د. عيدروس النقيب يكتب :
سلاح الانشقاق
ستزداد ظاهرة الانشقاقات عن الحركة الانقلابية الحوثية بعد الاختلال الكبير الذي أحدثته تطورات المواجهة العسكرية في جبهة الحديدة وتمكن المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية من الاقتراب من إسقاط المدينة.
ما يشهده الساحل الغربي يتزامن مع تطورات مماثلة في مناطق المواجهة في صعدة والبيضاء،(ما عدا جبهة نهم) وهو ما ينذر باقتراب حدوث انهيار كامل لقوات المعسكر الانقلابي، ما يعني أن الكثير من الساسة الذين تبنوا المشروع الانقلابي (الحوثي ـ العفاشي) سيبحثون لهم عن منفذ ينقذهم من سوء المصير الذين ينتظرهم في حالة السقوط الكلي لمشروعهم الذي يبدو أنه على وشك الحصول وهنا يبدو سلاح الانشقاق هو السلاح الأمثل للجمع بين النجاة من سوء المصير والحصول على شهادة "الوطنية" و"البطولة".
المنشقون وبمجرد وصولهم إلى مقر إقامة الرئيس ونائبه والحكومة في الرياض يتحولون إلى أبطال، ويحظون بحفاوة سعودية استثنائية، والأهم من هذا أنهم يحصلون على امتيازات ورعاية استثنائيتين من قبل الحكومة الشرعية لم يحصل عليها الجرحى وأسر الشهداء أو الأسرى، وقد لاحظنا كيف جرت الأمور مع المنشقين منذ اليوم الأول ممثلين بالمقدشي وبن دغر ثم علي صالح الأحمر فحافظ معياذ وعبد الله الحامدي وأخيرا وزير الإعلام، وهو ما يجعل الجرحى الذي لم يلاقوا فرصة للعلاج والمقاتلين الذي خاضوا المعارك مع هؤلاء المنشقين يتمنون لو أنهم كانوا في صف الانقلابيين لينشقوا لاحقا ويغدوا أبطالا في نظر هذه الشرعية العجيبة ويحصلوا على ما يحصل عليه هؤلاء المنشقون.
أحد الظرفاء علق بالقول: انتظروا انشقاق عبد الملك الحوثي والتحاقة بالشرعية وتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية أو لنائبه.
ولله في خلقه شؤون