محمد حنشي يكتب:
العميد طارق من رائحة الدولة
يختلف الكثير مع العميد طارق محمد عبدالله في أمور عدة، ولكن يتفق الكل حول شخصيته القيادية الشجاعة وأنه الرجل الذي يذكّر المواطن بالدولة التي ذهبت بعد الانقلاب الحوثي والفشل الشرعي عقب التحرير.
طارق الشخصية القوية الأخيرة في عائلة "صالح" والتي رفضت الخروج والعيش في الخارج والنأي بالنفس عن وضع البلد وحاله ومستقبله كالكثير من القيادات الأخرى يبحث عن الوطن وعودة الدولة، وهو الوحيد من بين القيادات المناهضة للمليشيات الحوثية الذي يتقدم صفوف المعركة ولم يغادر الجبهة يوما.
طارق لم يكن مؤيداً للحوثي، أبداً، طوال السنوات التي تحالف فيها صالح مع الجماعة، كان خلاف "طارق" كبيراً ومنذ البداية مع الجماعة وقياداتها وهذا ما تؤكده قيادات في جماعة الحوثي وطارق مازال في صنعاء.
في أحداث صنعاء بين صالح والحوثي وقبل مقتل صالح، اجتمع القيادي في جماعة الحوثي "أبوعلي الحاكم" بمشايخ من صنعاء ومناطق أخرى، وأكد أن طارق صالح من يقود الانتفاضة، كما أكد أن طارق منذ عامين يقوم بعمليات وجمع مقاتلين ضد الجماعة.
الحاكم في كلمته المتلفزة والموجودة على "يوتيوب" قال بأن الاجتماعات تعقد في منزل"طارق" وفيه يجتمع المئات من المقاتلين الذي كانوا يقاتلون في "دماج"، وقال بالكلمة:(نحن عانينا الأمرين طوال عامين من طارق ودعمه للمقاتلين الذي يقاتلونا).
عقب ظهور "طارق" بعد مقتل صالح فرح الكثير بخروج الرجل وكأن الخلاص من المليشيات سيأتي على يد ذلك الرجل.
كان الحوثيون ينشرون الدعايات على أن طارق من خذل عمه ويحاولون التقليل منه وداخل قلوبهم خوف كبير من الرجل يفوق خوفهم من الحكومة الشرعية والتحالف مرات ومرات.
دخل طارق الساحل الغربي وجمع المقاتلين وقاد العمليات ولم ينتقد أحدا من خصوم الحوثي بل أشاد في تغريدة يوما برجال الجنوب وعلي محسن الأحمر والرئيس هادي وحميد.
فرض طارق نفسه قائدا ورجلا يحترمه العدو قبل الصديق ويثني عليه من قاتلوه في ميادين القتال.
قال لي إعلامي جنوبي كان يغطي معارك الساحل الغربي عن جيش طارق بأنه مكون من كافة المناطق ولم يكن يقتصر على منطقة بعينها.
قال يوجد بين قوات طارق الكثير من المقاتلين الجنوبيين من كافة محافظات الجنوب، وقد سألهم عن معاملة طارق وقياداته لهم وأشادوا به وقياداته للقوات كما أشادوا بتعامل كافة القيادات في ألوية "طارق".
قال لي الاعلامي الجنوبي إن مقر التحالف في مدينة المخا ممنوع الدخول إليه أثناء "مضغ القات" كما يتم تفتيش كل من يدخل أيا كان إلا طارق وقياداته يدخلون دون تفتيش كما يدخلون وهم يتعاطون القات.
من خلال متابعة صفحات ومواقع الحوثيين تلاحظ الخوف الكبير فيهم من طارق دون غيره من القيادات.
تحاول المليشيات الوصول إلى طارق والتخلص منه أكثر من غيره لما يمثل من خطر كبير على الجماعة ويوم افتتاح "الإذاعة" التابعة له في مدينة المخا منذ شهرين، قصف الحوثيون مقر الإذاعة حين كان طارق يفتتحها وتمكنت منظومة التحالف من إسقاط الصاروخ وقاموا بمحاولة قصف المقر بالطيران "المسير" إلا أن الدفاعات التابعة لطارق "مضادات الطيران" تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين في غضون ساعة وذلك بحسب قيادي جنوبي في الجبهة.
تحاول المليشيات بكل قوة عدم تسليم الحديدة لطارق، كما تحاول التلاعب بالاتفاقات ومحاولة إظهار حسن نيته تجاه تسليم المدينة لقوات أممية ولا أن يستلمها طارق لمعرفتهم بأن استلام طارق للمدينة تعني نهاية المليشيات.
*قد يكون المقال أعلاه لا يعبر عن رأي الكاتب الشخصي ولكن هو الواقع الذي لا يستطع أحد إنكاره.