د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الصرخة أو الموت!!!

 أقدمت ميليشيا الحوثي على قتل طالب في مرحلة التعليم الأساسي، الأربعاء، إثر إطلاق النار عليه بعد أن رفض ترديد شعار "الصرخة" بمحافظة صنعاء. وأفادت مصادر محلية أن طفلاً في إحدى المدارس بالعاصمة صنعاء رفض أن ينطق الصرخة الكهنوتية؛ ما تسبب بالإحراج لمندوبي الحوثيين أمام الجمع الطلابي. وذكرت المصادر أن مدير المدرسة منع المشرف "الحوثي" من إثارة الجدل على أطفال المدارس داخل المدرسة، طالباً منه المغادرة. وتابعت المصادر أن المشرف "الحوثي" رفض المغادرة وكان يردد أنه لن يغادر المدرسة حتى يردد الطفل الصرخة، ولكن الطفل رفض مجدداً، فرفع المشرف الحوثي البندقية وصوبها إلى رأس الطفل، وأفرغ عياراته النارية في رأسه فأرداه قتيلاً. وتداول ناشطون على مواقع التواصل فيديو يظهر الطالب ملطخ بالدماء بعد مقتله!!.
الصرخة الحوثية هي كلمات يجبر على ترديدها طلاب المدارس في اليمن في طابور الصباح بدلا من النشيد الوطني.. ويلقن طلاب المدارس في اليمن بتلك الشعارات كما فرض عليهم التضليل في المنهج والتدريس والولاء لأسرة عبد الملك الحوثي وطاعته والولاء له وانه أمر رباني ومن ذلك :
(اللهم إنا نتولاه ونتولى رسوله ونتولى عليا ونتولى من أمرتنا أن نتولاه سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي )
بالإضافة إلى ترديد الصرخة وكان أول ظهور لها في اليمن في يناير عام 2002م خلال محاضرة ألقاها الهالك" حسين بدر الدين الحوثي "في مدرسة الهادي في منطقة ( مران ) وذلك بترديد شعار :
( الله اكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام !ّ! )
وكانت أول مواجهة بين الحكومة اليمنية والحوثيين بسبب ترديد الصرخة عقب الصلوات في الجامع الكبير بصنعاء !!
إن تلك الشعارات المضللة لم تقتل حتى خنزيرا بريا أمريكيا ولا أرنبا في فلسطين المحتلة ..ناهيك عن الجنود والمقاتلين من البلدين !!
إن حصادها منذ نشأتها حتى اليوم هو الخراب والدمار والهدم والتجريف لكل شيء .
ورغم أنني لا أومن بثقافة القتل أو الاغتيال أو الدعوة إلى ذلك مهما كانت درجة الاختلاف بيننا وبين الشعوب والأمم .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هذه الشعارات والصرخات التي تجبر على إطلاقها حناجر اليمنيين صادرة عن قناعة وإيمان بها !!؟؟
طبعا لا .. ولكنها ابتدعت للاستهلاك والضحك على الذقون والحقيقة المرة أن ضحايا الصرخة هم اليمنيين أنفسهم عندما ترددها الميلشيات الحوثية كجزء من الطقوس اليومية وخاصة عندما يفرغون غضبهم في قتل الأبرياء و تفجير بيوت الله ونهب ممتلكات الناس وتفجير منازلهم وتشريدهم من قراهم من اجل ترسيخ شعار طائفي أرعن ولو بقوة السلاح !!
ويقول احد غلاة الحوثيين :
ماذا لو توقفت الدراسة لمدة عام والشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد ؟
ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف ونحسم المعركة ؟؟!!
الهدف الأساسي الذي يسعى الحوثيون إلى تحقيقه هو تفريخ المقاتلين من كافة مراحل التعليم وغرس مناهجهم في عقول الطلاب من الصغر لكي يجعلوا منهم وقودا لمعاركهم ضد خصومهم !!
