د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
عبدالله صعتر يصرخ من الألم !!
هاجم العجوز الخرف في حزب الإصلاح المدعو عبدالله صعتر الجنوبيين مجددا داعيا الحكومة الشرعية إلى القيام بموقف حازم في الجنوب .
وقال صعتر خلال لقاء له مع قناة سهيل التابعة لحزب الإصلاح: إن أي جماعة أو فئة خارج عن الدولة حكمها حكم الحوثي في إشارة منه إلى المجلس الانتقالي .
ودعا صعتر إلى قتال تلك القوات التي قال أنها تسعى لإسقاط الوحدة اليمنية واصفا تلك القوات بأنها خائنة للشرف العسكري في إشارة إلى الأحزمة الأمنية والنخب .
وطالب صعتر الحكومة الشرعية بحسم الحرب ضد الجنوبيين، معتقدا أن ضرورة الدفاع عن الشرعية تبيح حظر أي حرب في المدن المحررة.
وأثارت تصريحات القيادي الإصلاحي عبدالله صعتر موجة غضب واستياء شديدين لدى كافة أبناء الجنوب الذين اعتبروها امتدادا لمسلسل تكفير الجنوبيين واستباحة أرضهم ودمائهم التي أطلقها الديلمي إبان غزو الجنوب واحتلاله في صيف 94م!!؟
ونحن نقول لهذا العجوز الخرف :
الصراخ على قدر الألم وهذا ما يعانيه هو وأمثاله من دهاقنة الإصلاح الذين فاتهم قطار الزمن وانكشفت ألاعيبهم وأدوارهم فقسم في حضن الشرعية وقسم آخر في حضن الحوثي ومهادنته وقسم مع قطر !!
والقطط السمان فروا تركيا لمتابعة أسهمهم وتنمية ثرواتهم ويطل علينا دواشينهم كل ليلة من على شاشة الجزيرة يحللون ويصرخون ثم يعودوا إلى فنادقهم ليغطوا في نوم عميق !!غير عابئين بمعاناة الشعب اليمني !!
ورغم كل الأحداث التي مرت عليهم لم يستوعبوا الدروس بعد أن تغيرت مسارات التاريخ ووقائعه وأحداثه واختلفت اليوم عما كانت عليه عام 1994م !!
عندما أدرك الجنوبيون أن الوحدة التي اندفعوا إليها بحماس شديد قد تحولت إلى نوع من الاحتلال وتجريف للهوية الجنوبية ومزيد من القهر والإذلال!!
نعم تحولت الوحدة لدى شعب الجنوب إلى كابوس يتطلعون للخلاص منه !!ّ
وحتما ستفشل كل الحملات والحروب الإعلامية والنفسية التي يشنونها على الجنوب !!
وتذكرني كلمات الطاعن في السن " صعتر " بالحملات التحريضية الصليبية التي كان يشنها القساوسة والرهبان على الشرق وهم يحرضون عليه الشعوب المسيحية في أوربا لغزوه واحتلاله !!
الوحدة يا صعتر ليست من أركان الإسلام ؟؟!!
ولم تعد تخيفنا جنابيكم الصدئة التي تشبه "المحر "عرضا وطولا وهي لم تعد صالحة إلا لتقطيع عيدان القات !!
ولولا خلافاتنا البينية لما ارتقيتم ذلك المرتقى الصعب !!
وسيقابلكم الرجال اليوم في الجنوب بجنابي الهندوان الحضرمية التي تفصل الرؤوس عن الرقاب !! ويبدو أنها اللغة الوحيدة التي تفهمونها!!
,جرى نقاش بيني وبين أحد الشباب المثقفين من أبناء الجنوب حول إحدى مقالاتي أين دور المقاومة الشعبية الزيدية "؟؟
وقال معلقاً: الزيود على مر التاريخ في حروبهم كانوا يتصرفون كرجل واحد وتحت شعار " ممنوع الخيانة " وفي أسوأ الحالات إذا حدث خلاف بين بعض الأطراف .. " ألزم بيتك" بمعنى عدم مساندة العدو تحت أي مبرر !!
فقلت له : ولكن ..ماذا تسمي ما فعله الحوثيون في عمران عندما فجروا بيت الشيخ عبدالله الأحمر؟ وكذلك دخولهم إلى قصره في الحصبة ،ونهب ما فيه حتى غرف النوم ؟ وأين قبائل حاشد مما جرى لشيوخهم؟
فرد قائلا: الزيود لا ينظرون إلى المبرر الأخلاقي للحرب فهذا آخر شيء يفكرون فيه ، طالما قرروا الحرب !!
وعلى الجميع السمع والطاعة ويقولون : نحن المذهب الحق وغيرنا على باطل ويجب علينا جز نواصيهم واستباحة أموالهم و أعراضهم !!
وإذا دانت لهم الأمور فهم يمارسون عملهم بمكر ودهاء وإذا فلت الزمام من أيديهم فهم يعملون ليلاً نهاراً لاستعادته !!
