محمد عباس ناجي يكتب لـ(اليوم الثامن):
لماذا الجنوب المحتل خارج المعادلة ؟
المفاوضات التي تجري بين اطراف الحرب اليمنية سوى كانت تجري في البر او في البحر في الداخل او الخارج هي مفاوضات بين الاطراف الشمالية.. بين حلفاء السعودية وحلفاء ايران وهذا شأن داخلي خاص بهم.
ولكن الاشكالية الكبيرة ان الجنوب المتحل هو الذي يقف خارج المعادلة السياسية والسبب في ذلك ان هناك طرفان يدعيان تمثيل الجنوب.
الطرف الاول: يمثله مرتزقة ولصوص الجنوب القدماء الذين لهم سجل طويل وعريق في هذا المجال بقيادة عبدربه منصور هادي.. وهذا الطرف يدعي تمسكه بالوحدة والشرعية.. ولان الشمالين يدركون حقيقته انه مجموعة من المرتزقة البائعون لوطنهم لهذا يجعلون منه مجرد وسيلة لابقاء الجنوب تحت سيطرتهم ولكنهم لا يشركونه في القضايا المصيرية الخاصة بهم. وفي احسن الاحوال يقبلون بان يكون ممثل للجنوب رجل مثل ياسين مكاوي او خالد اليماني.. وهذا شكل من اشكال السخرية ان يمثل شعب عظيم شخصان مثل المكاوي واليماني.
والطرف الثاني: ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي.. الذي يدعي انه يسعى الى استقلال الجنوب ولكنه يدعم االتحالف السعودي الاماراتي الذي هو داعم في الاساس للقوى الشمالية التي تحتل الجنوب منذ عام 1994م.. ولهذا التحالف السعودي الاماراتي لا يهتم به ولم يشركه في المفاوضات الخاصة بالقضاياء المصيرية فهو يدرك انه طرف جديد في الارتزاق له ثمن نقدي مثله مثل طرف هادي.. فالطرفان بالهواء سواء.. وان كان احدهما صاحب مسيرة عريقة في التأمر والخيانة ولكن الطرف الاخر يسير على نفس النهج.
ولهذا كان من الطبيعي ان يكون الجنوب المحتل خارج المعادلة السياسية في القضاياء المصيرية فهو طرف ليس فاعل وتدعي قوى انها تمثله وهي مجرد مجاميع من المرتزقة السابقين واللاحقين.. مجاميع تتاجر بقضية وطنها ودماء شعبها.. وقد تجلت نظرة الاطراف الشمالية وداعميها تجاه من يدعون تمثيل الجنوب المحتل بانهما يتساويان في الكشف الذي اعده الحوثيين عن المرتزقة الشماليين والجنوبيين بانه جمع بين لصوص الجنوب القدماء والجدد ولم يفرق بينهما فهما في الهواء سواء وان كان طرف هادي يمثل جامعة عريقة وطرف الانتقالي يمثل مدرسة ابتدائية.