مشعل السديري يكتب :
لا عزاء للعشاق
صدق من قال إن الأفكار تخترعها الذئاب وتستثمرها الأرانب. والذي دعاني لأن أبدأ كتابتي اليوم بهذا القول غير الحكيم هو: الفكرة التي فكر بها فنان فرنسي، عندما تخيّل قلادة مصنوعة من المرايا فوق الأرض، تعكس أشعة الشمس لتضيء شوارع باريس بالليل.
وتلقف تقنيو الصين فكرة ذلك الذئب الفرنسي، وإذا بالصين تخطط لأن تستبدل بضوء شوارعها ضوءَ القمر الصناعي الذي بدأت في صناعته، وسوف تدشنه عام 2020، وهو أكثر سطوعاً من القمر الطبيعي بـ80 مرّة.
وسوف تكون مدينة (بتشغدو)، أكبر مدن الغرب الصيني، أول مدينة في العالم تخلو من أعمدة الإنارة في شوارعها، بمساحة 80 كيلومتراً مربعاً. هذه هي البداية، وسوف تتبعها أقمار ومدن أخرى.
ولا أستبعد أن دولاً أخرى في العالم سوف تحذو حذوها.
ورحمك الله يا أيام الفوانيس والأتاريك وأعمدة النور الكهربائية في الشوارع.
الكارثة المحزنة أن العشاق التعساء من أمثالي لن يستطيعوا مغازلة معشوقاتهم تحت ضوء القمر الطبيعي بعد ذلك اليوم، إلاّ إذا ذهبوا للبراري والصحارى على بعد مئات الكيلومترات، كالمطرودين والمنبوذين. ولا عزاء للعشاق بعد ذلك. ولا أدري هل أفرح... ألطم؟!
**
لو أنني طرحت هذا السؤال العويص على مليون إنسان لتخبّطوا في إجاباتهم دون أن يصل واحد منهم للإجابة الصحيحة، والسؤال هو:
ما (المثلث) الأبدي الخالد؟! ولكي لا أرهقكم بالبحث، أقول لكم:
إنه (كافولة) الطفل الرضيع، التي تطورت وأصبحت ما يطلق عليها الآن اسم (البامبرز).
وبما أننا بصدد الحديث عن الطفولة، هل تعلمون لماذا أنا شغوف بمحبة الأطفال الصغار؟!
أقول لكم: لأن 99 في المائة منهم لا يتكلمون عن الماضي، بل يحصرون أفكارهم في اليوم والغد فقط.
**
ما أكثر أسئلتي، وما أقل بركتها، ومع ذلك سوف أسأل وأجيب عن سؤالي في الوقت نفسه: ما الفرق يا مشعل بين الكذبة والقطة؟! الجواب هو: إن القطة لها سبع أرواح، أما الكذبة فليس لها سوى روح واحدة مريضة، سواء طال الزمان أم قصر.
**
نصيحة مجانية أقدمها لكل أرعن: لا تصفق الباب خلفك أبداً، فقد تحتاج إلى العودة منه.
وما أكثر الأبواب التي صفقتها ورزعتها خلفي، وعندما حاولت العودة منها، وجدتها كلها مغلوقة بالترابيس في وجهي.
ويا (مدبّر العربان دبّر نفسك).