مروان السياري يكتب:

فقدنا كل شيئ إلا انتم...

لم نعد نعرف للحياة طريقاً لنعيش فيها فقط للعيش مثل باقي الأمم. ولا للموت سبيلا واضح لكي نتقي سؤ الخاتمة.

فنحن أمة لم تعد تعرف عن حاضرها ولا مستقبلها. 
فقد جعلونا أولئك المتنافسون على مصالحهم الشخصية تحت مسمى 
( الوطن والثورة والديمقراطية) و إلى آخرها من المسميات جعلتنا نفقد الاحساس بآدميتنا مثل سائر البشر و فقدنا الانتماء وكأننا لسنا من هذا الوطن بل ترسخت لدينا حقائقهم في ملامحنا وصفاتنا الشخصية
فلم نعد نعرفها مثلما عرفنا صفات آباؤنا وأجدادنا.
فقد أصبح البعض ان لم تكن الغالبية العظمى من المسؤولين عن شؤون الإنسان و عن حياته ومعاشه أن لم يكن هلاكه، فهم في انشغال دائم في صراعاتهم فيما بينهم. 
أما حال المواطن فقد كان تذرعا يعودون إليه فقط للتملص من مواقف شديدة الإحراج أو نزولا اضطراريا لتلميع كياناتهم ومناصبهم أمام موجة الاضطرابات السياسية والأطماع الشخصية و التي
ابتلانا الله بها عندما ابتلانا الله بهم في نفس الوقت.
أولئك إن ايدناهم دفعنا عنهم ثم ذلك التأييد. 
وان شددنا ازرهم تجاهلونا و ان منحناهم الثقة جعلونا سلة اهمالاتهم. 
الأخطاء يوميًا تتكرر من البعظ ، وبصورة كارثية، أصبحت تجارة تستهتر بالمستهلكين.
حكومات وأحزاب وكيانات متتالية تتدحرج ولا تعترف بأخطائها..
ووعود يتنصل الجميع منها بعد تصريحاتهم المتناقضة و الغير موفقة.
و شخصيات عامة لا تتمتع بالحد الأدنى من اللياقة في التعامل مع العامة
من الشعب ولا مع المراعاة البديهية لما يقال وما لا يقال على الملأ أو فى السر.
عالم من الأخطاء المتزاحمة علينا مثل تزاحم الفيروسات فى الخلية المريضة.
اصبحنا بفضلهم جيل من العالة والمرضى والفاقدين لأبسط الحقوق
إذا ما سلمنا جدلا وقلنا قد فقدنا كل شيء. 
أصبحنا مجرد مشاهدين لما يمتلكه ذلك المسؤول، أصبحنا 
نتحدث عن ذلك الوزير او القيادي الغاضب أو الجامح دون ان نعلم لمن وعلى ماذا ، والكل يجرب فينا ابداعه وأفكاره كيف ما كانت النتيجة. 
وفى هذه اللحظة ليس لي إلا أن ادعوا الله ان يخرجنا من بين أولئك بما تبقى لنا من إدراك وادمية تمكننا من البقاء على قيد الحياة لرعاية أطفالنا وكبارنا. 
 فقد مسنا الضر وهوا ارحم الراحمين. 
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )