مروان السياري يكتب لـ(اليوم الثامن):

والله لن يتغير شيء في حالك وانت نائم !

فعندما تحلم بالتغيير و انت نائم لعل وعسى ان تقوم الامم المتحدة او الاحزاب اوالمليشيات او السلطات أو اي كائن كان فلن يتغير لك شيء من الواقع إلا فراش نومك وعلى حسابك فقط !

أليس أولئك من ادخل عليك كل دواب الارض بدعوات رسمية ثم شاهدتهم وسمعتهم وتذوقت انواع الاستبقار في تصريحاتهم وهم يشكوا من التدخلات الاجنبية وهم ولا سواهم من دعاهم.

و أولئك في نفس الوقت من يدّعوا أن أيادي خفية في اليمن تمنعهم وتمنعك من مواكبة العصر وهم من يعصرك
و يطحنك في نفس الوقت.
هل تساءلتم أين كانت وعود أولئك عن تلبية احتياجاتك والسهر على مصالحك بينما هم ساهرون في أفخم فنادق دول العالم وعلى حسابك وتحميهم اتفاقيات ودول متفقة عليك انت فقط.
ولا يهم ان كنت جائع او شارد او مريض إلا إذا كنت تصلح لموضوع إعلامي يخدم مصالحهم فقط .
فتلك الأحزاب و الوزارات والسلطات التي عجزت وفشلت عن توفير الغذاء والأمن لك ، نجحت فقط فى توفيرك لحروبهم فقط ، جعلت منك مطالبآ للخير من الشر.

أليس أولئك من اكتشفوا أن بلادك تدر عليهم الثروة من الخارج
و اكتشفوا أن بلدك فيها بترول و ان فيها موانئ و ان فيها مصادر للدخل منذ عشرات السنين ولم يكتشفوا أنك شعب تموت جوعا شعب تنهشك الأمراض إلا عند كتابة مقدمات خطاباتهم السياسية النتنة فقط…..

الم تشاهد من يحطم ويدمر مؤساساتك الاقتصادية في بلدك
ثم يبني المشاريع والمدن السكنية بالخارج.

عشرات السنين ظهر فيها المؤتمر والإصلاح والمشترك وكل نطيحة ومتردية وما اكل السبع وظهر فيها الشيخ والزعيم والقائد والمسؤول بينما تختفي انت وتهلك أمام العالم….

الم تشاهد ارهابيين مدانين بالقتل والتدمير و متنفذين مدانين بالسرقة والاختلاس يقدمون الموعظة الحسنة لك ويتحدثون عن مخاطر التطرف وكيفيت طرق المحافظة على سلامتك وامنك….

الم تشاهد من يكفر وينتهك حقوق الإنسان وحقوق المواطن و يطلب منك الالتزام بها والعمل عليها ودعم الاستقرار.

الم تشاهد من جعل الدين وظيفة و شاهدت من جعل الوطنية شماعة.
وشاهدت من يتحدث عن اصولك وعن عراقتك اليمنية الفريدة في لقاءاته الصحفية وهوا من يبيع ويشتري في كرامتك بارخص الاثمان .

الم تشاهد من قتل ودمر ثم يحتفل بذكرى استشهاد زعمائك حسب ظنهم و كأنهم قتلوا دفاعا عنك وعن حقوقك
و أرضك بينما جميعهم ساهم في قتلك و تشريدك.

الم تشاهد من يتغنى بمنجزات المؤتمر ويتكلم عن الديمقراطية
و يرسل برقيات التعازي و مقاطع فيديو البكاء والنواح
ورثاء وتملق مثل السيدة والسيد والشيخ والفندم وهم كثيرون على تلك الشاكلة التي لا تعني لهم انت شيء بقدر مصالحهم……

الم تشاهد من يعتبر ابناء اليمن مجرد دواعش و يحث على قتال اليهود والنصارى
على حد قوله بينما يطلب من الامريكان والسويد التدخل والتستر على جرائمه ضدك….

الم تشاهد من يحمد الله على موتك بنيران صديقة ويبارك لك الجنة بينما ينعم هو وابنائه وحاشيته بالأمن والأمان في تلك الدول وكان دخول الجنة يعتمد على المتسبب وليس على العمل .

الم تشاهد من كان يدّعي الرعب والقلق من حجم الأضرار التي خلفتها الأعاصير والرياح والحروب.
ولم تشاهد على وجهه القليل من الخجل عندما ينهب حقوقك ومساعدتك و مواردك بسلطته ومهنته الرسمية تحت مسميات عديدة متجاهل حجم الأضرار الفادحة الذي خلفها هوا شخصيا وألحق بك الكثير من المواجع والمحن…

الم تشاهد مجموعات لابأس بها من الطراطير وهم يمتهنون الإعلام
و يمتهنون مسمى الصحافة الإلكترونية في مواقع كثيرة وهي تنقل اخبارك وتتحدث في شأنك دون مصداقية ودون أدنى مسؤولية أو احتراما لمشاعرك كمواطن مغلوب على أمره وعلى ارضه وكأنهم ليس من هذا الوطن
ولا تعنيهم كرامتك وإنسانيتك….

إذن متى سوف تستحي وتخجل يا شعبنا وأنت تشاهد وتسمع و تشعر وتعاني و لم تحرك جوارحك التي انعم الله عليك بها مثل الإحساس بالمسؤولية تجاه حقوقك المجردة وانسانيتك المهدرة من قبل أن يتم تجريدك من ملابسك.

الم تكن ✔ تبتهل وتتضرع الى الله وتقول اللهم أغثني وكُن عونا لي وابعث لنا من لدنك من يخافك ويرحمنا .
الم تستنتج بعد كل الذي شاهدته وتشاهده كل يوم وهو أن الله لن يغير ما بحالك حتى تغير ما بنفسك وهيئتك و تصحو من نومك العميق
فالنوم ليس عبادة في حالتك
بل عصيان ……