سلمان صالح يكتب لـ(اليوم الثامن):
"إخوان اليمن".. السعودية في شبوة حليفة وفي المهرة احتلال
"بين مجبر ومكره"، خرج حاكم شبوة الإخواني ليتبنى خطاب تنظيم الاخوان المتطرف ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، على الرغم من محاولته الحديث عن علاقة متينة مع الرياض، وهي التي يقول التنظيم ذاتها انها تحتل محافظة المهرة.
الحاكم الإخواني وذراع الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، اجبر مكرها على الاحتفال بذكرى سقوط المحافظة الجنوبية في قبضة ميليشيات الإخوان الإرهابية، القادمة من مأرب واقصى الشمال، وهي تلك الميليشيات التي ترفض مواجهة الانقلاب الحوثي، وسلمت المدن له في الشمال لتأتي لتقاتل باسم الشرعية والسيادة التي اسقطت.
أي وصمة عار ستلحق هذا المدعو محمد صالح بن عديو، وهو الشبواني، الذي أعدم أبناء قبيلته برصاص الميليشيات القادمة من مأرب، وهو لم يجرؤ على السؤال لماذا تقتلون أبناء القبائل وتحاولون تركيعهم بنفس أساليب الميليشيات الحوثية التي تعبر عن ثأرها من القبائل الجنوبية واليمنية.
في عهد بن عديو الحاكم الذي لا يجرؤ ان يقول "لماذا"، تم اقتحام منازل قبائل ال لقموش، وقبائل شبوة الأخرى، كيف لهذا الامعة ان يتحدث اليوم عن السيادة والشرعية، وهو لم يستطع منع جحافل الاخوان الإرهابية وهي تختطف أبناء قبيلته وتزج بهم في السجون وتعذبهم حتى الموت.
لكن كيف لتنظيم اخواني المتطرف ان ينظر الى اردوغان انه خليفة المسلمين، ويصور للسعودية انها الحليف للإخوان في شبوة، ودولة الاحتلال في المهرة، هل يعتقد هذا التنظيم الذي ولد من رحم الفوضى ولأجل الفوضى، ان النخبة السياسية السعودية غبية الى درج ان يتم الضحك عليها بخطابين متناقضين لتنظيم لم يعرف في تاريخه السياسي سوى صناعة الإرهاب والانتحاريين والمواقف المتناقضة.
هل السعودية التي في شبوة، غير تلك السعودية التي في المهرة، ام ان الاخوان في شبوة ليسوا كإخوان المهرة، وهل علي محسن الأحمر، الجنرال العجوز والأب الروحي للإرهاب، قد أصبح نسختين متناقضتين، الأولى ترى السعودية دولة حليفة، والأخرى تراها دولة احتلال.
كيف يمكن ان تستقبل النخبة السياسية السعودية هذا الخطاب، وكيف يمكن لنا كقراء ومهتمين بالشأن السياسي في اليمن والاقليم ان نفهم من هذا التناقض.
هل يمكن لخطاب التناقض هذا ان يوقع بين السعودية وحليفتها الامارات، من خلال امتداح الأولى في شبوة والهجوم على الثاني، لكن اليس من الواضح جداً ان خطاب الاخوان ليس متناقضا، وان الاجندة القطرية والتركية والإيرانية أصبحت عدائية تجاه الرياض وأبوظبي، لكن كيف لهذا التحالف العربي ان يظل صامدا في ظل وجود الخيانة الإخوانية الشرعية.
كيف للسعودية ان تستمر في الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بالإمارات، وهي التي خسرت الكثير بفعل الخيانة الإخوانية في الجوف ومأرب، بتسليم المدن واسلحة التحالف العربي للحوثيين.
بقي الإشارة الى ان الاخوان ومشروعهم التدميري لا يستهدف شبوة والجنوب، بل يستهدف المنطقة وحدها، ولكن التنظيم الدولي الذي تعرض لضربات موجعة في اقطار عربية بات يعول على الفرع اليمني لتحقيق اضغاث أحلام اردوغان وتميم، ولكن على الإرهاب ان ينتظر الضربة المميتة، وليس غدا ببعيد.