صلاح السقلدي يكتب :
مقبل.. الوطني الذي علّمنا أن الوطن جسدُ وروح
المناضل والانسان\ علي صالح عباد "مقبل" الذي قال لا للاستبداد والفساد والقمع ، وهو وحزبه والشعب بالجنوب في أضعف و أسوأ الظروف على الاطلاق، فيما تقف بالضفة الأخرى سلطة نظام استبدادي قمعي فاسد "سلطة 7يوليو" التي كانت حينها في ذروة سطوتها وبطشها، وفي قمة فسادها ونهبويتها، يرقد اليوم في أحد مشافي صنعاء دون أن تلتف لحالته المرضية و صعوباته المالية أية جهة من الجهات التي يفترض أنها تشد من عضده في أزمته الصحية هذه، وتسنده في كُـلفة مصاريف علاجه بالخارج بدلاً من تجرع معاناة مشافي تفتقر لأبسط مقومات العلاج، فضلا عن تخاذل هذه الجهات من اسناده بعلاجه بالداخل وهو أضعف الإسناد والدعم، ونقصد بهذه الجهات الحزب الاشتراكي ورفاق دربه، وبالتأكيد أيضا السطلة المعترف بها التي تمتلك بيدها مليارات الدولارات التي لم تكلف نفسها أي جهد مالي لدعم الرجل كحق مستحق عليها تجاهه وليس هبة ولا مكرمة منها، أو أية موقف اخلاقي للوقوف على الوضع الصحي لشخصية وطنية مخلصة فذّة لم تنغمس يوما بوحل الفساد واللصوصية ولا بمستنقع الارتزاق وبيع الأوطان ولا ببركة الجهوية المقيتة . ..
مقبل الرجل القومي الذي لم يخجل من قوميته و وحدويته وهو يتبنى تطلعات الشعب بالجنوب منذ انطلاقة ثورته.... مقبل الذي لم يعنو بهامته يوما لجزرة السلطان، ولم يحني قامته لعصاته ...فهو المعلم الذي علّــم أجيالا كثيرة بأن الوطن كرامة وحقوق وحرية وليس فقط وطن من تراب وطين،وبأن الوطن جسد يسكننا ونسكنه وليس ثوبا نخلعه وقت ما نريد وحيثما يطلبه منا الآخرون.
سلام مني للرجال المقنفة× ذي ما يوطيها سوى رب العباد
الحزب علمنا اصول المعرفة× والصبر ربانا علي صالح عباد
" المحامي يحي غالب"
فمن منا لا يتذكر هذا الرجل الذي قاد الحزب الاشتراكي في الأوقات التي تخلى فيها عن الحزب كبار قادته بالداخل والخارج؟.. من منا لا يتذكر مقبل الذي ذهبَ الى مجلس نواب1997م ليقدم ترشحه للانتخابات الرئاسة عام 99م وأحدثَ بتلك الزيارة مفاجئة و زلزالا مدويا لسلطة 7يوليو الاحتلالية لجُرأة الرجُــل على الإقدام على هذا القرار الذي اتحدى فيها تلك السلطة وهي في غمرة نشوة نصرها العسكري و في معقلها الرئيس" البرلمان"، ليس لينال تزكية الـــ5% من أعضاء ذلك المجلس الذي نعتً أعضاءه بالخرفان، فهو أي مقبل يعرف جيدا أن ذلك لن يحدث، ولا يمكن السماح لأعضاء ذلك البرمان أن يمنح أية تزكية لا له ولا لغيره من المغضوب عليهم سلطويا في ذلك العهد، وحتى أن أراد بعضهم تزكية الرجل – على قلتهم طبعا- فلن يجرؤوا على ذلك خشية على مكاسبه وعلى أرواحهم من الدراجات النارية الموجهة من مبنى الأمن السياسي ومن الحوادث المرورية السياسية ، بل ليكشف أمام العالم فضلا عن الداخل زيف ديمقراطية سلطة غارقة بمحيط من الاستبداد والإقصاء والعجرفة، وكان له ما أراد.
مقبل اليوم يتوجع بصمت وبعزة نفس تبلغ عنان السماء يعبث لصوص الداخل والخارج بملايين بل قل بمليارات الدولارات.
وكأني بهذا الشاعر يقصد المناضل مقبل عينه:
(إذا أَظمأَتك أَكُفُ اللِّئامِ × كفتكَ القناعةُ شِبَعاً وريّا
فكن رجُلاً رِجلُه في الثرى ×وهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّريَا
أبيا لنائِل ذِي ثَروةٍ × تَرَاهُ بما في يديه أَبِيا
فإن إِراقةَ ماء الحياةِ× دونَ إراقة ماءِ المُحيَا).
ـــ وكفى ـــــ.