سعيد عبدالله يكتب:
مواجهة الذات.. جنوباً وشمالاً
نبرة مضحكة تلك التي تقول، شفتوا كيف الجنوبيين سيئيين، خلاص بطلنا في الجنوب.
بطلتوا في الجنوب كيف يعني؟
يعني نحن مع الوحدة؟
طيب ما هي دولة الوحدة الآن هي القائمة والا قد انفصل الجنوب؟
وأما الشمال فهو موجود وصنعاء موجودة وبإمكان الصحفي الذي بطل في الجنوب أن ينتقل مع صحيفته للشمال لصنعاء ما هي المشكلة؟
هذا منطق تسطيحي لغرض سياسي، والحقيقة أن الشمال والجنوب والشرق والغرب مجتمعات لها مشاكلها وسلبياتها وتجاربها ولها ظروفها، وإما أن تقتنع بأن أي مجتمع له وعليه وأن طريق الوعي والوطنية هو بمواجهة السلبيات ومحاصرتها لإصلاحها، وهذا طريق طويل.. وإما أن تبيع الوهم للناس مرة تقول إن الشمال سيئ والجنوب جنة، ومرة أخرى تتحدث عن جحيم الجنوب ونعيم الشمال وكله بسعره وبسعر يومه.
لا يوجد مجتمع كله خطايا وشرور ومجتمع كله حسنات وإيجابيات..
إذا كان المقصود بالشمال هو علي عبدالله صالح ودولته، فعلي عبدالله صالح قتله الشمال وأسقط دولته رجالها الشماليون ثم شرعوا يبحثون عن إعادتها بدونه ومازالوا.
وهذا الشمال أصبح من الماضي، لأن حاكمه تم قتله وسقطت سلطته ودولته..
في الشمال والجنوب اليوم يحتاج الناس من يدلهم نحو طريق مواجهة الذات.. مواجهة أخطائهم وسلبياتهم ونقاط الخراب في مجتمعاتهم للخروج إلى سبل الإصلاح..
وفي الشمال تحديداً هناك تحدٍ كبير يواجهه المجتمع اسمه أنصار الله الحوثيون الهاشميون المسلحون والمسيسون الذين يعتقدون أن العنصرية الطبقية والعرقية هي دين الله الذي يجب أن يخضع له من عداهم، وهذا تحدٍ خطير ووجودي.