفكار الفلسفة الإغريقية وأوهامها من غير فحص ولا انتقاد، وبحث في كثير من العلوم من غير إشباع ولا كفاية. كما تشتمل على كثير من تراث المنجمين كأسرار الأعداد والفأل والزجر والسحر والعزائم والشعوذة، والإيمان بطوالع النجوم وتأثيرها، وموسيقى الأفلاك ونغماتها. وتشتمل كذلك على عقيدة الإمام المستور والتقية والتأويل، وغير ذلك من الأفكار الباطنية. والمتأمل في هذه الرسائل يلاحظ أن إخوان الصفا لا يكشفون مباشرة عن أهدافهم، ويتحدثون بصراحة عما يجول في نفوسهم، وإنما يضعون السم في الدسم لخدمة غايتهم، فيخلطون بين الدين والفلسفة للتشويش على القراء واستدراجهم إلى ما يريدون..»
وجاء في مقدمة ناشر الرسائل قوله: «لم يعرض إخوان الصفا رسائلهم الفلسفية بأسلوب علمي محكم التنسيق، فجاءت مباحثهم وآراؤهم متراخية مفككة منتشرة هنا وهناك فيها عود وتكرار ومزج غريب، اختلطت فيه الفلسفة التقليدية والعلوم الرياضية والطبيعية بخرافات من السحر والتنجيم، وحكايات تشبه أمثال كليلة ودمنة وأسمار ألف ليلة وليلة..
كتبت "الاعتصام" على غلاف (عدد ذي الحجة 1400 هـ / أكتوبر 1980م): "الرفيق التكريتي – يعنون: صدام حسين - تلميذ ميشيل عفلق الذي يُريد أن يصنع قادسية جديدة في إيران المسلمة". وفي (ص10) من نفس العدد والمجلة جاء عنوان: (أسباب المأساة):
"الخوف من انتشار الثورة الإسلامية في العراق".
ثم قالت المجلة: "ورأى صدام ،إن فترة الانتقال التي يمر بها جيش إيران تحوله في جيش إمبراطوري إلى جيش إسلامي هي فرصة ذهبية، لا تتكرر للقضاء على هذا الجيش قبل أن يتحول إلى قوة لا تقهر بفضل العقيدة الإسلامية في نفوس ضباطه وجنوده".
ألله أكبر !!
أي عقيدة إسلامية عند الجيش الإيراني ؟؟؟ - نسأل الله السلامة – عقيدة سب الصحابة وتكفيرهم واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا ؟؟ أم بتأليههم لعلي ابن أبي طالب وأبناؤه رضي الله عن الجميع، أم باتهامهم أن القرآن الذي بين أيدينا محرّف وزيد فيه ونقص ؟؟
وقائد الجيش الإسلامي الإيراني وقائد المسلمين "زعموا" أعني به: "الهالك الخميني" يقول في كتابه " كشف الأسرار" ونقله الشيعي الرافضي في كتابه "الثورة الإيرانية" (ص78): "إن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كانوا منافقين، إلا الخليفة على المرتضى، وثلاثة أو أربعة من رفقاء علي".
هذا هو "الجيش المسلم الوحيد في العالم وهذا هو قائده الإمام المسلم" يا إلا خوان المفلسين" ويا "خوان المسلمين" ؟؟؟؟
ثم تقول "الاعتصام" والكاتب هنا "جابر رزق" وهو أحد أبرز كتاب "الإخوان المسلمين" هو يعلل أسباب الحرب التي بين إيران والعراق في العدد: (1401هـ / ديسمبر / 1980م) (ص36):
قال: "إن الوقت الذي اندلعت فيه هذه الحرب هو ذات الوقت الذي فشلت فيه كل الخطط الأمريكية التآمرية على ثورة الشعب الإيراني المسلم!!".
ويقول (ص37): "وقد نسي صدام أنه سيُقاتل شعباً تعداده أربعة أضعاف الشعب العراقي، وهذا الشعب هو الشعب المسلم الوحيد الذي أستطاع أن يتمرد على الإمبريالية الصليبية اليهودية .....، والشعب الإيراني بكامل هيئاته ومنظماته؛ مصمم على مواصلة الحرب حتى النصر, وحتى إسقاط البعث الدموي!!َ؟
وبعد هذه المزاعم الباطلة والتخرصات الكاذبة التي ساقها دهاقنة" قم" نقول لهم : لقد كشفت أمة الإسلام الغطاء الذي تتدثرون به وخبتم وخاب مسعاكم.
د.علوي عمر بن فريد