مروان السياري يكتب:

ما اجمل ان يكون لدينا مثل توماس سانكارا !!

المفارقة هي أن بلد صغير وفقير في غرب أفريقيا مثل - جمهورية فولتا العليا ، وبعد الحصول على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي عام 1960 دخلت في صراعات واختلالات حتى تسلم مقاليد الحكم الشاب ذو الثلاثة والثلاثين عام (( توماس سانكارا)) عام 1983 بعد انقلاب عسكري وقام بتغيير اسم الدولة إلى بوركينافاسو والذي يعني بلد الناس النزهاء - وكانت هذه الثورة بمثابة هزة لعروش حكام العواصم الأفريقية التي يحكمونها منذ فترات طويلة. فقد بدأ ذلك الشاب بمرحلة من الإصلاحات الصارمة غيرت من الوضع المعيشي شملت التحصين وبناء المستشفيات وتقسيم الاراضي على الفلاحين و مشاريع مكافحة التصحر وإصلاح البنية التحتية وحرية المراة وبرامج القضاء على الأمية والفقر وقام ببرنامج الإصلاح الزراعي اضافة الى مكافحة الفساد فكل هذه الاعمال دفعت الناس الى محبته وتأييده واكسبته حب الشعب. ولكن رؤوس الفساد لم يعجبهم الأمر. ففي عام 1987 تم اغتيال
(( توماس سانكارا وبعض معاونيه على يد صديقه (( بليز كومباوري)) الذي تولى الحكم محاولا تمديد فترة حكمه الرئاسية الثالثة من خلال تعديل دستوري، فثار الناس عليه وطردوه من القصر الرئاسي. مما اشعل طاقة ثورية هائلة.. بما فيها من فرح وعزم، والمفارقة هي أن بوركينا فاسو بلد صغير وفقير في غرب أفريقيا، العالم شاهد تلك الاحتجاجات بما فيها الدول العظمى وتابعها العالم عن قرب، موجهين الضوء وبشكل مباشر على طريقة توجيه تلك الطاقة الثورية في المراحل القادمة...

ولم يكن سردي لهذه القصة الواقعية للتشبيه و أخذ العبر فلدينا ما يكفي من الموعظة والواعظين والبلاد التي لا تتعظ؟
فقد وصل الحال بنا الى ما هو أقل وأدنى من ذلك؟
فالناس فى بلادنا أيها السادة ، فقدوا الأمل فى الحصول على انسانيتهم من أى نوع من درجات الانسانية ، ولم تعد تعنيهم معرفة حقوقهم ، فقط أصبحوا ينشدون الأمن اي أمن ويطلبون الغذاء و أى غذاء ، و الدواء، أياً كانت جهة تصنيعه، رديئاً كان أو غير ذلك، المهم استمرار الحياة ، وأصبح حلم كل مواطن فرصة عمل الى أي دولة لا تعرف من اين اتى والى اين ينتمي او بمعنى أي دولة لم تطأها خرفان المسؤولية وقطعان الوزارات فهم اسباب الهجرة اليمنية والسمعة التي اكتسبتها بلادنا.