د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
خطاب الكراهية في اليمن!! (1-2)
فيما يلي آيات الله البينات تحكي عن رغد العيش والنعم التي أسبغها الله على أهل اليمن في العصور الخوالي ..ولكنهم دعوا على أنفسهم وحلت عليهم الفرقة والشتات والتمزق فتفرقوا في الأمصار وخلت منهم الديار .. ولم يبق منهم إلا القليل في الدور والآثار!!
ولم تقم لهم قائمة منذ انهيار سد مأرب وحضارتهم التي سادت ثم بادت !!
وها هم اليوم في القرن "21" يمارسون نفس الحماقات ضد بعضهم البعض ويفجرون على أنفسهم ركاما من الأحقاد و الكراهية!!
فتعالوا معي لنلقي نظرة على تلك اللغة البغيضة التي يستدعون فيها التاريخ من جديد وهو الحافل بالشتات والتمزق وأصبح واقع الحال ماسأويآ وصدق الله القائل :
َ لقدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ(16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) صدق الله العظيم
الحوثيون:
إن الصراع السياسي المعمم بالطائفية قد أطل برأسه في اليمن ليكشف لنا الوجه القبيح منذ اختطاف الحوثيون " صنعاء "وهذه الطائفة لا تشكل سوى 3،7% من تعداد سكان اليمن بكامله ،ولا يمتلكون أي ثروات طبيعية في "صعده " وكرهم العتيد
فهل سيقبل هؤلاء السلاليون الذين يدعون الولاية والوصاية على الشعب اليمني بنظام الأقاليم و بانتخابات حرة ونزيهة، حسب ثقلهم السكاني ؟ أم أنهم يريدون فرض وصايتهم بقوة السلاح بعد أن ورثوا تركة عفاش الحربية ؟ وهل يريدون الشعب اليمني أن يقبل أياديهم ، انطلاقا من الحق الإلهي الذي يدعون به ؟ ونحن لا ندري بأي حق يطلبون منه ذلك ؟؟؟!!
..لقد اختلط علينا الأمر ولم نعد نعرف ماذا يريدون ؟؟
..فتارة يدعون النسب لآل البيت ..وتارة يحتمون بالسلالة الكسروية في إيران ؟ !!
وهذه الأساطير حتى لو اجتمعت لهم لن ينالوا منها إلا صفير الرياح !!
مأرب:
والسؤال مع الفارق في التفاصيل رغم المضمون الواحد:
هل سيرضى أهل مأرب أصحاب الثروة النفطية أن تكون مواردهم مسخرة لخدمة الحوثيين ؟ بينما ظلوا مهمشين أكثر من خمسين عاما ؟!!
وهم أصحاب الإرث الحضاري التليد وأحفاد الملوك ،؟؟
تعز _ إقليم الجند :
سكانها الأكثر عددا في اليمن ونسبة التعليم والثقافة هي الأعلى والأولى في اليمن ،وهم لا يرغبون في نظام الأقاليم ، بل يسعون للانفصال بسبب العنصرية التي مورست عليهم من الدولة المركزية في صنعاء !!
طلاب هذه المنطقة لا يحصلون على منح دراسية رغم معدلاتهم العالية "93%"بينما يحصل طلاب الهضبة الزيدية على نصيب الأسد رغم معدلاتهم المتدنية التي لا تزيد عن 60%!!
كما يعاني مشايخ المناطق الوسطى ( تعز وما حولها ) من التهميش في المخصصات في شؤون القبائل حيث يمنح الشيخ الواحد من صنعاء او عمران 2.5 مليون ريال , بينما بعض مشايخ تعز وأب يحصلون فقط على 500 ريال وهذا يدل على التمييز والاحتقار , كما قامت سلطات صنعاء بسحب الوكالات من البيوت التجارية ورجال الأعمال في المنطقة الوسطى وهذا يعني أن مشاكل اليمن لا يمكن حلها بالقهر والإذلال والقمع والتدمير !ّ!
تهامه :
هي خارطة البؤساء والمستضعفين الذين يمتلكون أراض شاسعة وثروات هائلة يعبث بها النافذون والمتسلطون منذ آخر ثوراتهم التي عرفت بثورة الزرانيق كأول ثورة شعبية ضد حكم الإمام يحيى عام 1919م .
ويعد إقليم تهامة من أهم وأثرى أقاليم اليمن إذ ينتج 40% من احتياجات اليمن وهو سلته الغذائية ولكن في تهامة للشيخ سطوه ونفوذ ولا يقوى أي مواطن على التمرد عليه فالسجون بانتظاره !!
وقد تعرضت تهامة وأهلها طوال تاريخها للظلم والاضطهاد منذ قيام الدولة الزيدية وتم نهب أراضيهم ومزارعهم من قبل سكان الجبال الزيود !!
ذمار :
تعتبر ذمار منصة الزيدية وكرسيها الأثير ووكرها وحصنها العلمي ،ولم يستطع أي حاكم يمني أن يخضعها طوال 200 عام !!
البيضاء :
رغم ارتباطها تاريخيا بالجنوب ، فهي ذات هوية مزدوجة ، فهي في نظر الشماليين جنوبية ،وفي الجنوب شمالية ،وقد كانت مستقلة فأخضعها الإمام يحيى بالغزو أوائل القرن العشرين !!
الخلاصة :
يفرض قانون القبيلة نفسه على كل هذه التناقضات في اليمن وقد قال الشيخ حميد الأحمر ( من لم ينتم إلى قبيلة فهو ليس يمنيا ) !! وهذا يعني منتهى العنصرية !!
أما في الجنوب فكله سني شافعي !!
كما يشكل السنة في الشمال نسبة 92.4%
كما يشكل الشيعة في الشمال نسبة 4.6% ( حوثيين ) وأقل 3% زيود ومذاهب أخرى .
حتى عام 2009 لم يفرض أي مذهب نفسه على اليمنيين وكانوا يصلون في مساجد مشتركة لا فرق بينهم .
أما الحوثيون فقد بدأوا بفرض مناهجهم في التعليم والمساجد والحياة العامة !!.
وبعد هذا كله كيف يمكن توحيد الممزق والمقسم ؟؟
لك الله يا أرض اليمن !!!
د. علوي عمر بن فريد
والى اللقاء في الحلقة الثانية والأخيرة