مروان السياري يكتب لـ(اليوم الثامن):

متى يفهم غريفيث وباقي العالم أن اليمن ليس للبيع

شاهدنا مؤخراً المبعوث الأممي ( غريفث ) يعود مجددا حاملا معه  اوراق نقل الملكية ليتمم البيع بين اليمن وإيران ، متجاهلا قرار الأمم  والذي عنوانه (( 2216 تحت البند السابع )) فبين البائع والمشتري كلمة يفتح الله او مافيش خراج .

متى يفهم المبعوث الاممي ان الشعب اليمني ليس اقلية عرقية مثل الرهونجا -  و إن ما حدث فى اليمن عام 2014 يُعتبر انقلاباً على اليمن وشرعيته وكما حدث سابقا ، وإن الدرس الذى لم يفهمه جماعة الحوثيين في الشمال واتباعهم في الجنوب بأن اليمن ليست ملك للحوثي او ايران بل ليس ملك أي دولة في العالم رغم المحاولات الفاشلة التي يسعى إليها المبعوث  الأممي والتي من شأنها الافساح أمام المتمردين للاستمرار في تعطيل قيام دولة فدرالية إلى أجل غير مسمى.
جلسات الزار التي يقوم بها الشيخ غريفيث   لها أصل وفصل يعرفه المتخصصون فى السياسة بحكم دراستهم، والتي هي اصلا واضحة ويعرفها العامة من الشعب بحكم فطرتهم ومطالبهم  السلمية ، وهو أن اليمن كان دولة ولابد أن يعود دولة رغما عن انف غريفيث والجماعات .

ورغما عن كل الاحزاب التي دمرت اليمن سوا في شماله او جنوبه
ببساطة دعونا نتذكر ماذا يحدث من عدم استقرار العملة والصرف ومن الذي يقف وراءه . وماذا يحدث من أعمال شغب خصوصا في عدن كونها عاصمة مؤقته وما إن تهدأ حتى نسمع بأن محافظة اخرى مثل المهرة قد اصابها نوع من المس ومن قبلها سقطرا ثم شبوة ثم يعود المشهد من جديد بوجه اخر - اغتيال - اختطاف - تفجير الخ..والتي هي أساسا  عملية ممنهجة ويعرف الشعب بالإجماع من يقف ورائها وخصوصا كلما اقترب الجيش من تحرير محافظة .او كلما ارادت الدولة ان تستعيد انفاسها في بعض اروقتها.
وهناك سؤال ؟ دائما يخطر في ذهني لماذا هذا يحدث كلما قلنا نريد دولة لامركزية ومن المستفيد من الوصاية على هذا الشعب وثروته الهائلة ، إذا سلمنا جدلا وأردنا معرفة متى يستفيد أبناء اليمن من ثروة بلاده مثل ميناء عدن وباقي الموانئ وباب المندب وكل  آبار النفط المتناثرة في جميع أرجاء اليمن عوضا عن حقول الغاز والثروة السمكية والحيوانية والزراعة والمحاصيل واوا الخ... علينا أن نعرف المعطل الاساسي فقط فهو الذي لا يريد منطق الحوار ولايريد للدولة أن تستقر و تاريخ اليمن مليء بالنماذج والأحزاب والشخصيات  الكارثية. وقد شهدنا ذلك ، وجربنا ذالك
اذا دعونا لا نحمل المسؤلية  هؤلاء فنحن من منحهم حق التصرف بناء كثروة وشعب ، كذبنا على أنفسنا باتباعهم فضيعوانا محليا وها هم اليوم يريدون ضياع ما تبقى منا دوليا  ، فقبل أن نفقد كل شيء ماذا سوف نترك لأجيالنا مستقبلا ؟، هل نترك لهم الحزبية والانتماء التي لم نلتمس منها فائدة حتى اليوم ولم نعرف اصلا ماهي !

فكلما سمعت احد ابناء هذا الوطن يسأل متى تتحسن بلادي وانعم بالعيش فيه مستمتعا بثروته اترك له الاجابة على نفسه ! تخلص من الانتمائية فقط و انتمي للأرض التي تعيش عليها . ولا تنتظر الخير قد يأتيك من غريفيث او من الامم المتحدة او من اي شخص كان

فا انت عندما تحب وطنك وتنتمي اليه سوف تنعم  بالخير ….