د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

خطاب الكراهية في اليمن!! (2-2)

لم تعد أصوات البنادق وهدير المدافع والتفجيرات كافية للحرب اليمنية بل وصل التراشق بسهام الكلام المميت الذي ينشر الكراهية إلى مالا نهاية وتجاوز كل الممنوعات والمحظورات وكل يدعي الوطنية وكل ينفخ بوق العنصرية وأصبح حالنا كايدي سبأ التي مزقها الله في العصور القديمة عندما دعوا على أنفسهم !!
واسمحوا لي أن أعرض عليكم ما وصل بنا الحال في اليمن شمالا وجنوبا من لغة الخطاب الذي ينضح بالكراهية والتنافر لا يليق بشعب الحكمة والإيمان وهذه عينة منها :

كاتب جنوبي :


سخّرتوا الدين والمال والرجال والإعلام لغزو بلادنا، حتى على طعامكم من (الكُدم) كتبت نسائكم (الوحدة أو الموت) وغرسّن في العجينة خواتمهن لتحفيزكم، على قتلنا واحتلال أرضنا ..!.

فغزيتمونا، وقتلتمونا، ونهبتمونا، كبيركم غنم المباني والقصور، وتاجركم غنم المصانع والأراضي بوثائق بهتاناً وزورا، وحقرائكم والمهمشين منكم، غنموا الفُتات، مراوح، مكيفات، صحون، مطايب، كفرات، حتى موازين العفش، والمولدات، وكل ما وقع بأيديهم من أدوات، لم تسلم من عبثهم عظامنا في القبور.

دخلتوا عدن تحت شعار (الوحدة أو الموت) فسبيتمونا بكل اللغات، وحرّفتوا الآيات، وقلتوا الجنوب (فرع وعاد إلى الأصل) ونحن هنودا وصومال وبقايا أحباش !!.

وسفك دمائنا أصبح في عقيدتكم وأجب شرعي، بل فرض عين!.

ألا تدرون لماذا نكرهكم كُلكم ؟؟
لأنكم غزيتمونا كلكم، لأنكم تحتلون أرضنا كلكم، لأنكم تؤمنون أن الجنوبي عدوّكم !.

لا تقول أن النظام هو الذي أحتل وطني ، ولا ترمي كل الحمل على علي وصادق وأحمد وعلي ..!!.

فمن هو الضابط والجندي والصحفي والمذيع والشيخ والقبيلي، والتاجر والمدرس والناشط والموظف والطالب والقاضي والسجّان، والمُخبر والجاسوس،؟؟
ومن الذي يهتف ضدنا بالمسيرات ومن الذي قتلنا، بالساحات،؟؟
ومن الذي يشتمنا بالإعلام ومن الذي يفتي بجواز قتلنا،؟؟
ومن الذي يمنع عنّا الماء والكهرباء، ومن الذي يداهم بيوتنا بالأطقم، ويعتقل رجالنا ويعذّب
أسرانا، ويسرق متاجرنا،؟؟
ومن الذي يعيث بأرضنا الفساد، ويخرّب كل جميل في البلاد، ومن الذي يرهب العباد ؟؟


هيفاء الرحبي ( الحوثيه) :

تعز يزيد تعداد سكانها عن أربعة ملايين ونصف مليون بينما صعده لا يتجاوز سكانها حاليا نصف مليون أغلبهم نساء وأطفال وقد قتل معظم رجالها في الحروب المتتالية وشرد الكثير من الأسر ولم يبق من الرجال إلا القليل، استطاع الحوثي أن يجند منهم خمسين ألفا. هؤلاء الخمسون ألف هم الذين يسيطرون على اليمن كلها, وقد أرسل الحوثي 635 فردا فقط للسيطرة على تعز لأنه يعلم أن تعز مجرد بالونه منفوخة ولا تستحق أكثر من ذلك العدد.!!
هذا ليس تحاملا على أهل تعز، فالتاريخ يشهد أنه منذ 1200 سنة وأهل تعز مجرد عبيد يرزحون تحت حكم الأئمة المتعاقبين لدرجة أنهم كانوا يفرضون عليهم الجزية فيعطونها عن يدٍ وهم صاغرون.!!
واسألوا كبار السن ليقصوا عليكم قصصا عجبا من امتهان الأئمة لسكان تعز وهتك أعراضهم.

