د. عيدروس النقيب يكتب :

عندما تضمحل الدولة!!! 3-1

هذا الحوار حصل بيني وبين زميل لي من أعضاء مجلس النواب اليمني (طويل العمر) منذُ نحو شهر بعد توزيع الرسالة التي تقدمنا بها إلى أعضاء المجلس (الدكتور ناصر الخبجي وأنا) والتي تداول نشر العديد من المواقع والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، تلك الرسالة التي تضمنت الكثير من النقاط المتعلقة بجوهر القضية الجنوبية ومطالب الشعب الجنوبي باستعادة دولته بعد فشل محاولة الوحدة بين الدولتين اليمنيتين بالسلم والحرب والغزو والأقلمة.
قال لي زميلي: لقد سلمناكم الجمل بما حمل، فالرئيس منكم وكان منكم نائب الرئيس ورئيس الوزراء ونصف الوزراء ورؤساء أغلب المصالح والمؤسسات.
واستطرد زميلي: أنتم حتى لم تستطيعوا إدارة الأرض التي تقولون أنها محررة، وتحول أغلبكم إلى باسطين على الأراضي ومبتزين للمواطنين ومليشيات مسلحة كل فرقة تتبع زعيم، وتقولون أنكم تريدون دولتكم،
ثم اختتم: هل تعتقدون أنكم بهذه السلوكيات ستدي ون دولة ولن تتقاتلوا كل خمس سنين كما هي عادتكم؟؟
هذا جزء من نقاشات عديدة خضتها مع كثير من الزملاء البرلمانيين والسياسيين من الأشقاء الشماليين، كشفت لي أن الكثيرين منهم ما يزالون مقتنعين بأن الجنوب لم يعرف الرفاهية والازدهار والرخاء إلا بعد ١٩٩٠م وبالذات بعد ١٩٩٤م وإن المواطنين قبلها كانوا يموتون جوعا ولم يعرفوا لا تعليم ولا دواء ولا غذاء ولا عمل يستمدون منه لقمة عيشهم..
وعلى العموم هذا ليس موضوع هذه التناولة، بل ما أردت التعرض له شيء آخر يتعلق بحكاية "الجمل بما حمل" وظاهرة الجماعات المسلحة والسطو والنهب والابتزاز وسواها مما ورد في حديث زميلي والكثيرين سواه، والتي سأتوقف عندها في تناولة وربما تناولت قادمة.