محمد عباس ناجي يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل يقيم المجلس الانتقالي الجنوبي تجربته؟

مرت على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي اكثر من عامين.. وعند تأسيسه كنا من اوائل المباركين لميلاد هذا الكيان الجنوبي الجديد أملين ان يستلهم تجارب شعب الجنوب العربي المحتل البعيدة والقريبة وان لا يقع في الاخطاء التي حدثت في تجاربنا السابقة باعتبار ان لدينا اليوم كوادر متعلمة وصاحبة خبرات فكرية وعملية تمكنها من رسم طريق قويم لشعبها يمكن له من خلالها السير بخطى ثابتة لنيل هدفه في الحرية والاستقلال.

لكننا مع الاسف الشديد نرى ان المجلس يفتقد الى استراتيجية شاملة لقيادة نضال شعب الجنوب وفي مختلف المجالات بما يمكن شعبنا من امتلاك مقومات انتصاره اعتمادا على الله ثم على نفسه ثم على اي قوى خارجية اذا تطلب الامر.. وبما يجعله في موقف الهجوم وليس في موقف الدفاع.. فهو شعب صاحب قضية عادلة.

ونعتقد ان سبب ذلك يعود الى ان المجلس لم يعمل على الاستزادة باصحاب الافكار النيرة واصحاب القناعات المؤمنة بقضية شعبنا والتي تمتلك الشجاعة على انتقاد تجربة المجلس وتصحيح مساره في كل مرحلة وعمل نضالي دون خوف او وجل. وانما يعتمد على مجاميع من المطبلين والدراويش الذين يؤمنون بمصالحهم الخاصة .. ولكي يحافظون عليها وليس على مصالح شعبهم جعلوا من المجلس الانتقالي كيان مقدس ومنزه عن النقد حتى وان كان نقدا بناء.. ومن ينتقد تجربته كأنما ينتقد الذات الالهي.. وهذا يذكرني بدراويش الحزب الاشتراكي اليمني الذين وصفوه بانه القائد الاوحد والملهم لشعبنا فتبين في نهاية المطاف انه حزب لا يعلم بتاريخ شعبه وهويته الوطنية.. والمجلس الانتقالي لا يختلف كثيرا عن ذلك فقد رفض تبني طبع تاريخ شعبه ليكون سنده وحجته امام شعبه وامام الاخرين.

في اعتقادنا انه حان الوقت وقبل فوات الاوان ان يقوم المجلس بتقييم تجربته السابقة ليس من خلال ابواقه الكاذبة وتقاريرها الزائفة التي تحصل مقابلها على الاموال. وانما من خلال الاستماع الى اراء من يراقبون المشهد من خارجه ولديهم الشجاعة على توضيح الصورة على حقيقتها دون رتوش والوان وهمية.

وهنا نقول لقيادة المجلس الانتقالي ندعوكم الى عقد ندوة وطنية علنية وشاملة لتقييم تجربة المجلس يتم التحضير لها ويدعى اليها اصحاب العقول المعطاءه ليقدموا دراساتهم النقدية العلمية والتحليلية عن هذه التجربة حتى لا يجد هذا المجلس نفسه يدعي امتلاكه لحق ليس جدير به.. وهذه هي الصورة التي نراها ونلمسها كل يوم ومستعدون ان نثبت ذلك بالبراهين القاطعة.. فهل انتم مستعدون لسماع الحقيقة والقبول بها.. لا نعتقد انهم مستعدون لذلك لانها لاتخدم مصالحهم الخاصة ولا تخدم قداستهم الزائفة.. اما نحن فاننا مستعدون لقولها دون خوف من احد خدمة لقضية شعبنا وليس لخدمة كيان او شخص مهما كان قريبا منا..  فاليوم هذا الشخص او الكيان موجودا وغدا زائلا .. والشعوب والاوطان هما الباقيان ابدا ... والله من وراء القصد.