غاده العبسي ||(التعزيه ) :


لا أنكر أني شعرت بالتقزز حين وقعت عيني على قيك..أووووه لقد تقيأت كثيرا على الورقة وأصبت القلم والحرف بالغثيان..!
دعيني أتحامل على نفسي وأحاول أن أرفعك قليلا من هذا الانبطاح المخزي الذي تمارسيه بين بيدي سيدك، دعيني أتعامل معك على أنك إنسانة سوية، أممممم ربما إنسانة لفظ كبير عليك..فلنقل مخلوقة كائنة شيء من الهوام، وعليه أخبرك..
تتحدثين عن خمسين ألف (عبد) جندهم سيدك المراهق الشاذ للسيطرة عن اليمن!!!
لقد اعترفت ضمنا أنهم عبارة عن قطاع طرق ..لصوص ومرتزقة..مليشيا مسلحة خارجة عن قانون دولة، ومصادمة لتعاليم دين، تدعين زورا وبهتانا أنك تعتنقيه..!!؟
ألم تستحي وأنت تقولين (للسيطرة على اليمن) اليمن هذه هي مساحة الأرض التي تظلها سماء تحتضن ما يقارب (30 مليون ) مواطن، جاء عبيد سيدك لانتهاك حرماتهم ونهب ممتلكاتهم وإراقة دمائهم وترويع أمنهم..!!؟


هيفاء الرحبي (الحوثيه )
سكان صعده وما حولها عندما يبلغ الصبي الفطام فإنهم يقتنون له السلاح، والسلاح موجود في كل بيت، أما سكان تعز وما حولها فلا يعرفون السلاح إلا من اسمه وهم لا يستخدمونه حتى العسكريين منهم، وعليه لو فرضنا أننا تعرضنا لغزو بربري من قبائل الصومال فإن تعز لن تستطيع الصمود ساعة من نهار.!! ؟؟
قد يقول قائل: يا سيدتي هذا ظلم، فأهل تعز أصحاب ثقافة وقلم.
متفقون على ذلك، لكن من أين لكم أن أهل العلم والقلم والثقافة محرم عليهم حمل السلاح للذود عن الأرض والعرض والحقوق،؟؟
ومن قال بأن العلم مرتبط بالذل والمهانة والتبعية.؟؟
العكس هو الصحيح في الميزان القويم.!!


غاده العبسي (التعزيه )


أبحثي في كل قواميس اللغة في العالم عن تعريف الرجولة أقسم بجلال الله وعزته لن تجدي تعريفا واحدا ينطبق على الخمسين ألف عبد..
أما عن أل (635 عبدآ) الذي صدروا إلى تعز التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب الخمسة مليون مواطن يمني مسلم، فليس ﻷن سيدك يعلم أن تعز تستحق هذا العدد؛ بل ﻷن سيدك لا يعلم أن تعز مدينة عصية..مدينة كان مبعوثها النبوي معاذ بن جبل رضي الله عنه..
سيدك لا يعلم أن (635 ) بندقية لن تصمد أمام كلمة يخطها قلم أنثى من تعز، فمتى كانت الرصاصة تقتل الكلمة..!!!؟؟

هيفاء الرحبي( الحوثيه)


تعز ليس منها قادة جيوش وجنود شجعان. خذوا مثلا اللواء 35 فالذين صمدوا فيه وقاتلوا جُلّهم من خارج تعز، أما أبناء المحافظة فمنهم من لاذ بالفرار ومنهم من لحق بالحوثي.
تعز لم يكن منها حاكم لليمن في الثلاثة آلاف سنة الماضية لا في الجاهلية ولا في الإسلام، ولن يكون منها حاكم إلى قيام الساعة.ما السبب؟؟
فلو قلنا ديمقراطية وأغلبية لكان أجدر بالحكم، ولو قلنا بالعلم والثقافة لكان الحكم فيهم، ولو قلنا بالعفاطة والصميل لكانوا أكثر نفيرا !!
لكن هم كما ذكرت آنفا مكانتهم عبيد لا سادة.

غاده العبسي ( التعزيه )


نعم نحن في تعز لا نعرف السلاح ولا نقتنيه ولا نستخدمه ولا نعلم أولادنا استخدامه، وأزيدك من الشعر بيتا.. نحن نبيع الرصاصة ونشتري قلما.. ﻷننا نربي إنسانا سويا لا قاتلا ولا قاطع طريق!!.
نحن أمة قلم وشعب قلم ومدينة قلم، وهل هناك أشرف من حمل القلم الذي أقسم الله عز وجل به ( ن.والقلم وما يسطرون)
لا أدري إن كنتم تقرؤونها وتفهمونها غير ذلك..أوووووه نسيت أنكم لا تجيدون القراءة والكتابة..أنتم تجيدون النهب والقتل والسرقة!!..
ومع ذلك الواقع يجيبك اليوم عن أبناء تعز فحين أضطرهم الأمر لحمل السلاح..حملوه وحموا مدينتهم وأعراضهم، وربما يأتون بك سبيه.. ولكن لا تفرحي كثيرا .. لن تمتد أيديهم إليك.. فالأسود لا تأكل الجيف يا أمة السيد.
وأنت تعرفين المتعة شرعا عند من!! ؟؟ (غمزه))..

وأخيرا أقول : هل يستقيم الأمر والحكم في اليمن ،ونحن ننحدر إلى الدرك الأسفل في لغة الحطاب مع بعضنا البعض؟؟
هل أبقينا ولو زاوية صغيرة للمحبة والتآلف في قلوبنا ؟
هل أضأنا عقولنا بنور المحبة بدلا من سيول الكراهية والبغضاء ؟
لك الله يا وطني إذا كان أبناؤك لا يجيدون لغة الكلام وأدب الخصام !!
د.علوي عمر بن فريد