علي السليماني يكتب :
هل اتفاق السويد يعالج محطات اليمن الخاطئة..؟
المحطات الخاطئة في رحلة مسيرة اليمن مع تسمياته التي تهدف الى التوسع والمزيد من الضم والالحاق وادت به الى سلسلة من الكوارث ..ان وضع اليمن السياسي خاطئ من الاساس..واتفاق السويد مؤخرا حول الحديدة قد يكون مهما وبداية لتصحيحه..فالاطراف اليمنية مجتمعة لديها هووس الاطماع التوسعيه بنزعة عدوانيه تجاه جيرانهم.. تخلقت منذ ضم الاقليم الشافعي الى جاره الزيدي الى جانب دولة الادريسي التهامية نتيجة لترتيب وضعهم كمخلفات للادارة التركية في الجزيرة العربية وفق اتفاقيات مدروس في18 اكتوبر1918 وفي 2 نوفمبر1918 تحصلت تلك الاقاليم على استقلالها وموافقة بوحدتها في المملكة المتوكلية الهاشمية لكن الطمع يضيع ماجمع.. في عام1930 تغير الاسم الى المتوكلية 'اليمنية' بدلا عن الهاشميه ووجد الأمام يحيى وهو سياسي مدرك لقواعد اللعبة الدولية نفسه مضطرا بعد دخوله في حرب مع السعودية عام1934 عرف من خلالها ان الواقع المتاح افضل من طمع التوسع المحفوف بالمخاطر ، فوقع معاهدة الطائف الحدودية مع السعودية ، كما وقع قبلها معاهدة صنعاء الحدودية مع الجنوب في 11/2/1934م .. لكن في عام1948 انقلب عليه الاخوان المسلمين بمساعدة الضابط العراقي جمال جميل وقتلوه وقتلوا رئيس وزراءه ليخلفه ابنه احمد الأكثر مراوغة وطمعا فتمت عدة محاولات انقلابية للتخلص منه ادت اخرها عام1956 الى اصابته بجراح بليغه استدعت سفره الى روما للعلاج ، ليعود منها محملا بعدة ادوية لاستكمال علاجه منها مخدر الهيروين حتى وفاته مطلع سبتمبر1962 ليخلفه ابنه الأمام محمد البدر الذي تمت الاطاحة به بغزو خارجي فرض انقلاب 26/9/1962.. ليفسح المجال للمد الثوري العربي الذي تم تصدير هديره الى الجنوب العربي بدعم مشروط بالاعتراف 'بيمنية' الجنوب العربي، وكان للثوار مطلبهم ومع نهاية المد الثوري الأممي عام 1989 بدأت صنعاء في استعمال النسخة الاخرى من مؤامرتها على الجنوب العربي ، فكما صدرت المد اليساري المتطرف ، صدرت المد الاسلامي المتطرف المشروط دعمه ايضا بالاعتراف 'بيمنية' الجنوب العربي .. ومنذ المد الثوري للربيع العربي الذي قلدته صنعاء في 11/2/2011 ولم تحسن صنع منتجها الثوري الجديد الفاشل ،وبيانات وقرارات مجلس الامن الدولي تصدر بالاجماع مؤيدة لاستقلال وسيادة واستقرار ووحدة اراضي اليمن وهي رسائل واصحة المدلول!! والذي مايشله بالمعروف بيشله بالصميل.. واعادة النظر في ترتيب مخلفات الادارة التركية في الجزيرة بات امرا مهما للسلام في منطقة الشرق الاوسط..واتفاق السويد قد يكون اخر اشارة للبدء بالمضي في الترتيب، فهل تتدارك اطراف صراع"الوهم " الموقف والقبول بالواقع والجنوح للسلم ، ام لابد من تصحيح شامل وكامل ليس في الجهوية اليمانية وانما معها كل من يسندها ويدعمها في المنطقة برمتها.*