د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

شحاذ ومشارط!!

أكثر ما يصيب المرء بالدهشة أن يجد أمامه شحاذا يلبس أسمالا بالية ومظهره يوحي للمارة بالرثاء والشفقة ..خاصة إذا كان من محدثي النعمة ثم جار عليه الزمن ففقدها في ليلة حالكة السواد لا يوجد فيها ضؤ للقمر !!
ذلك هو حال المؤتمر الشعبي العام حزب الهالك "صالح " الذي كان يفاخر في حياته في لقاءاته الصحفية بأنه البارع والوحيد في الرقص على رؤوس الثعابين في اليمن بأسره حتى أعماه غروره فلدغته ثعابين صعده بسمها الزعاف فأدت به لدغاتها إلى الثلاجة ..اللهم لا شماتة في الموت !!ّ
ورغم ادعاءات المؤتمر الباطلة بأنه الرقم الصعب والجواد الرابح في السباق السياسي في الساحة اليمنية ..إلا أنه خسر الرهان هذه المرة وكبا كبوته الأخيرة وسقط وهلك فارسه وأصيب جواده وتحطمت قوائمه..حتى أنه كلما حاول الوقوف على رجليه يتعثر في كل مرة كلما حاول النهوض ويسقط من جديد ..أما جمهوره العريض كلما كثر العطاء والصرفه كلما احتشدت جموعه وتحلقت حوله ..وكلما اهتزت عصا الحوثي أطلقت جموعه سيقانها للريح ..!!
وهنا يخرج الحالمون منهم وهم يوهمون أنفسهم بعودة عقارب الزمن إلى الوراء من جديد ..رغم أنهم يجلسون على قارعة الطريق.. ولا يلتفت إليهم أحد ..ولا زالوا يحلمون بأنهم في الصدارة وهم قد فقدوا كل شيء.. ومع ذلك لا زالوا يصرحون ويحلمون بأيامهم الخوالي التي ولت ولن تعود ويقولون :
"أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام رفضه لدولة الأقاليم الستة التي أقرها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي في أعقاب انعقاد ما عرف بمؤتمر الحوار اليمني، بين العامين 2013 و 2014، والتي شهدت أيضا رفضا جنوبيا، بدعوى أن هذا المشروع جاء ليستهدف مشروعية القضية الجنوبية القائم على حق استعادة دولة الجنوب المنقلب عليها بالحرب والاحتلال العسكري. وأصدر حزب المؤتمر الشعبي العام أكبر الأحزاب اليمنية بيانا أعلن فيه رفضه مشروع دولة الأقاليم الستة، وأعلن تمسكه بالوحدة اليمنية واستعداده للدفاع عنها، هو موقف مغايرا لموقف الجنوب الرافض للوحدة اليمنية بإجماع شعبي."!!
وفيا أنا أكتب مقالي فقد وجدت أن أفضل ما كتب عن المؤتمر" الحصان الجموح " الذي تردى في وحل الحرب اليمنية ولا أظنه سينهض بعد سقوطه ..هو ما سبقني إليه زميلي صاحب القلم الرشيق الأستاذ صالح ابوعوذل الذي أجاد وقال :
لن يرد الموالون لهادي على بيان حزب المؤتمر الشعبي العام الرافض لمشروع دولة الأقاليم الستة، لسبب بسيط هو أن كل المتحالفين مع هادي شماليون وان كانوا يرفعون شعار الولاء لهادي ومشروعه سوف يكونوا مع الأحزاب الأم وما يقرره المركز، بالتالي ماذا استفاد هادي من خلق حالة العداء والتوتر في الجنوب؟.
إذا كان اكبر الأحزاب اليمنية رافضا لمشروع دولة الأقاليم الستة، فما هي الخيارات لدى هادي وأتباعه من الجنوبيين؟؟
لماذا الإصرار على الترويج لمشروع سياسي مرفوض في الجنوب في حين أن الشمال لا يزال محتلا ، بل وهناك مواقف قوية لأكبر الأحزاب اليمنية ترفض مشروع الأقاليم الستة..؟ لماذا الإصرار مشروع التقسيم وضرب مشروعية القضية الجنوبية؟!!!.
كان الأحرى بهادي أن يصرف تلك الأموال التي صرفها المدعو الرعيني على مشاريع تنموية في عدن أو أبين، كان دفعها لإصلاح مياه الصرف الصحي في لودر ؟!.. بدلا من صرفها على مشاريع التوتر وضرب القضية الجنوبية في مقتل.
قلنا ونكرر إن مشروع دولة الأقاليم الستة تهدف إلى "ضرب مشروعية القضية الجنوبية القائمة على حق استعادة دولة منقلب عليها بالحرب والاحتلال"، وبالتالي الموافقة على هذا المشروع يعني ضرب القضية وانتهاء مشروعيتها.
"هادي".. لم تعد لديه أي أرواق سياسية، والمجتمع الدولي أصبح لا يفرق بين حكومته و الحوثيين الانقلابيين، بالتالي كان على هادي أن يبحث عن مشروع سياسي يلبي فيه تطلعات الناس في الجنوب لا أن يمضي في مشروع لن يتحقق وان تحقق لن يستمر أكثر من عام، وبعدها سوف ينقلب عليه الشماليون كما انقلبوا على كل الاتفاقات والمعاهدات السابقة.
ماذا قدمت حكومة هادي لمدن الجنوب المحررة ، ؟؟..غير مشاريع التوتر والعنف، وتهديد الجنوبيين بالمخالب والأنياب.؟
كانت حكومة هادي جسر عبور لمشروع عداء ضد دولة الإمارات العربية المتحدة ، حليف الجنوبيين الوحيد في الحرب ضد الإرهاب..
لو فكر الرجل وسأل نفسه.. وتساءل:: من أعاد ترميم مطار عدن الدولي من دعم إعادة بناء مؤسسات أمنية وعسكرية من الصفر؟؟
، لأدرك أن مشروع العداء ضد أبو ظبي هدفه عرقلة بناء مقومات دولة حقيقية في الجنوب، والتي يقول الموالون لهادي أنهم يطالبون بإيجادها.!!
في مأرب هناك قوات ضخمة أغلبها مليشيات تابعة لأحزاب وقوى سياسية وبعض قادتها وضعتهم الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب - لواء العفاريت أنموذجا- ومع ذلك لم يتحدث هؤلاء عن الدولة البوليسية في مأرب!!!
لأنهم فقط أدوات هدم لكل محاولة للبناء في الجنوب.
يدرك البعض من الجنوبيين الأهداف الخفية والظاهرة وراء محاربة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الجنوب، ومحاربة الحلفاء،!!
بل إنهم يرحبون بأطراف إقليمية.. يدركون كل الإدراك مشاريعها العدائية لعدن والجنوب ومنها تركيا التي لم تقدم لعدن غير مواد إغاثية منتهية الصلاحية.
يدركون أن المسألة ليس لها علاقة بالسيادة ، ولكنهم يناهضون أي طرف يقف مع أمن واستقرار عدن والجنوب، لا لشيء ولكنهم يعتقدون انه كتب عليهم أن يظلوا أدوات بيد من استباح أرضهم وقتل الشجر والحجر.. ربما تكون عقدة النقص.!!