نبيل الصوفي يكتب:
الانتقالي والمقاومة الوطنية واليمن الاتحادي
رحباً يا أستاذ مصطفى..
نقل لي أصدقاء الفيس تعليقك على مقالي.
ابتداءً، أذكِّرك أننا لم نعُد في مقيل بصنعاء نتبادل المناجمة، ويغلِب فينا الأقدرُ على التذاكي والإدانة.. لقد وصلنا للحظة شاركنا جميعاً في صنعها، وزّعتنا شَذَرَ مَذَرَ..
لم تعد لا أنت ولا أنا قادرَين على التحرّك في بلادنا كما كنّا نفعل طيلة 40 سنة من أعمارنا.
توزَّعنا بين نازح ومكفول ومقيدة حركتُه ومعتقل ومقتول..
كنّا في وجودنا، اتفاقاً واختلافاً، نشكّل الدولة التي اسمها الجمهورية اليمنية على الأرض.
مصلحتي ومصلحتك أن تبقى هذه الدولة، ولكننا لم نستطع إبقاءها.. هدتها القوى النافذة، وتاهت نخبتها المعرفية..
وأعلن الرئيس عبدربه منصور ومن فندق موفنبيك طي صفحتها، وكنتَ أنت من الذين بشّروا بميلاد دولة اليمن الاتحادي، والتي لم تتشكَّل بعد..
ثم جاء الحوثي، وقال إنه هو الجمهورية اليمنية، ووقفت أنا معه، وأدنتني أنت ثم حقق لك الحوثي رؤيتك ضدي، فتشردت أنا وبقي الحوثي يقول إنه هو الجمهورية اليمنية، وأنتم تحاربونه باسم اليمن الاتحادي.
أعرف أنك لا تدافع عن الجمهورية اليمنية، لكنك معترض أني طالبت بطريق نضالي جديد، كان يمكن أن تعتبره إقليماً جديداً ضمن أقاليم اليمن الاتحادي التي تدافع عنها أنت.. إقليماً إلى جوار الإقليم في المصلحة التي تجمعك أنت وهادي وعلي محسن وحميد الأحمر، والرأي الذي يزيد إلى جواركم أطرافاً أخرى من آل عفاش وإرثه وحزبه.. ولاحظ أني تحدثت عن إقليم المصلحة ثم إقليم الرأي، لانك -أيضاً- تقف مع الأول ضد الثاني في خصومة مصالح، وهذا لا يمثل سياقاً طبيعياً، إذ لا أفهم كيف يقف الموحدون في الرأي خصوماً في المصلحة، هذا عبث يضر المصلحة والرأي بل يتجاوزه لإبقاء الجمهورية اليمنية واليمن الاتحادي عناوين منفصلة عن بعضها، وهذا ليس في مصلحة أيٍ منها، بل لخدمة الحوثي ودولته.
ولكنك في موقفك من رأيي، اعترضت على دعوتي لقوى مختلفة الرأي أن تدرك أنها موحدة المصلحة.. وكل هذه المصالح عندي مصالح وطنية..
لقد وجهت دعوتي للمقاومة الوطنية التي أنا أحد أفرادها، للحوار الجاد مع المجلس الانتقالي الذي أراه حليفاً لمواجهة حالة الشلل التي تعثَّرت بها وفيها اليمن الاتحادي.
ولمواجهة الجمهورية اليمنية التي صارت دولة انفصالية عنّا وعنكم وعن اليمن والمنطقة برمتها تحت حكم عبدالملك الحوثي. أعرف أنك تؤمن مثلما أنا مؤمن بأن دولة الحوثي لا علاقة لها لا بالجمهورية ولا باليمنية، ولكنها مجرد تسميات مثلها مثل المسيرة القرآنية وأنصار الله، أسماء جميلة لا تمت بصلة لمعانيها.
صديقي القديم..
ما وصفتني به، هو بالضبط ما أطالب بالتوقف عنه، أعتبر هذا التوقف هو استجابة لملاحظتك، وأنتظر أن تراجع ما تفعلونه أنتم جميعاً ادعياء مشروع اليمن الاتحادي.. تدعون لمشروع وتفعلون نقيض ما يتطلبه.
وادعو الأدعياء الجدد، الانتقالي وحراس الجمهورية، للحوار معتقداً أنهم سيكونون قوة لخلق حالة جديدة، سواءً أوصلت لمعنى اليمن الاتحادي أو استعادة الجمهورية اليمنية.
وأتوقع منك موقفاً ورأياً مختلفاً عن المناجمة..
أما أدعياء الجمهورية اليمنية في صنعاء، فقد انتهت دعواتي اليوم بالاقتتال وهُزمنا على أيديهم، وقتالهم لنا هو بسبب دعواتنا لهم في الحفاظ على مضمون الجمهورية اليمنية.. هم لا يريدونها إلا شكلاً، أما مضموناً فهم ضدها بكل قواها وأفكارها ومصالحها ودينها ودنياها.
والسلام عليك
نبيل الصوفي