محمد الدليمي يكتب:
الإمارات أمل الأمة وقلبها النابض
عنصران مهمان في حياة كل تجارب الدول الناجحة هما القيادة والإنسان وهذه التكاملية هي من اسهمت في تطور ونجاح وتماسك اول تجربة وحدوية في التاريخ العربي المعاصر .انهارت احلام كبيرة رسمتها ريشة الأيديولوجيات والطموحات المرتكزة على اطياف من الخيال المسافر على ظهر الغيوم وبقيت حقيقة الرجال الذين ارتكزو في مشروعهم الى الواقعية والقابلية في النمو والتطور بلا شعارات ولا صخب ولا ضجيج آمن الشيخ زايد بن سلطان القائد والمؤسس للدولة ان العمل والاصرار على الهدف هو اكسير النجاح اقترب من شعبه ومن محيطه لا يخاصم احدا بل يدني البعيد الى القريب سماحة .. ويؤلف الميئوس والمأمولا ، تشرب من منهج النبي محمد صلي الله عليه وسلم ومكارم اخلاقه تواضع جم ورفعة في الحق والكبرياء لم تثنه الصعاب عن الألتصاق بشعبه الذي أحبه ومنحه ثقة مطلقة للسير خلف قيادته نحو العلى والمعالي ومثلما خاطب الله سبحانه وتعالي نبيه الكريم محمد ابن عبدالله النبي العربي ( ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك ) كان لين الجانب لمواطنيه يعينهم ويسمع همومهم بل انه يرشدهم الى الصواب هذا اللين في شخصية قائد مرحلة التأسيس والبناء جلب له تأييدا منقطع النظير من جميع افراد شعبه فأزروه في مشروعه الوحدوي وبناء الدولة.
47 عاما من عمر الدول ليس بالكبير لكن المنجز كان اكبر واكثر رسوخا ما هو المقياس لنجاح الدول ؟ في العادة يقول علماء السياسة ان الحكومات تسعى جاهدة وفي كل سياساتها الى ان تحصل على القبول لكن زايد تخطى ذلك بمراحل الى مرحلة الرضى وعقد لا ينفصم من الحب والولاء بينه وبين شعبه ، كان زايد رحمه الله أمة في رجل ومدرسة متميزة في اسلوب القيادة واشتراطاتها ترك للاجيال ذخيرة حية من القيم والمباديء ورسم الأسس التي ينهل منها من يأتي من بعده اختط الطريق وعبده ووضع عليه اشارات المرور ورسم اتجاهات السير بانسيابية ،، توضأ بماء الدين الإسلامي الحنيف واختار منه الوسطية والاعتدال منهجا وصلى على سجادة عربية وهكذا بقيت الإمارات قلبا ينبض للعروبة والأنتماء القومي فما حلت نازلة في الأمة العربية الا وامارات الخير والعطاء تعطي من غير منة ولا تكلف واشاعت بأستمرار نهج زايد مساحة للأمل والفرح بأن النهضة مشروع قابل للنجاح والتألق وهذه الوصفة الإماراتية اصبحت مدرسة للتفوق امام كل ارجاء المعمورة سواحل من الكبرياء وصحراء من الكرامة تحولت الى شواطيء من الأمل والخير والعمران وصحراء اثمرت زروعها افياءاً وخمسون مليون نخلة وبنيان يتعالى وجامعات للعلم والمعرفة واقتصاد مزدهر وتحضر واعمار في كل شيء بحيث انها اصبحت دانة الدنيا وجوهرتها واذ يتعاظم البنيان وتتكامل البنى يتعزز دور الإنسان الذي هو ركيزة كل تنمية حقيقية.
جاء الفرسان من بعده متسلحين بقيم زايد المؤسس ليضيفو لمستهم على هذا الجسد الجميل والقوي والمتماسك يمتلئون حيوية ورغبة وارادة في التفوق والابتكار وها هي الإمارات العربية تزهوا بقائد جليل هو الشيخ خليفة بن زايد وأخوه الفارس العربي الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جعلوا من ابو ظبي عاصمة للقرار ومحطة توقف اختيارية لكل من يريد ان يتعرف الى نبض المنطقة ويقيس درجة حرارتها بحكمة محمد بن زايد وهمته صارت كل الحلول تنطلق من ابو ظبي وكل الخطوط تتقاطع في ابو ظبي ترسم للعالم العربي صورة مغايرة اخرى غير القتل والنزاعات صورة الجمال والتقدم والاستقرار والنهضة العلمية والمعرفية والتي هي مفتاح ولوج المستقبل لكل دولة تسعى للنهوض والسير في ركاب الحضارة.
بوركت يا امارات الخير والعطاء عنوان العرب ومبعث فخرهم وقصة نجاحهم في عالم يسوده الأضطراب وتعبث به العواصف.
قيادة مباركة وارادة لا تلين في الدفاع عن قضايا الامة العربية وامنها في كل الساحات ويد تبني للمستقبل تعانق الفضاء وترسم احلام الاجيال في العبور الى مستقبل مشرق مضيء يعيد للامة امجادها السالفة وانطلاقتها الحضارية وطن بحجم فكر زايد يستحق الاحتفال والاحتفاء والفخر والزهو وفي هذا اليوم المجيد والعيد الوطني السعيد نزجي كل تهاني الفرح والسرور لإمارات العز والأمجاد ولتبقى هذه الدولة العربية شمسا تنشر شعاع الأمل والتفائل في كل عالمنا العربي.