د. علوي عمر بن فريد ل(اليوم الثامن):

عندما تكون السياسة لعبة قذرة !!

يقولون  أن السياسة هي " فن الممكن " ولكنني أؤمن بما قاله تشرشل : " أن السياسة لعبة قذرة لا يلعبها إلا القذرون "!!
أو كما يقول ابن خلدون رائد علم الاجتماع العربي، عندما  كتب في مقدمته الشهيرة في القرن الرابع عشر الميلادي.. قال فيها ::
عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيقهون.. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعاني والكلام.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل"!!!
وهذا الواقع هو ما ينطبق على اليمن  هذه الأيام ..خاصة عندما تسقط معايير الشرف والأخلاق عند البعض .. وتموت الضمائر وتسود المصالح والهبات والعطايا وتستباح القيم وتنهار الكرامة ..وهنا لا يجوز التعميم  ولكن لا يخلو الأمر عندما نقول أن ذلك مع الأسف هو واقع الحال  خاصة من هم في السلطة من شرعية  وانقلابيين !!
فسوق النخاسة رائجة هذه الأيام خاصة والحرب الدموية تعصف باليمن كله شماله وجنوبه..وانكشف القناع عن من كنا نعتقد أنهم يوما رموزا وطنية  بما أضفت عليهم وسائل الإعلام من هالات التمجيد حتى أصبحوا في نظر البعض منا قدوة لنا  في سالف  الأيام ..ولكن هذه الحرب الضروس التي تدور رحاها في اليمن قد كشفت عورات الكثير من الساسة والقادة العسكريين وكبار الموظفين ويتبعهم موكب طويل من الطبالين والأبواق وشلل المهرجين وجلساء السؤ في مقايل القات والسهرات !!
سواء كانوا في الشرعية أو في صف الانقلابيين الحوثيين ..أو حتى خارجهما  فالكل يهبر ما تناله يده سواء خارج الوطن أو داخله سواء بالتسول أو بقوة السلاح أو التكسب والارتزاق  .. فكلهم شركاء فيما وصل إليه الحال في اليمن من مآسي ومجاعات وأمراض تفتك بالشعب !!
الحوثيون ينهبون كل ما يصل إلى ميناء الحديدة من مساعدات وإغاثات دولية من أغذية وأدوية ..ويبيعونها جهارا نهارا في الأسواق ولا تصل إلى المحتاجين والفقراء الذين  يقتاتون على أوراق الشجر خاصة في ساحل تهامة!!
أن ما يحدث  في صنعاء "أمر لم يعرفه تاريخ اليمن المعاصر، فقد انتشرت المظاهر المسلحة التي تشمئز منها النفوس، يرافقها سوءٌ في التعامل من قبل مليشيات الحوثي التي انتصرت على الأرض وهُزمت أخلاقياً جراء أفعالها التي فضحتها أمام الأهالي، وبينت حقيقة الأهداف التي تسعى لتنفيذها، بغية القضاء على فرص التعايش السلمي والوئام الاجتماعي.
ومن المشاهد التي تصدم كل صاحب ضمير حي ذلك السفيه الذي يعرض حزمة من القات .. ويطلب ثمنها ألف دولار ؟؟؟!!
إنها سفاهة ما بعدها سفاهة ..شعب يتضور جوعا وتنهش المجاعة أطفاله ونساءه وشيوخه .. ولا يجد اللقمة التي تسد رمقه.. وهذا السفيه وأمثاله يبيعون حزمة "قات " بألف دولار !!
"ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا "..
ومشهد صادم آخر من وزارة الخارجية اليمنية في "الشرعية "بترشيح أبناء بعض المسئولين لدورة تدريبية في المعهد الدبلوماسي بتركيا بعد أن تم تعيينهم بقرارات سرية وهم أنجال بعض المتنفذين في ما تسمى بالشرعية في مناصب سياسية في السلك الدبلوماسي مستشارين وسكرتير ثاني وثالث في السفارات اليمنية في الخارج والأدهى والأمر ما ذكره محافظ البنك المركزي اليمني عن اختفاء 23 مليار ريال
يمني من  الطبعة الجديدة  ؟؟!!
وقيدت السرقة ضد مجهول !!!
ومن المشاهد الصادمة والمقززة شاهدت صورا لحفل عشاء في أحد الفنادق أو الاستراحات  لمجموعة ممن يدعون الوطنية في عاصمة عربية وقد حفلت المائدة بما لذ وطاب من طعام وشراب ويصورونها وتنقل على الملأ دون مراعاة لحالة الفقر والبؤس والمجاعة التي يعانيها شعبنا ؟؟ّ!!!!!
ومشهد صادم للمشاهد لرجل من قيادات  "حزب الإصلاح"  الذي يتدثر قادته بالدين والورع  والتقوى ..وهو يجلس على مائدة.. في واحد من النوادي الليلية في اسطنبول وتكلمه راقصة ويبدو عليهما التناغم والانسجام التام وما خفي كان أعظم!!
ختاما لك الله يا شعب اليمن انه ليل طويل ما له من آخر !!
د. علوي عمر بن فريد