مروان السياري يكتب:

وماذا عن المغتربين يا وزراء الفساد!

قليل من الحياء والخجل اليوم قد ينفعكم غدا يا حكومتنا الموقرة في ما يخص المغترب - فليس لدولة على وجه الأرض في موقعكم أن تقبل بذلك الذى يجرى على أرض الواقع أبدا ، إلا إذا كانت حكومة وزرائها مغتربون بامتياز ولا يدركون حجم هذه المعاناة ، والتي هي قضية بمعنى الكلمة..
فماذ عن الظروف التي تعيشها أسرة المغترب اليمني، والتي أصبح حلمها اليوم العودة الى أرض الوطن فقط ،
الى يدرك سعادة الرئيس؟ أن المواطن اليمني قد هاجر بحثا عن لقمة العيش بعد أن ضاقت به الحياة على أرضه في عهد حكومة الفساد السابقة والتي كانت تتاجر به داخل وطنه وخارجه ليأتي
به الحظ العاثر الى حكومة تكاد تكون نفس الحكومة السابقة او تحمل الصفات ذاتها.
فدعونا نروي لكم بعضا من الحقائق التي يعانيها المغترب مما جعله يرفع يده إلى الله متضرعا أن يقبل دعوته وتكون هناك ساعة اجابة ويجد نفسه مع حكومته أمام الله ليحكم بينهم بالحق بعد أن ضاقت به السبل وتقطعت به الأسباب - كيف لا وقد وصل به الحال وهو يشاهد الملايين من أموال المعونات التي تنفق بسفه على مهرجانات ومهرجين الوزارات وبعد ان فقد الامل في اقتصاد بلاده المهدر على نفس الشاكلة في ما سبق ويتكرر امام عينيه اليوم.
هل سمعت الحكومة ؟ أن معظم المغتربين لا يستطيعون العودة إلى وطنهم لعدم وجود منازل تأويهم ولا حتى قطعة أرض يفترشون عليها، فلم يتخيل يوما من الايام ان يعود الى وطنه
و قد ضاق هذا الوطن بمن فيه من اخوتهم .
وهناك من المغتربين يتمنى عائلهم لو ان هناك جسر معلق ينتقل به وأطفاله إلى الصومال او الحبشة دون أن يمر بمنافذ بلده لأنه يعي أن في تلك الدول أحكام و قوانين تراعي حق الله فيمن تشرد من ابناء اليمن؟ فقد وضعت لهم مخيمات تحميهم على الاقل من ازمة الضمير التي يعانيها الحكام في بلده ؟؟؟

كل ذلك يحدث امام اعين العالم والمغترب؟ يسمع اعلانات حكومته وهي تخاطب الشعب المغلوب على أرضه بقولها - بشرا سارة ؟؟؟ الدولة سوف تصرف راتب شهر في العام الماضي والذي ما كان يكفي لشراء كيس رز او كيلو لحمه في ذلك الوقت ، فهل اسعد الخبر من بالداخل لكي يهدأ روع من بالخارج !

ياسعادة الحكومة الموقرة ! هؤلاء المغتربين ليس بقايا كارثة سد مأرب التاريخى التى كانت وراء تهجير كل أبناء اليمن. هؤلاء هم من شردهم فلم انهيار الأخلاق في الحكومة الموقرة في السابق ليتم اكمال الجزء الثاني اليوم .. لقد وصل الحال بالمواطن المقيم و المغلوب على أرضه للهروب من الوطن فكيف لا يتمنى المغترب الهروب من كوكب الارض ! وهو يرى حكومة و كأنها من كوكب آخر مشغولة بمسلسل نهب البلاد من الداخل اضافة الى برنامج السطو على المعونات المقدمة من الخارج. فهلا ترك المفسدون أولئك شئ لله ولرسوله حتى يتركوا ما تيسر للرعية.

سعادة الوزارات : لا عيب فى أن نستورد المواطن المغترب.. انما العيب ان نكون المصدرين له دونما ثمن ، ونستبدله بكيانات رخيصة احتلت مكانة المواطن اليمني.. وتعالوا نقرأ قائمة ما استورده النظام السابق والذي يعيش بفضله المواطن وحكومته حالة مزرية الى هذه الساعة.. إذ استوردنا الإرهاب بدل الأمن ، والأحزاب بدل القانون والولاءات للخارج بدل الوطنية.

الى يكفي المسؤلين تقشير ركام فسادهم المتراكم على حساب هذا المواطن المهجر داخلا. لكي يتفاجئ به خارجا.

واخيرا نرجو من الله أن لا يضل سمع الرئيس مقتصرا على بعض هؤلاء الذين حوله فمظهرهم مبدع ، وباطنهم مفزع فهؤلاء يعتقدون انك ضحيت من أجلهم بحياتك الشخصية ورجال نفتقدهم اليوم ، فالكثير ممن نراهم حولك اليوم يريدون أن تمحو وبرغبتك إنجازك التاريخى والإنسانى الذى سيظل حكاية ترويها الأجيال عن الرجل الذى رأى الموت بعينيه ولم يأبه
بل أوقن أنك لا ترضى بذلك، وستفوّت الفرصة على هؤلاء، فاليمن ليست عاقرًا، بل فيها عشرات من المخلصين أمثالك..
فنرجوا من الله ان تنظر الى المغتربين من ابنائك وليس الى المغتربين من وزرائك...