مروان السياري يكتب لـ(اليوم الثامن):

على ماذا البكاء واللطم يا دكتور كمال؟

دعني القي عليك يا كمال القليل من القصص والعبر للسلف الصالح عسى ولعل ان تستخلص منها الدواء والموعظة الحسنة
رغم علمي بك، أنك لست من الأمم التي تتعظ أو حتى يكون لها فتدرك .

يقال إن الفساد قد طال بعضا من ولاة الأمر في عهد الخلافة .
و أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قد أمر بنصف ما جمعوه من أموال وغنائم ليست من حقهم، أو كان فيه نوع من الاشتباه ، على ان يتم ارساله الى بيت مال المسلمين.
فقد روي أن أبا هريرة قد قاسم عمر ابن الخطاب ما جلب من ولاية البحرين بعد ذلك تم عزله.
وحصل مع أبو موسى الأشعري نفس الأمر بالقسمة مما جمع من ولاية البصرة ليتم بعد ذلك عزله
ويتكرر ذلك مع سعد بن أبى وقاص وعمرو بن العاص و ابن كعب. وهكذا كان شأن عمر مع الكثير من الصحابة في مصادرة نصف الأموال والعزل من المناصب ، رضوان الله عليه وعلى جميع من ذكرنا سابقا فقد كان عمر يقوم بهذا الأمر ليس تعسفا او لخيانة قد قاموا بها معاذ الله - بل من باب الاجتهاد والاحتياطات الاحترازية ، فقد كان يخشى أن يكونوا قد اكتسبوها من أموال فيها محسوبية او عطايا للترغيب أو من باب المجاملة، حرصا منه على أصحابه وحرصا منه على أموال المسلمين.

فأين أنت من هذا يا كمال البعداني وكل من تربع على عرش اليمن سابقا وحاضر من جحافل المؤتمرين و زمرة الإصلاحيين والحوثيين ونخبة الشرعيين و الفاشلون جميعا دون استثناء. لتأتي اليوم لتتحفنا بواحدة من مقالاتك الازفة بان الاخوة من الشمال لا يستطيعون ممارسة نشاطاتهم التجارية في الجنوب. و انت تعلم منهم الذين حرموا أنفسهم من الاستمتاع بحقوقهم الشرعية ومن ممارسة التجارة في جميع اليمن وليس في الجنوب فقط .
هل نسيت يوما مآ - ما كانت عليه مدينة عدن وما كانت فيه هذه المدينة من بهجة وسرور لاستقبال الخوة من الشمال والتي طغى عليها امثالك فقط .
وهل هي من يؤرقك حقا وكانت هي السبب في عقدة الفهم وتلوث اللسان لديك.
ان كانت هي السبب فعليك أن تتذكر ما كان يحدث على ترابها من تبجح ونهب وسلب الاراضي وتهميش واقصاء وتسريح لابنائها وتجاهل لحقوق الشراكة فمثل هذه الكوارث التي أحدثتها انت والكيانات التي تتبعها حتما لن تقابل بالترحاب والتهليل وهذا في ما يخصك انت ومن تعمل لصالحهم من كيانات الهدم والتدمير واثارة للفتن.

أما فيما يخص الاخوة من ابناء المحافظات الشمالية فلهم ما لابناء الجنوب وعليهم ماعلى ابناء الجنوب، فهم مرحبآ بهم دائما فهم اخوة ولكن انت الذي لا ترى ولا تسمع.
فهل حاولت استخدام نعمة البصيرة لكي تشاهد ما صنعته في إقليم تهامة والذي يعاني حتى هذه اللحظة من أجندتك الفاسدة حتى تكون لك نعمة الإدراك في مشاهدة ما حل بصنعاء وما حل باليمن كاملا، وكيف لمثلك الاستفادة من نعمة الإبصار والسمع والنطق وانت قابع تحت قوائم التبعية والأجندة التي تسيطر عليك و تمنعك من التحدث بقول الحقيقة ولو لمرة واحدة.

قل لي بالله عليك ؟ هل لديك الشجاعة الكافية لتستخدم قلمك ولو لمرة واحدة و تخلع عنك ثوب الذل والمحسوبية و التي تنتشر منها راحتك المثلا .
وتوجه سؤال واحد لنفسك و لجميع من تقلد مناصب السلطة وجميع الكيانات التي اعتبرت اليمن ومقدراته مجرد فود وغنائم،
و التي هدمت ومازالت تهدم اليمن بينما تقوم بالبناء والتشييد في دول اخرى.

هل لديك الشجاعة ؟ ولو لمرة واحدة وتذكر فيه حال المواطن المسكين الذي أصبح تحت خط الفقر والذي وصل به الحال
إلى عدم قدرته لشراء الدواء أو شراء خبز او حليب ليقتات به أولاده أو ملابس تقيهم البرد. بينما لسانك وقلمك قيد الاستخدام لنشر الفتن و ضميرك لايزال خارج التغطية و كأنك من كوكب آخر.

هل تعلم ؟ يا كمال ان ابناء عدن وباقي المحافظات الجنوبية غير قادرين
على تشغيل الموارد الطبيعية مثل ميناء عدن وباب المندب وثروات البحر الأحمر وبحر العرب وخليج سقطرة ومزارع لحج و أبين وأن ذلك كان بسبب فساد ولاة أمرك والذين اعتبروا الجنوب غنيمة للنهب والتهميش وما كان لهم عندما عجزوا عن الإخلاص والعدالة قاموا بتعطيل تلك الموارد -
بزرع الفتن ودعم الجماعات التي مزقته كما حدث ويحدث في الشمال .

إذن دعني أصارحك بما لا تشعر به انت ومن هم على شاكلتك من الذين ليس لهم في مادة الحياء ولا تحتوي أفئدتهم على عنصر الضمير.
و التي لا تهتم الى ما وصلت إليه أحوالنا من أوضاع مزرية
بل يصب اهتمامها المترنح وتفكيرها المعتوه في أمر واحد فقط وهو : كيف تستمر تلك الكيانات و التي تعيل الكثير منكم،
حتى لو تكلف الأمر إلى القضاء على حياة المواطن البسيط سوا في الجنوب او في الشمال.