د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
في اليمن .. يبيعون لنا الوهم ونشتريه !!!
في اليمن باعوا ولا زالوا يبيعون لنا الوهم ونشتريه منذ عقود طويلة لأننا في الجنوب شعب طيب إلى حد السذاجة المبنية على حسن النوايا الصادقة تصل أحيانا إلى درجة الغباء الشديد!!
عندما دخلنا في وحدة غير متكافئة تمت كتابتها في نصف صفحة وحدث ما لم يكن في الحسبان ، ولا نريد هنا أن نقوم بجلد الذات كما يفعل الشيعة في كربلاء كل عام أو نستجر الماضي بكل آلامه وجراحاته فتفاصيل ما حدث معروف للجميع !!
نقطة ضعفنا نحن أبناء الجنوب أننا شعب عاطفي لا يقرأ التاريخ وإن قرأه لا يفهمه وفيه دروس وعبر وتجارب كثيرة !!
ويتساءل الجنوبيون اليوم : أين نحن من محادثات السويد ؟ ومن يمثل الجنوب؟ وأسئلة كثيرة يطرحها الجنوبيون على أنفسهم وعلى الآخرين !!
والجواب واضح مثل الشمس في رابعة النهار ولكنهم لا يرونه بأعينهم !!
والحقيقة المرة أن انهيار الدول يبدأ من داخلها بسبب خلافات أبنائها وارتهانهم كأدوات طيعة في أيدي الآخرين ووصل بهم الحال مرات عديدة إلى الاقتتال فيما بينهم ، وقد ورثوا هذا التشرذم والانقسام منذ أيام الاحتلال البريطاني ..والحقيقة المرة أنها لم تقم لهم دولة واحدة في الجنوب ..بل كان طوال تاريخه ممزق إلى سلطنات وإمارات تحكمها عقليات قبلية تتصارع فيما بينها على النفوذ والتوسع !!
ورغم توحدها في اتحاد الجنوب العربي في دولة واحدة في عام 1959م كولايات سرعان ما تخلت عنها بريطانيا ووأدت التجربة قبل أن تنضج !!
و في عهد الرفاق كان توحيد الجنوب قد تم بالحديد والنار وليس بالتراضي ولا زال الجنوب يعيش الانقسامات المناطقية والقبلية حتى طغت تلك الانقسامات على الحزبية التي يتبناها البعض!!
بينما في اليمن كانت هناك دولة مركزية واحدة تحت شعار الولاية لآل البيت دون سواهم وحكمته ألف عام وكان عسكري الإمام يسحب أكبر شيخ بإذنه !!
وبعد الوحدة المزعومة وسقوط حكم عفاش واستحواذ الحوثي على صنعاء ورغم انحسار حكمهم في أراضي ما قبل الوحدة وخروج بعضها من تحت أيديهم إلا أنهم فرضوا أنفسهم على الواقع والمشهد الحربي رغم انتكاساتهم في الساحل الغربي وكلما اقترب الحسم تدخلت الدول الكبرى التي لا تريد للحرب أن تنتهي وتوقف عمليات التحالف العربي وتحرك غريفيت ومن سبقوه من المبعوثين بحجة إنقاذ المدنيين وتدعو إلى المفوضات ؟؟!!
والأغرب من ذلك كله أن المشاركون من أبناء الجنوب في وفد الشرعية في تلك المفاوضات هم مجرد أدوات لأحزاب وقوى شمالية ويأتمرون بأمرها من الإصلاح والمؤتمر !!
ناهيك عن الخلايا الجنوبية النائمة التي تتربص بالجنوب منتظرة ساعة الصفر التي يحددها أسيادهم في صنعاء للانقضاض على الجنوب !!
والسؤال هو : من يمثل الجنوب في هذه المحادثات ؟؟ لا أحد !!
ودول الإقليم وكذا المجتمع الدولي يتعاملون مع القوي المتماسك وليس مع الضعيف المتخاذل .. والمنقسم على نفسه ..كما أن الدول تتعامل مع ما يحقق مصالحها فقط ولا تتعامل بعواطفها .
فهل يعي أبناء الجنوب هذه الحقائق ويتخلوا عن جدالاتهم البيزنطية العقيمة التي ضيعت الجنوب ؟؟؟!!!