سلمان صالح يكتب:

يمن الانقلابات والهضبة الزيدية

عدن

لم يعرف اليمن أي ثورات حقيقية، لك ما حصل هي انقلابات دموية دفع الشعب ثمنها غالياً..

يتحدثون اليوم عن ثورة 26 سبتمبر "الانقلاب"، على نظام أسرة أل حميد الدين، فلم تسلم الهضبة الزيدية الحكم، بل قال حكامها تريدون أي نظام نحن معه، وتكيف الجميع مع حكم الهضبة الزيدية الملكي بشعار الجمهورية، مع ان اغلب من زعم انه مع الجمهورية، كان في الليل يقاتل القوات المصرية الى جانب الملكيين، وفي النهار جمهوري.

 انقلوا على السلال، ثم الحمدي ثم القشمي والحمدي، كانوا فقط يحققون رغبات الجارة الكبرى، لأن الجارة كان لديها حليفا وفياً هو عبدالله بن حسين الأحمر، لكن بعد ان رحل لم تجد من يخلفه.

بعد مقتل الحمدي، سلمت السعودية الأمر في اليمن الشمالي للزعيم القبلي عبدالله بن حسين الأحمر، والدليل نشوب الخلافات بين آل الأحمر وأل عفاش، بعد قرب وفاته، بسبب انه لم يعد هناك مرشد أعلى زيدي يوافق بين الجميع، ويكون حليفا وفيا للجارة الكبرى.

قال علي محسن الأحمر بعد وفاة عبدالله بن حسين الأحمر متحسرا "انا من كنت أحكم اليمن"، ليقدم نفسه لاحقا حليفا للسعودية، التي فر اليها بعد ان سلم الحوثيين صنعاء دون قتال.

 السعودية تدعم النظام القبلي في صنعاء بسخاء شديد، ولكن هذا النظام لم يحقق لأل سعودي اي انتصار حتى الآن، بل ان اموالها التي تقدمها لزعماء القبائل في شمال اليمن تذهب للمجهود الحرب للحوثيين.

اليوم ظهر علينا حوثي أخر يزعم انه انقلب على عبدالملك الحوثي، وهناك الحديث عن 20 قتيلا من الطرفين، لكن في الحقيقة، لا شيء من هذا القبيل، فالهضبة الزيدية لا يمكن لها ان تتقاتل فيما بينها، كل هم القبائل هناك ان تحكم.

تتعامل السعودية مع اليمن الشمالية باستراتيجية قديمة، كسب ود القبائل، قبل أيام ظهر قائد عسكري سعودي برفقة العشرات من زعماء القبائل الزيدية الذين تسلموا مصروفهم الشهري من اللجنة الخاصة وتوعدوا بقتال الحوثيين، ومن يوم نشرت تلك الصورة لم تطلق تلك القبائل طلقة رصاص صوب الحوثي.

ستظل السعودية تمول قبائل اليمن الزيدية، لكن دون ان تحصل على استقرار او ان تحمي حدودها، السعودية بحاجة الى حليف قوي وهو موجود، لكن تركة محمد بن نايف سوف تحول دون ذلك.