عادل النزيلي يكتب:

ما بعد السويد ليس كما قبله

يعاقب الغرب الحوثي بتقارير قاسية لم يسبق وأن اعتاد عليها ولن يصدر أي رد تجاه تلك التقارير أو المنظمات.

حين اجتاح الحوثي صنعاء وسيطر على السلطة غادرت السفارات، فهم يشاهدون المجنون يبتلع ما لا طاقة له به، لكن اليوم لن تغادر البعثات الأممية ولن يتجرأ هو بأكثر من الإدانات والشجب والرضوخ أخيراً.

ما بعد السويد ليس كما قبله، هكذا يقولها الغرب في وجه عبدالملك، الذي يبدو لم يستوعب ذلك من خلال مشهد التمثيل في الميناء واعتراضه فتح الطريق أمام قوافل الإغاثة.

إذا لم يفهم اتفاق السويد فهي مشكلة حقيقية بالنسبة له، 
وسيفهمه لاحقاً بالطريقة الغربية القاسية.

آخر المطاف سيعلم أن الانسحاب غير المشروط لم يكن أشرف له فقط، بل وارحم من اللعب "باليمن" على طاولة غربية.

اليمن مثيرة لكل "غاوي سلطة" وتبدو سهلة لكل محتال، ولكنها قاسية يصعب ترويضها وابتلاعها.

ما يعتبره الحوثي سياسة الحيلة والاحتيال، أراه أنا يقطع أصابعه حتى لا يجد ما يعض عليه بالندم كنوع من طقوس اليمن، يمر من خلاله كل طامع من حيث يحتسب عبوره تذاكياً.

أتفهم مطامع عبدالملك وقسوة التفكير بترك اليمن بعد أن كانت تبدو في بلعومه أو أدنى، يستعد لهظمها وطحنها، لكن الحقيقة المرة تقول له اليوم: إن اليمن كبيرة عليك يا عبدالملك والوقت يداهمك.

يقول البردوني:
وأنّ اسمها بنت الملوك وأنّها
تبيع بأسواق الرقيق أباها
وأنّ لها طيش الفتاة وأنها
عجوز… لعنّين تبيع هواها

أغني لمن؟ للحلوة المرّة التي 
أبرعم من حزن الرماد شذاها
لصنعاء التي تردي جميع ملوكها
وتهوى وتستجدي ملوك سواها

يحتاج الحوثي اليوم الى بروباغندا تعيد إنتاجهم من جديد وسط سقوط الهالة التي اعتاد عليها الناس ولم يعد بإمكانه تمثيل مشهد اقتحام موقع بالسلالم وقد انسحب من الحدود.

وكلمة عدوان الذي سخر لها كل هالته الإعلامية لم تعد مقنعة، وقد عبر على ظهر عبدالملك الحوثي الغرب ومشرفوهم إلى الميناء السيادي.

بلا أي التزامات وبلا خدمات وبلا اي حقوق او حريات او حتى الحد الأدنى من احترام الأعراف بلا هذا كله يريد خلق هالة اعلامية تسوق له عن طريق اقفال مطعم او زيارة مستشفى.

الظريف زيارة مستشفى حكومي لا يلتزم بدفع رواتبهم ليقيم عليهم العقوبات.

وإذا احتسبناهم مقصرين ويجب عقابهم فهو لص ايضا يسرق حقوق المقصرين والقائمين على واجباتهم بحد سواء.

عبدالملك الحوثي لن يعطي الوطن والمواطن أي شيء غير الوهم، حتى الوهم أصبح يعاني صعوبة في تسويقه.

ومن تغدا بكذبة ما تعشى بها.