جمال المحرابي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إلى المحافظ القائد اللواء علي مقبل أكتب..!!

كعادتي أجد نفسي وقلمي مجبراً للكتابة عن أوضاع مناطق مديرية الازارق إحدى مديريات محافظة الضالع ( قبلياً , جغرافياً , حضرياً ) في الازارق خاصة وفي محافظة الضالع عامة الى المحافظ القائد اللواء علي مقبل لأني املك ثقة كبيرة وآمال عظيمة وتطلعات تعانق عنان السماء بأنك الرجل الذي يحمل الكثير من الخير لهذه المنطقة مديرية الأزارق والضالع بصفة عامة .

اليوم على بن مقبل أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه من خلال زيارة تفقدية للمنطقة ويكون أول محافظ يتربع على عرش كرسي المحافظة يزور مديرية الازارق بصفة رسمية ولزياره عملية تهدف إلى تلمس الأوضاع هناك عن قرب ومن ارض وقلب الحدث لا ان يقتصر زيارته الى عاصمة المديريه بل تتخطى زيارتك المناطق الحدوديه لمحافظة تعز مناطق غيل الاحمدي .

عليك سيادة المحافظ ان تركب سيارتك وتتجه صوب منطقة الازارق بداية من منفذ وفح فخلال هذه الزياره انت معذور ان لم تزور عاصمة المديريه ذجلال فزيارتك تتطلب ان تقطع اكثر من اربع ساعات الى ان تصل مركز تورصه بغيل الاحمدي لتعود من طريق اخر طريق شان قصابه براط يتطلب منك اربع ساعات اضافيه وسوف تحس معنا المعاناة قبل الوصول إليها من خلال الطريق الوعر ومشقة الطريق لتلامس معاناة الاهالي هناك .

عليك سيادة المحافظ المحاوله ان تصل مبكراً لترى حجم المعاناة وتشاهد طلاب وطالبات ينزلون من قمم الجبال ومن الهضاب والسهول مشي على الأقدام في سبيل الوصول إلى المدرسة وخاصة طلاب مناطق جبل اعمور او منطقة جبل عواس او طلاب ثانويتي الصديق والفرقان .
وعليك ان تشد الرحال مسرعاً نحو غرف وحجر المدرسه في كل منطقه تتوقف فيها بغرض الزياره الخاطفه وتشاهد أطفال يفترشون الأرض ويضعون كرتون او ( شمله ) وتشاهد رجل يقف بجانب لوح ويكتب ويعاني في سبيل إيصال معلومة وتنوير جيل تكالبت عليه من كل الجهات و لاتبحث كثير لأنك لن تجد لوحة بارزة وكبيرة تشير إلى المدرسة لأ نها هي تلك المدرسة .

وعليك أن لا تسأل عن سبب تلك الحمير التي تشاهدها في كل منعطف بالطريق التي تسلكها وهي تنقل الماء والحطب وانته في الطريق لأنها هي تلك الوسيله الوحيدة لشبكة المياه في المنطقة لأنه لا يوجد مشروع وشبكة إيصال المياه إلى المنازل .

واذا أصابك ألم او وجع خلال الزيارة فلا تبحث عن مستوصف او مركز صحي في المنطقة سوى مركز صحي بعاصمة المديريه ذجلال يتكون من اربع غرف كانت تعمل فيه منظمة اطباء بلا حدود والتي رحلت من المنطقه وانت تعرف سبب رحيلها اكثر منا هذا المركز يبعد عشرات الكيلو مترات ويحتاج لساعات تقطع فيه طرق وعره لتصل اليه اذا زرت مركز تورصه او شان او مناطق جبل اعمور و حماده او مناطق جبل بن عواس والحقل وقصابه وبراط ستعرف حجم المعاناه التي يعيشها سكان هذه المناطق .
فالأزارق انصفت كل تراب الجنوب وقدمت فلذات اكبادها للدفاع عن كرامته فإلى اليوم الازارق قدمت اكثر من 300 شهيد ولا زال ابناءها يقدمون التضحيات في كل ميادين وساحات التراب الجنوبي ..

سيادة المحافظ انصفوا هذا المنطقة بحقوقها واخرجوها من حالة العزلة في الخدمات وكفى ..

جمال المحرابي