فقلت له : وهل تضامنوا مع صالح عندما خلعه الشعب في ثورة
فبراير 2011م؟ وهل خططوا لمواجهة الثورة؟
نعم ..كانوا يحضرون لهذه الحرب وقال علي عبد الله صالح في جمع من طائفته : "با تقعون رجال ولا شوفوني آخر زيدي يحكم اليمن "!!
قال صديقي الجنوبي :
حينما كان الحراك الجنوبي فوق ظهر الأرض يتظاهر أنصاره في عدن ، كان الزيود في باطنها يحفرون الأنفاق، استعداداً للمعركة القادمة مع الشفع حسب تعبيرهم !!
وأضاف منتقداً وساخراً : تساؤلك عن مقاومة زيدية سيكون أمراً مضحكاً للزيود .. لأن العار كل العار لديهم أن تترك الزيدية المقدسة وتنضم للأعداء !!
ما هو دليلك على ما ذكرت؟ فرد بالقول :
يحدثني سيد من صعدة قال :
" أتى السيد عبدالله صعتر يريد مقابلة الرئيس صالح عام 1997م ، و رفض الحراس إدخاله ،لأنه محتزم بالجنبية ، و قالوا له : ضعها جانبا ً و أدخل !!
ورفض.. و ثارت جلبة و ضوضاء و سمعها الرئيس صالح و قال :
ما الأمر.. ما الذي يجرى ؟
قال الحرس : عبدالله صعتر يريد الدخول بالجنبية !!
قال صالح : خلوا سيدي عبدالله يدخل !!
و دخل عبدالله صعتر و عندما أقبل للسلام على الرئيس قال :
"قد الجنبية تخوفك يا علي عبدالله ..!! "
و على الفور لاقاه الرئيس باسماً و قام بتقبيل يد السيد !!
تأمل كيف يعاملون بعضهم بعضا؟؟
و اختتم صديقي المثقف حديثه بالقول :
" استمعت إلى نقاش مع أصدقاء من الزيود حول الحرب و كانوا يقولون :
" و الله لو تنطبق السماء على الأرض ما يحكمونا الشوافع و لو ما بقي إلا النسوان"
وماذا يعني ذلك ؟؟
- هم يريدون إقامة حكم زيدي باسم "الجمهورية اليمنية" !!
يريدون دولة زيدية تتحكم في شعب اليمن و خيراته و ثرواته و رقاب أبنائه !!
و لا مانع لديهم إن استعانوا بإيران و باعوا اليمن من أجل بقائهم في الحكم !!
- ولكن هناك ستة حروب تمت ضد الحوثيين !؟ لماذا لم يسحقوا حركته؟
- لقد سمعت أحد كبار القادة العسكريين الشماليين يقول:
- كلما اقتربنا من تدمير قوات الحوثي تأتينا الأوامر من صالح بوقف الحرب ..!!وهكذا نبدأ من جديد.
-
- نعم وقد كشفت لنا الأحداث أن الحرب مع الحوثي كانت من عناصر مخالفة للمذهب الجارودي أما الزيود الحقيقيون فكانوا ينتظرون اللحظة المناسبة للالتحام مع سادتهم!!
و نشر المذهب الزيدي الجارودي ، و القضاء على كل من يخالفه و ما تدميرهم لعشرات المساجد و تحفيظ القرآن إلا دليل على سوء نيتهم .
و عندما دقت ساعة الصفر تناسوا خلافاتهم في الحروب السابقة و التحقوا بالزعيم و اختتم صديقي حديثه بالقول :
" طلبك من ابناء عبدالله بن حسين الأحمر عمل مقاومة هذا أشد غرابة " !!
فهم يناصرون حاشد و يدعمونها في الحرب ،و هنا اللعبة اختلفت ، و هم يستمدون شريعتهم من ولائهم للزيدية و لو تسنن ألف سنة و قت الجد يرجع زيدي !!
و قد استمعت طويلا ً حتى انتهى صديقي المثقف من كلامه ، ولكنني قلت له : ولكن الخيانة والغدر تسري في دمائهم فقد تخلوا عن صالح وغدروا به وقام الحوثيون بتصفيته وهو يصرخ : لقد باعوني وتخلوا عني رغم المليارات التي أصرفها لهم كل عام !!
وقلت لصديقي : لقد تخلوا عن محمد بن الحسين وهو يقصف صنعاء ويشاهد بأم عينه بيوت الإمامة من فوق الجبال المحيطة بصنعاء وكاد أن يموت بحسرته عندما تخلى عنه الملكيون من القبائل ويكاد موقفه يتطابق مع أبي عبدالله الصغير عندما أشرف على غرناطة وهو يخرج منها صاغرا وكاد أن يموت حسرة عليه وسميت تلك الربوة حتى اليوم ب" زفرة العربي"!!
وما أشبه الليلة بالبارحة عندما قال الأمير محمد بن الحسين أبياته الشهيرة :
يا جبل عيبان وارتل وحده يا نقم من فوق صنعاء المدينه
عيب حد يرتد من كسب جده بعد ما شاف بيته بعينه
ولهم تاريخ طويل من الغدر مع الأتراك والمصريين ورغم ذلك كله لم يقتنع صديقي بما قلت وختمنا الحديث بقولي : ستظهر الأيام من هو المحق فينا!!؟؟
*د. علوي عمر بن فريد