د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الباطل الذي طفح كيله في عدن!!

كتب الصحفي البارز ابن عدن البار الأستاذ نجيب يابلي مقالا لفت نظري بعنوان : (دائرة المنكر والباطل في عدن تتسع يوميا )
يشكو فيه الأستاذ يابلي من ما يجري في عدن من عسف وجور وانتهاكات من قبل النازحين والغرباء الجدد من خارج عدن وما يجري من محو وتجريف للهوية إنسانا وأرضا في عدن
نقتبس منه الفقرات التالية :
1- "ليعلم أبناء عدن أن مخطط (عدن الكبرى) تم الاعتداء عليه ، وأن شواطئ عدن ومتنفساتها لم تسلم من الاعتداء ، وأن من أشكال العدوان على عدن التغيير الديموغرافي للسكان تحت مسميات عديدة ، منها ما يسمى "النازحون" أو "الوافدون" ويتذكر أبناء عدن أن الذين استوطنوا تلال عدن وبنوا مساكن فيها تحولوا إلى قناصة ، وليعلم أبناء عدن أن من يسمون "نازحون" قد بسطوا بأيديهم على "هضبة عدن" وسيتحكمون في تضاريس الهضبة ومستجمع مياه الأمطار فيها."
ونحن نقول : أن الرفاق عندما حكموا عدن في الفترة من (1967م – 1990م)قد حافظوا على نظامها العمراني وأراضيها حتى بدأت الانتفاضات والمسيرات في عدن عام 1972م ثم فرطت السبحة بقدوم الحشود الهائلة من الأرياف فيما عرف بتأميم المساكن وتخفيض الرواتب وتحرير المرأة الخ.. من تلك الشعارات .
حيث تم تأميم ما يقارب من 65 ألف مسكن في عدن وتوزيعها على كبار المسؤلين في الحزب والدولة وكوادرهم والرعاع من الدهماء المؤيدة لهم .. وسرعان ما انقض هؤلاء الغرباء الذين أتوا من خارج عدن وطبقوا المثل الشعبي الذي يقول : (حل في الأرض غير أهلها) وتملكوا كل شيء بالباطل ..وسرعان ما أحضرت الدهماء مواشيها وأغنامها وطيورها معها ووزعتها في ملحقات وأحواش وزرائب وأقفاص لها ..بل والأدهى من ذلك أن اؤلئك القادمون الجدد بنوا الميافي في البلكونات وأشعلوا المواقد في السطوح !!ّ وبدلا من رائحة الفل والكادي الذي كانت تفوح من بيوت عدن بدء من مغرب كل يوم سرعان ما حل محلها الدخان والروائح الكريهة !!
ويواصل الأستاذ يابلي القول :

2- "ليعلم أبناء عدن أن منطقة المملاح والتي تشكل كما شكلت في الماضي موردا اقتصاديا كبيرا ومساحتها 9 ملايين مترًا مربعًا تعرضت وتتعرض للردم منذ سنوات ، وعليكم أن تقفوا أمام ما اقتطعه الشيخ الأحمر عبر شخص آخر من منطقة حاشد في الشمال.
ليعلم أبناء عدن أن موارد اقتصادية متجددة منها محميات دوش الطاري في الرباك (الحسوة) تتعرض للاعتداء ويشارك في ذلك عدد من أبناء الحسوة الذين يبيعون الأرض هناك وتتعرض الأدواش تبعًا لذلك للإبادة .
المدارس والمجمعات الصحية لا تحترم من قبل الوافدين إلى عدن تحت مسمى "النازحون" ، وتعرضت ولا تزال تتعرض ممتلكات تلك المرافق للنهب والخروج بمقابل مادي كبير من تلك المرافق.
هناك توسع في عدد سكان عدن .. توسع في نهب أراضي عدن وأعداد المقابر في عدن تتزايد ، ويخشى أن تضيق المقابر ولا تتسع لاستقبال الموتى الجدد فيلجأ السكان إلى أسلوب الهندوس في التعامل بإحراق جثامين موتاهم! ، فهل سنصبح أو قد كتب علينا أن نصبح هندوسا جدد؟!.."
ونحن نقول :
بقدر ما كانت حرب عام 1994م كارثة على الجنوب عامة كانت على عدن أشد وجعا وألما حيث التهم الغزاة الجدد كل شيء جامد ومتحرك في عدن تماما كما يفعل الجراد المنتشر من قضم للمزارع !!
واستباح الغزاة الجدد مغول العصر مساحات هائلة في عدن وضواحيها ناهيك عن مؤسسات وأملاك الدولة الجنوبية وطبقوا مقولة "غوار الطوشه"
( كلين أيده إله )!!
وكالعادة في حكم الرفاق ثم في عهد" الوحلة " ظل أبناء عدن خارج اهتمامات العهدين .. وأصبح العدني أبن "عدن" لا يجد مأوى في مسقط رأسه ليس هذا فحسب بل أصبح شريدا طريدا ومنبوذا وهو في دياره وأصبح الغريب هو سيد الدار !ّ!
ويعامل اليوم بإزدراء من يحمل شهادة ميلاد (مخلقه ) في عدن لأنه لا يحمل كلاشينكوف .. كالبدو الرحل الذين لا يحملون حتى هوية والقادمون من أرياف الجنوب... أو من الهضبة في اليمن العالي أو السافل كما ينطقها أهلها !!
ويقول يابلي:
3 – "الغريب أن السلطة المركزية والسلطة المحلية غائبتان تماما عن هذه التصرفات غير الحضرية.. غير الحضارية.. غير الإنسانية تجاه عدن وأهلها ؛ لأن القضية هي قضية انتماء ؛ فهؤلاء المسؤولون لا ينتمون لعدن بل ولا ينتمون لوطن، لأن الوطن عندهم هي أراضي مرابع القبيلة.
كل الخطوط الحمراء سواء على مستوى الأرض أو المعالم أو مجاري المياه كما هو حاصل في حقول بير ناصر أو الهضاب أو السواحل وقضايا البيئة برمتها تداس بالأقدام جهارًا نهارًا والكل سكوت كأن الطير على رؤوسهم!.
متى تضعون يا أبناء عدن أقدامكم في خطوة أولى نحو إنهاء هذا المنكر والبغي؟! متى؟! إذا طال الصمت فانتظروا الموت والعياذ بالله."