"القناديل" و"الزنابيل"

ذكرت أمهات تم تجنيد أبنائهن قسراً أن الجماعة تصنف مجنديها إلى فئتين: «القناديل» و«الزنابيل»، الأولى هم أبناء الهاشميين المنتمين للمذهب الزيدي الذين حكموا شمال اليمن لأكثر من ألف عام. و«الزنابيل» هم أبناء القبائل العاديين، الذين ينتمي غالبيتهم إلى المذهب الشافعي «السني» والمالكي والإسماعيلي وغيره، هؤلاء مجرد مشاريع انتحاريين لا قيمة لهم». !!
ووصف «القناديل» و«الزنابيل» مستوحى من التراث الشعبي الذي يجسد الصراع الطبقي منذ مئات السنين بين طبقة السادة الذين يعتبرون أنفسهم منحدرين من سلالة النبي «صلى الله عليه وسلم» و«عترته» الحسن والحسين، بينما الطبقات الاجتماعية الأخرى هم من قبائل عادية ينظرون إليها باستعلاء ودونية ويرون أنفسهم أسيادهم.
إن الحوثي لا يبحث عن السلام واستقرار اليمن في مشروعه السلالي بل يسعى للتسلط على كافة أنحاء اليمن وفرض مبادئه وأهدافه وولائه وعمالته لإيران .
أو كما يقول المثل " كل شيء يحن لأصله "!!
وتشير الأرقام إلى أن هناك 9.6 مليون طفل يمني مهددين بالتجنيد الطائفي من قبل الحوثيين واستغلال ظروفهم المادية .
ومع ذلك فان الحركة الحوثية السلالية العنصرية تنظر بازدراء وفوقية حتى لأتباعها من أبناء القبائل خاصة وعامة الشعب اليمني عامة .!!وفق رؤيتها السلالية إن أبنائها هم من الأصفياء – الأتقياء – الأنقياء وغيرهم من الرعاع والعامة التي يعتبرونهم مجرد خدام وعبيد وأدوات لمشروعهم السلالي والموت في سبيله !!
ولا يقيمون لهم وزنا ولا قيمة ولا تقدير ولا ذكر مهما ضحوا من اجلهم بأنفسهم وأولادهم وأموالهم.. فهم أولا وأخيرا إنما هم خداما لمشروعهم السلالي !!
فكيف بالله عليكم يمكن التفاوض ثم التعايش مع فئة تعتبر نفسها ظل الله في الأرض ؟!!
كيف لمكونات الشعب اليمني العريق أن تتفاوض مع هؤلاء العنصريين الذين يحتقرونهم ويختزلون تاريخهم وحضارتهم عبر آلاف السنين في كلمة واحدة هي : |(الزنابيل ) !!
كيف لمثل هؤلاء الجلوس معنا والتفاوض على شراكة بالحكم وهم بلا شك يرفضون ذلك حتى اليوم !!؟؟
كيف لمثل هؤلاء أن يعيشوا في اليمن ويحتكموا لدستوره ويؤمنوا بتطلعاته وآماله في الحرية والعدالة والمساواة وهم يحتقرونه ؟؟!!
ويعتبرون أبنائه مجرد زنابيل وينظرون لأنفسهم أنهم قناديل النور والإيمان !!؟؟
بالله عليكم أي فئة من المسلمين صنفت نفسها منذ فجر الإسلام وحتى اليوم وأعطت لنفسها هذه التسميات العنصرية..؟؟
وأعلنت هذا الفرز العرقي العنصري ..والدم النقي.. اللهم إلا في ألمانيا النازية أو جنوب أفريقيا العنصرية؟؟ و التي كان مصيرها مزبلة التاريخ !!
ناهيك عن دعوة الحوثي المخالفة لشرع الله وسنة نبيه الكريم وتعارض دعوة الحوثي مع رسالة الإسلام وتناقضها مع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي قال فيها : "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب." صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
د. علوي عمر بن فريد