نجيب غلاب يكتب:

"الحوثية" تتهاوی وتبحث عن منقذ خارجي

تحولات في الملف اليمني لا يتم التركيز عليها، تتمثل في الإجماع الذي تشكل ضد إنهاء السيطرة الحوثية باستراتيجية شاملة ليس السلام إلا أحد مرتكزاتها، وسعي باتجاه تصفير النزاعات العبثية وتوحيد الإرادة الوطنية لتكون سهماً حيوياً باتجاه إنجاز أهداف المعركة وصولاً إلى استعادة الدولة وتجريم الكهنوت.

وكارثة اليمن كلما ارتفعت أصوات الحل السياسي، انتفشت الحوثية ورفعت سقف مطالبها، وكلما أصرت على تمرير انقلابها سيُصبِح سقوطها مريعاً.

والجميع يعمل من أجل إنهاء جريمتها بأقل التكاليف على الشعب وعلى من انخرط فيها، وهي مصرة أن تكون التكاليف عالية، وهذا دبور على رأسها، أما اليمن فسينجو حتماً.

والحوثية وشعاراتها باتت تتهاوى بعد مشاورات السويد شعبياً، وزادت السخرية منها، ومع الوقت سيتم مواجهتها اجتماعياً.

كما أن تهاوي هيبة الحوثية لدى الناس يزداد يومياً ويفتح أبواب حراك شعبي شامل.

وفي الحقيقة أنه بعد الثاني من ديسمبر 2017م بدأ تراجع الحوثية بشكل كبير.

صحيح أن عضلاتها زادت وعززت سيطرتها الشاملة على الموارد، إلا أن خسائرها لم تتوقف على المستوى الشعبي والميداني، وزاد شك الناس بها وأرعبت حلفاءها وتنامت حالة ثأرية وكثير ينتظر لحظة الانقضاض، وتنامت طاقات حاسمة في الهجوم عليها.

لذلك الحوثية تواجه خطر استمرارها كشريك، ووصلت إلى وضع مزر وهي في طور الانحدار والسعي لإنقاذ مصالح راكمتها بالانقلاب، وتتحرك بشكل محموم بهذا الاتجاه، وتجد من يضلل أنها ستغزو الخليج.

بينما في الواقع الخطر الحوثي تم ضربه، ولم يعد يشكل البعبع الذي بإمكان الآخرين ابتزاز الخليج به.

وندرك أن هناك من يرى أن الحوثية ما زالت تمتلك إمكانية ترتيب نفسها لغزو الخليج، لكن هذه الأطروحات الفانتازوية تطرحها في الغالب الاتجاهات اليمنية المرتبطة نفسيا وذهنيا وولاء بتركيا وإن كانت شرعية.

فالحوثية أصبحت مرعوبة من المواطن الأعزل في مناطق سيطرتها لأن هيبتها تتهاوى وهزائمها تتراكم وتبحث عن مخرج.

الحوثية ما زالت خطرا داخليا على اليمنيين، والمواجهة في تحولاتها تدفع الحوثية لتقديم تنازلات للخارج لمغالبة اليمنيين، ومن يرد ابتزاز التحالف يخدم الحوثية ناهيك أن الحوثي مستعد أن يعقد صفقة مع إسرائيل لكي لا يهزم.

فالحوثية تبحث عن صفقات خارجية لمغالبة اليمنيين، وأصبح اليمني العادي يدرك ذلك وينتظر متى ينقض عليها.

والخطاب الحوثي بأبعاده المختلفة، وصل إلى أفق مسدود في التعبئة والتحريض وتأثيره الشعبي حتى في المناطق المتخلفة الغالب عليها الجهل، بدأ يفقد هيبته.

وستلاحظون بدأت الحوثية في الفترة الأخيرة التركيز على خطاب السلام، والبحث عن حلول، وكل ذلك يؤكد أنها في طور الإنحدار ومسألة ترتيب سقوطها يحتاج خبرة كافية لا إنفعالات.

ومن هنا يتضح للجميع أن الحوثية وصل مشروعها إلى الهاوية وتآكل، ومازالت مستمرة في التراجع ولن تتمكن مستقبلا حتى من حماية استمرارها كقوة مسيطرة على صعدة.

وأيا كانت إتجاهات المعركة فالحوثية في أفضل حالاتها ستستمر كتكوين مشاغب وضعيف التأثير في الساحة اليمنية ،
وخروجها من الحديدة سيؤدي مع الوقت الى إنفراط مسبحتها.

لم تعد الحوثية قادرة على إستعادة قوتها، مهما عملت ومهما تلقت من دعم خارجي، فقد بلغت حدٓها الأعلى في الحرب والتعبئة وفي الدجل والخداع والمناورات ، ولم يعدٓ أمامها غير محاولة تخفيف الخسائر لا تحقيق أرباح.

وخسائرها ستتلاحق فبقية الجبهات مفتوحة والحرب مستمرة وخروجها من الحديدة كان قسريا.

ومن المعروف أن المنظومات الأيديولوجية، تنهار الذهنية التي شكلتها لتوجيه الأفراد والجماعات، عندما تهزم وتظل محاصرة بأقلية مغلقة.

كما أن الإسلام السياسي يعيش بالفوضى ويتوارى إلى خلاياه إذا أستقرت الأمور .

الإسلام السياسي يعتاش على هموم الفقراء ،على الصراع الطائفي، على مقاومة التغيير التلقائي في المجتمع .. يعيش على الحرام وأن أعظم المحرمات أن تكون كلمة الله مستغلة وموظفة في الكسب السياسي ومراكمة الغنائم!!!

وواقع الحوثية مزري ومصلحتها ان تسعى بأيديها وأرجلها وأسنانها من اجل حل سياسي ، لان قرار مجلس الامن يحمي إرتباطها بالأجندات الايرانية ، وبعض مراكز القرار الدولي ، ويجعلها وظيفة عبثية ضد نفسها وضد اليمنيين والعرب، أما من يراكم الأموال من قياداتها فاقلية ضيئلة ستهرب كأي لص عند سقوط الحركة وإنهيار منظوماتها.

والتركيبة الكهنوتية للحوثية ستصبح مع الوقت بنية مغلقة غير قابلة للإنتشار بمجرد تثبيت أركان الدولة، بالدستور الجديد، وستواجه تحديات في كل مكان تتحرك فيه ، وستصبح "الحوثية " حبل مشنقة لأنها متطرفة وإرهابية وعنصرية ومنتجة للقتل وسيلاحقها اليمنيون مهما لبست من أقنعة.