ونحن نقول:
صدق الأستاذ يابلي وهو ينقل بقلمه معاناة سكان عدن الأصليين الذين من المفترض أن تكون لهم الأولوية فيها قبل هؤلاء الدخلاء الذين أصبحوا يتحكمون فيها وفي أهلها وحتى في الوظائف داخل عدن يقبعون في قاع السلم الوظيفي !!ّ
وسأضرب لكم مثلا حيا على ذلك في زمن اتحاد الجنوب العربي زمن (|السلاطين المساكين ) الذين شيطنوهم وهم أنبل من حكم ومن هؤلاء الأوغاد الذين تعاقبوا على الحكم
وأترك الحكم لكم عليها ومن محاسن الصدف أنها بقلم أستاذ نجيب يابلي عندما كتب نبذة عن حياة الشيخ محمد فريد العولقي فقال:

."الشيخ محمد فريد ونصيحة قيمة من الشريف حسين الهبيلي**
من أوراق ذكريات آل فريد بن محسن أن الشيخ محمد فريد كان في لقاء مع المندوب السامي البريطاني كينيدي تريفاسكس (1915 - 1990) والذي كان مندوبا ساميا في عدن خلال الفترة 1963 - 1965 وفي سياق اللقاء سأل المسؤول البريطاني الشيخ محمد: أين تسكن يا شيخ محمد؟ فقال له في “البناية الخضراء” GREEN BUILDING (مالكها سالم عمر الكاف وكائنة بجانب سينما راديو بالمعلا وكانت مكونة من دورين: الدور الأرضي تشغله وكالة رويترز للأنباء، فيما شغل الشيخ محمد الدور الأول) فرد عليه المسؤول البريطاني: يفترض أن يكون لك مسكنك الخاص.. ووجه مفوض الأراضي LANDS COMMISIONER بعدن بصرف قطعة أرض في خورمكسر باعتباره وزيرا للخارجية.
عانى الشيخ محمد من الانتظار حتى يأتي دوره وصرفت له الأرض في خورمكسر وكلف الشيخ محمد أحد المهندسين للتخطيط لمشروعه السكني، وفي أحد الأيام مر الشريف حسين بن أحمد الهبيلي، وزير الداخلية وأمير بيحان منذ عام 1935 وحتى عام 1967 (وتوفي في الطائف عام 1985) ورأى الشيخ محمد بجانب أرضه فأوقف الشريف سيارته ليستفسر من الشيخ محمد عن وقوفه فشرح له سر الوقوف وسر المشروع، قال له الشريف: كم معك لهذا المشروع؟ فقال له: كذا من الدنانير، رد الشريف: يا ابن فريد الإنجليز ماعد يبونا وأكيد بيكون توجهنا إلى السعودية وأنتو يا آل فريد بن محسن كثر وفي الشهور الثلاثة الأولى ما بينفعك إلا كمرك (المقصود هنا جيبك) والسعودية ما باتصتضيلك إلا بعد الثلاثة الشهور.
قال لي الشيخ صالح فريد (الشقيق الأصغر للشيخ محمد): هذا الرجل (يقصد الشريف حسين) حكيم .. تصدق أننا عندما وصلنا مع أسرتنا الكبيرة إلى السعودية ما نفعنا إلا كمر أخي محمد (أي تحويشة أخي محمد)" .انتهى )
لا تعليق بعد كل ما قيل !!!ّ
د. علوي عمر بن فريد