د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

اللواء جعفر محمد سعد أيقونة شهداء الجنوب !!

عاتبني أحد أبناء الجنوب الأحرار والغيورين لأنني لم أذكر الشهيد جعفر محمد سعد في مقالي الأخير عن حادثة العند والتي نشرت في اليوم الثامن !!
وقلت له أن الشهيد جعفر لا يكفيه مقال من مقالاتي المتواضعة فهو قد أصبح إيقونة شهداء الجنوب ومعه الشيخ على هادي وكل الشهداء الذين قاتلوا دفاعا عن عدن عندما فر الكثيرون منها قبل احتدام المعارك عام 2015م مع جحافل الحوثي الباغية وكتائب عفاش الغازية !!
وقد عين اللواء سعد محافظا لعدن ..وقبل المنصب وهو يعلم أن الموت يترصده من قوى الظلام ..ولكن حبه لعدن وأهلها هو الذي ساقه للموت وهو الشجاع المهاب الذي لا يخشى الموت .. ترك لندن وحياتها المريحة ورغد العيش والرفاه وخرج من أجل الجنوب وأهله وهو يعلم أن كل قبائل الجنوب وعشائره هم أهله لأنهم يعلمون إخلاصه وصدق نواياه وتقدم الصفوف ولم يعش فيها أكثر من 3 أشهر.. وكان يحلم بعدن التي كان يعرفها في طفولته وشرخ الشباب ..أن تعود آمنة مزدهرة كما كانت في السنين الخوالي ..فقد كان مقاتلا شجاعا ومحاربا جسورا ومن الصعب نسيانه أو تجاهله لأن سيرته محفورة في ذاكرة الزمان ..بل وفي وجدان وجبين كل شرفاء الجنوب .. !!
من هو جعفر محمد سعد ؟
ولد “سعد” بأحد أحياء مديرية الشيخ عثمان في الخامس من مايو1950م، والتحق بإحدى مدارسها قبل أن يلتحق لاحقا بإحدى الكليات العسكرية التي تخرج منها.
سافر أواخر السبعينات إلى الاتحاد للدراسة فيها حيث نال درجة الماجستير في العلوم العسكرية؛ وفي أواسط الثمانينات عمل ضمن غرفة العمليات الخاصة بوزارة الدفاع بجمهورية اليمن الديمقراطي
وفي العام 1989 كان أحد مؤسسي المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات برفقة الأستاذ محمد قاسم نعمان وآخرين.
غادر سعد مدينة عدن عقب حرب صيف1994 ضمن كتلة القيادات التي أرغمت على الخروج من مدينة عدن واستقر به الحال في العاصمة المصرية القاهرة التي مكث بها لعامين، ليغادرها إلى لندن واستقر هناك، حيث شارك في عدد من الدورات العسكرية وألف كتابا في الشئون العسكرية، قبل أن يتم تعيينه مستشارا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشاركة في غرفة عمليات عاصفة الحزم، والعمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية في حربها على عدن، وتعيينه محافظا..
كان اللواء الشهيد هو الذي رسم وهندس خطة تحرير عدن من عصابات الحوثي وكتائب عفاش في يوم حار من شهر يوليو عام 2015م .. عندما تخلى عن عدن الكثيرون وتركوا أهلها يواجهون أقدارهم فرادى وجماعات ..والموت يتربص بهم في كل حي وشارع .. وبقي معهم العشرات من أبناء مدن الجنوب الأخرى يتقدمهم الشهيد علي هادي وغيره من أحرار الجنوب الذين سقطوا دفاعا عن عدن ..بعد أن قاتلوا قتال الرجال البواسل ..وجاء يوم السادس من سبتمبر عام 2015م وكان يوما ثقيلا وأليما وحزينا على عدن والجنوب عندما تم اغتيال اللواء الشهيد جعفر ابن عدن البار على أيدي العصابات الإجرامية بعد أن اعترضت موكبه سيارات مفخخة وهو لم يكمل 3 أشهر منذ تعيينه محافظا لعدن !!ّ
والسؤال اللغز الذي يظل دون إجابة من الذي يغتال كوادر الجنوب ؟؟؟
وستظل هذه الحقيقة شبه غائبة..لدى البعض .. ويحاول أعداء الجنوب طمسها ولكنها حاضرة ومعروفة في الذاكرة الجنوبية فهي نفس الأيادي الآثمة التي تقطف شباب الجنوب مند عام 1994م وحتى اليوم !!
وإذا كانت العرب تفخر بفرسانها وشجعانها فنحن في الجنوب نفخر بك ياأبا سعد يا شهيد الوطن فقد كنت بشجاعتك تعادل قبيلة كاملة !!
وعهدا لك يا أبا سعد أننا سنظل على دربك سائرون ..ورغم أننا فقدنا ك إلا انك ستظل حي في ضمائرنا وقد تركت لنا سجلا ناصعا من القيم النبيلة وغرست في أجيالنا حب الوطن الذي قدمت روحك على ثراه .. ولحق بك كوكبة من خيرة رجال الجنوب الأفذاذ ..
فنم قرير العين وعهد علينا أن نعيد عدن والجنوب كما تحب .. وكما تقول العرب : "من قال حقي غلب " فنحن اهلك وعشيرتك ..وقبيلتك كل الجنوب !‍‍!
وستظل يا جعفر إيقونة الشهداء الذين سقطوا على ثرى الجنوب .
ونقول لقوى الظلام وتجار الحروب والموت ..سنظل لكم بالمرصاد وإذا كتب علينا الموت ستجدوننا كالجبال الرواسي ..ولن نسقط حتى نسقطكم قبلنا !!
د. علوي عمر بن فريد