عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

التحالف هل يؤدي واجبه؟ ام سيكتفي بدور المتفرج ؟!

ها نحن مجدداً نطالب قادة التحالف بتحمل المسؤولية امام الله وامام الشعب المغلوب علئ امره الذي عانئ كثيراً ومازال يعاني البؤس والشقاء ويتجرع مرارة الغلاء دون ان يجد المنصف الحق .
نعم لم يجد المنصف عقب التحرر بل ازمات تتبعها ازمات وانعدام للخدمات وفتح شهية اللصوص للسرقة والنصب والاحتيال لما وجدوا المباركة الغير المتوقعة اذ لا حسيب ولا رقيب ولا خوف من رب العالمين .

ازداد لصوص المال العام بشكل مريع واستحوذوا على المناصب و المكاسب ولم يكتفوا بأنفسهم بل امتد نفوذهم واولادهم واحفادهم اقليمياً ودولياً وطبعاً المرتبات بالدولارات عدا الحوافز و النثريات و السفريات ولوازم السياحة و.....
كثير من اعضاء الحكومة نكرة لم يقدموا منجزاً يذكر سوئ شفط موازنة الدولة لاهلهم وذويهم وتوظيف وتعيين الاقارب وتابعي التابعين .
قيل ان مرتب الوزير يتجاوز العشرة الف دولار عدا وعدا ...بينما مرتب المعلم لا يتجاوز المئة دولار والجندي بالكاد تسعين دولاراً تتعرض للخصم .
مؤكد انه باطل ما بعده باطل وتوزيع غير عادل للاجور .
واعضاءحكومة عديمة الفائدة تبتلع الاخضر واليابس يتم تنقيلهم من حقيبة لاخرئ دون تقديم شيئاً يذكر سوئ استنزاف الخزينة العامة .

وهذا بالطبع لا يعني ان اعضاء المجلس الانتقالي جميعهم من النزاهات والشرفاء ويمتازون بنظافة اليد بل ان منهم من كان حتئ الامس القريب عضوا بالحكومة وغدا يمتلك المحلات والعقارات والدولارات بدول الجوار وصل حد الثراء علئ حساب الفقراء والبسطاء بدعوئ الدفاع عن قضيتهم وتحسين معيشتهم و غيرها من الشعارات الجوفاء المفرغة من الثمرة ولم نجد احد هؤلاء الذين بلغوا حد الثراء يسهمون بدعم المواطن بتخفيض سعر رغيف خبز بدعم الافران بمادة الدقيق وفرض الرقابة عليهم للبيع بسعر معقول وحجم معقول او متابعة المخالفين وما اكثرهم .
نعم لا نجد الا شعارات تنزع الراحة من النفوس البائسة اصلاً بالحديث عن فرض لغة القوة ضد الاخر وهو ما يعني جرعة اضافية اشد وانكى من الاولئ بانعدام الامان وضحايا وارامل وايتام جدد كما حصل بالمرة السابقة .
مؤسف ان تجد هذا يهدد وذاك يتوعد واخر يتحين الفرصة لضرب عصفورين بحجر واحد مع ان لدينا في الجنوب اكثر من عصفور والكل يريد نصيبه كاملاً غير منقوص .
الحوثي خرج بثورة عارمة ضد الجرعة والنتيجة ترونها وبدلاً من الجرعة جرعات ونكبات ولذا فتحكيم العقل و اجب ديني ووطني وانساني .
وعلئ قادة التحالف ان يحقنوا دماء الجنود الذين لا حول لهم ولا قوة كي لا يزج بهم مرة اخرى في معارك اخوية الرابح فيها خاسر.
فما شهدته عدن خلال الاشهر الماضية من احداث عنف وسفك لدماء الشباب الابرياء يعد كارثة بكل المقاييس .
فكم هو مؤسف ان يصوب ابناء الحارة بل والاسرة الواحدة فوهات بنادقهم لصدور اخوتهم فهذا تبع الحزام وذاك تبع الرئاسة وذا الله اعلم تبع من ؟؟
مع ان الجميع يفترض ان يكونوا تحت رعاية جهة واحدة عسكرياً ومعاشياً جهة لا تنظر اليهم على اعتبار ان لم تكن معي فأنت ضدي وتعبئة فلان ضد علان وتراخي هذا الطرف نكاية بالطرف الاخر .
وانقسامات للقيادات وللجنود وللمواطنين هذا مع المملكة وذاك مع الامارات وثالث يطالب برحيل الاثنين و..
الجدير ان الشباب الذين ذهبوا ضحايا لم يقترفوا جرماً كي يجدوا انفسهم بين عشية وضحاها وقوداً لبعض .
ومازلنا نعجب من صمت التحالف و تخاذله ازاء ما يحدث وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة والصارمة فوراً ووضع المعالجات بإقالة و محاسبة الفاسدين وتقريب وجهات النظر ولا تقف مع هذا الطرف دون ذاك بسبب تصادم وتعارض المصالح كي تقي الجميع وتجنبهم و يلات الصراعات و الفتن والقلاقل وها نحن نرى كيف يتم النفخ للمزيد من اراقة الدماء وترهيب المواطنين الامنين والزج بمن تبقى بفلذات اكبادهم في صراع وحرب تشق الصف واللحمة وتطوي صفحة التصالح والتسامح يترجمها اقوال العامة انت مع من وذاك مع من وهي كارثة بلا شك رغم الاجماع والاتفاق علئ التصدي للفساد والفاسدين ولكن الكيفية الاندفاعية غيرت الموازين وتعثر اللاعبين واختلطت الاوراق وركب العند رأس القادة و تم الرقص على رؤوس المساكين واخذت الامور منحى آخر .
ونذكر متعطشي الدماء انه لا شهيد ولا شهادة بين اخوين يجتمعان بشهادة التوحيد.
جهود التحالف و القادة الخيرين يجب ان تثمر باخراس افواه البنادق والعودة الى جادة الصواب و تحكيم العقل. فاستعادة الدولة لم ولن تتحقق بمنطق فرض القوة وشق و حدة الصف لانه لم ولن تكون دولة بل دويلات سيتحين كل طرف الفرصة للانقضاض علئ الاخر لطيه تحت جناحه .
نطالب المعنيين بكلمة حق مفادها انه لا مكان للفساد و الفاسدين ولا يمكن غض الطرف عنهم و عساهم ان يبادروا بتقديم استقالاتهم الطوعية فكفاهم ماسلبوه وما نهبوه .
وما تنسوا الصلاة و السلام على اشرف الانبياء والمرسلين مع اخلص تحية و ازكى السلام لدعاة الخير وللقراء الكرام ولكل محبي السلام و الوئام.