د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
حواة الإصلاح وحربة بن علوان !!
عندما كنا أطفالا كان يفد إلى قرى الجنوب عدد كبير من الحواة والدراويش من اليمن يأتون فرادى وجماعات طلبا للرزق ، وقد يبطنون أشياء أخرى لم نكن ندركها نحن الصغار .. وكان كل واحد منهم يحمل جرابا فيه بعض الثعابين يخرجها إذا لزم الأمر!!
وحربة طويلة.. وعندما يصلون أمام أي بيت ينشدون القصائد على وقع الطبل .. ثم يهتفون بالقول :بحرك يا بن علوان !!
ويقذفون بالحربة إلى السماء ثم يتلقفونها بيد واحدة ثم يغرسونها في العين حتى تثبت دون حراك وهم يرددون " بحرك يا بن علوان "
ويخيل للسذج أمثالنا نحن الصغار أن ما يحدث أمامنا إنما هو كرامة للولي ابن علوان ..ثم يقتنع أهل الدار ويرسلون المال أو القمح التماسا للكرامة والبركة من ابن علوان ..وهنا ينتهي المشهد !!
وهذا هو ما يفعله اليوم "حزب الإصلاح اليمني في اليمن " حيث دخل للناس مرتديا قميص الدين فصدقوه !!!
وكذلك تنطبق على الإخوان " حزب الإصلاح اليمني "هذه القصة مع الدول التي تسيرهم :
يُحكَى أن ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم ، فجاءه صاحب المزرعة وقال له:
لا تؤذن أبدا وإلا سأنتف ريشك.
خاف الديك وتوقف عن الأذان وقال لنفسه: الفجر لا ينتظر إذني ولا أذاني ، وديوك الحي لا تقصر.
بعد أسبوع جاءه صاحب المزرعة ليقول للديك:
إذا لم تكاكي مثل الدجاجات سأنتف ريشك.
تنازل الديك عن الصياح والتزم نقنقة الدجاجات.
وبعد شهر جاء صاحب المزرعة إلى الديك من جديد ليبلغه آخر فرماناته وقال للديك:
إذا لم تبض كالدجاجات سأذبحك غدا.
بكى الديك حتى ابتل ريشه وقال:
يا ليتني مِتُ وأنا أؤذن.
والعبرة أن الذي يتنازل عن مبدأ من مبادئه مرة خوفا أو طمعا ، فإنه سيتنازل عن كل مبادئه مبدأ بعد مبدأ ، حتى يصبح عبدا ذليلا لمن تنازل له.
فإن كان تنازل خوفا صار عبدا ذليلا لمن يخافه.
وإن كان تنازل طمعا صار عبدا ذليلا لشهواته ورغباته.
وهذا ما يفعله الإخوان المسلمون اليوم في الساحة العربية بعد أن انكشف قناعهم وزيفهم وخداعهم أمام الناس جميعا فهم مستعدون للتنازل عن مبادئهم مقابل الحصول على مجرد سلطة رمزية !ّ!
وكما عودونا طوال تاريخهم على إجادة المناورات والتكتيكات والخداع ليحققوا مآربهم ويصلوا إلى أهدافهم ومهما كانت الموانع والمحرمات التي تقف سدا منيعا أمامهم سيجدون سبيلا سهلا للفتاوى كعادتهم !ّ!ّ
وكمثال بسيط على ذلك سنورد للقارئ الكريم ما قالته "توكل كرمان ":
(أنصار الله شركاؤنا في ثورة فبراير العظيمة، وبدئوا مسيرتهم نحو الدولة المدنية الحديثة ، لولا أن صالح عرقل مسيرتهم ، وآن الأوان لفتح حوار معهم للعودة إلى بناء الدولة الحديثة )!!
وسنترك الرد على توكل كرمان لشقيقها شوقي الذي قال :
"إن توكل لا تزال أسيرة لأيدلوجيا الإخوان المتطرفة وأجندات النظام القطري بعد انفضاح دوره في اليمن ، ووصف شقيقته كونها تخدم مليشيات الحوثي ، وقال :
انتقادي لشقيقتي يرتكز على أمرين :
- التبعية العمياء لتنظيم الإخوان .
- إتباع الأجندات القطرية على حساب وطنها .
وقد خاطبها شقيقها بالقول :
" يجب عليك أن تكوني في الخندق العربي لمواجهة المد الصفوي ، وعلى الأقل إن لم تريدي الانحياز لوطنك وشعبك ،كفي الأذى وكوني محايدة ومحترمة لدى الجميع ،أصبحت منبوذة في كثير من الدول العربية ،وأضحت تقول "آمين "
لكل توجه قطري !!
والجدير بالذكر أن توكل كرمان قد حصلت على 30 مليون دولار من قطر كدفعة أولى لإنشاء محطة" قناة بلقيس "و " يمن شباب " وللأنفاق على عشرات المواقع الالكترونية الموالية والمنظمات والمؤسسات التي تدعي العمل الحقوقي إلى جانب الصحافيين والكتاب وغيرهم في إطار إستراتيجية الدوحة ضد التحالف العربي ، ونشر الشائعات والأكاذيب والتحريض للتأثير على الرأي العام وتزييف الوعي والدفاع عن الإرهاب .
وقد تطورت الخلافات وزادت حدة الانقسامات بين إخوان اليمن ظاهريا وتوزعوا الأدوار التكتيكية فيما بينهم إلى :
1- القسم الأول لجأ إلى تركيا ويعمل وفق أجندتها.
2- القسم الثاني انضم تكتيكا مع الشرعية ويسايرها وفق المرحلة .
3- القسم الثالث ويتبنى العلمانية وتتزعمه توكل كرمان لاحتواء رياح الغرب الناقمة على الإخوان المسلمين .
ولإضفاء نوع من المصداقية على تلك التكتيكات فقد أصدر تيار الزنداني بيانا ضد تيار توكل كرمان ووصفه بالقول :
"انه يدعو للكفر والفسوق "!!
ونفسي أأصدقك يا زنكلوني ..أقصد يازنداني !!!ّ