ياسر علي يكتب :

الانتقالي يستحق الصفـر الإعلامـي بجـدارة

 • من لا يعطي الاعلام قدره الحقيقي وقوة تأثيره في ترجيح موازين القوى عسكرياً وسياسياً فإنه وبدون وعي يكتب نهايته بيده، وسيستفيق على واقع مغاير عكس ما يظنه، السيطرة على الأرض أمر مهم، لكن الذكي من يسيطر على العقول، التي تتحقق بها السيطرة على الأرض، فالعقل هو المنتصر في النهاية.

 

• هذا الامر انعكس إعلامياً على سير المعارك في الحديدة لنكتشف الآتي:

- اسم طارق يتردد في معارك الحديدة اكثر من قيادات الألوية المحرمي واللحجي والصبيحي.

- مشاهد مقاتلي طارق وهم خلف الجبهة اكثر من مشاهد ابطالنا في الخطوط الامامية.

- علم اليمن في الحديدة أكثر حضوراً على المدرعات والأطقم وحتى عبر القنوات العربية، وغياب تام لعلم الجنوب!

 

• حشود بآلاف المقاتلين الجنوبيين بتسليح يفوق مئات ملايين الدولارات، وبرغم كل هذا حجم التغطية الاعلامية لسير المعارك والبطولات التي يقوم بها الجنوبيون صفر، بالمقابل تجد أن الاعلام الحربي الحوثي يصنع من تفجير قنبلة او اصابة لاحد ابطالنا، وكأنه انتصار ساحق.

 

• انعكاسات هذا الامر لا تحتاج الى تحليلات او اي عمق، فببساطة هناك أكثر من 25 مليون شمالي يستقي ويشاهد كل هذه الاخبار ليل نهار!! حتى اهل الأراضي التي يتم تحريرها يقعدون في بيوتهم ليشاهدوا غياب المقاومة الجنوبية إعلامياً، الناس ليسوا معنيين بالتواجد في الجبهات، هم حتى وان سمعوا انفجار بجانب منزلهم يفتحون التلفزيون لمعرفة الخبر دون الذهاب ومعرفة الحقيقة بأنفسهم.

 

• التغذية العكسية التي يمارسها الاعلام المعادي تصنع واقعا مغايرا، ويصل مداه للتأثير على حاضنتك الشعبية التي تدين لك بالولاء، الأمر الذي يُسهّل او يصعّب عليك خوض المعارك سواء المعركة العسكرية او السياسية، فتحشيد الراي العام لأي فكرة يعد اهم المكاسب التي يحققها طرف ضد آخر، وبها يحقق اكبر المكاسب بأقل الخسائر.

 

• النماذج كثيرة، ابرزها الاصلاح الذي صنع معاركه وحشده الشعبي من خلال انسحابه من المواجهات وتبليطه في نهم، بل وصل الامر الى حصول تقارب بين الحوثي والاصلاح وسط ارتياح وقبول شعبي، ذلك لانهم تحكموا بعقول انصارهم عبر تلك الآلة الاعلامية.

 

• بينما تم اتخاذ الجنوبيين برغم تضحياتهم كأعداء حتى لأهل الاراضي التي حرروها، وبهكذا يقع الجنوب فريسة سهلة في ساحات القتال بغياب الحاضنة الشعبية المؤقتة، وبعد التحرير وانجاز المهمة يسهل التنكر لأفعالهم واحلال قوى كانت بعيدة عن الساحات لكنها قريبة من عقول مشاهدي ومتابعي الإعلام.

 

• هذه اكبر الاخطاء الاستراتيجية التي وقع بها المجلس الانتقالي الذي اهمل الجانب الاعلامي المؤثر جدا حتى على المشهد السياسي، الأمر الذي بامكانه اختصار الكثير من المعارك على الأرض حال سخرت أقل الامكانيات لصناعة اعلام جنوبي موازي يبرز انتصارات وتضحيات الابطال ويرسل رسالة ايجابية لحقيقة تحركات الجنوبيين في المعارك للعالم.

 

• على المجلس الانتقالي ان يدرك ان معركته على الأرض غير كافية لتحقيق المكاسب، فالمرحلة الآن ليست حكرا على الانتصارات في المعارك التقليدية، بل تجاوزتها إلى شكل آخر رأس حربته (الحرب الاعلامية) ومتى ماتنبه الانتقالي لهذه الحقيقة حينها فقط سيقضي وبالضربة القاضية على خصومه، وما عدا ذلك سيظل كمن يحرث البحر.