ابراهيم مؤمن يكتب لـ(اليوم الثامن):

فضاء أينشتاين أمام قصرى

سِرنا على الدرب أُضئ لكَ نورًا ملائكيّاً ينمو بين عينيك شموسًا تتلألأ، فاسدلتَ شيطان أجفانك ، فسيقتْ إلىّ شياطين الظلام .

ولقد عبّدتُ لك دربك ، تنمو بين خطواتك أزاهير عطرة ، تربتها حصباء من اللؤلؤ ، تُروى من أنهار عذب سلسبيل .

كلما مشيتُ.. طرق أذنيْك خرير ماء عندليبي ، فأدميتْ قدمى بالأشواك ، ولم أسمع  منك إلا موسيقىً شاحبةً متهدلةً ،  ثُمّ طرق آذانى صواعق البرق الخاطفة الأبصار.

وآخر الدرب بنيت لك قصراً يطوف حوله حمام الحمى ، لبِنات من حبى ،إنه مُلْك مقدس ، قدسه الإله ، فانهدم فوق رأسي ب..ب.. بالرحيل.

 

 

قلتُ أتلو عليكَ تراتيل الوفاء بلهفة وتوسل ، وتلوتُ ، وما زال رماد صوتى المحترق  يعلو بألحان تحثك على الوفاء ، وشكر الفضل والعطاء ، فوليتَ .

جئتك تلقاء وجهك ألا ترحل ، سأحترق ، سأتمزق ، سأنهدم ... فوليتَ مُتكأ ً على عصا الرحيل ، تكبو وتنهزم.

أتختم أكتافنا بوشم الهجر واليباب !!!

ولِمَ الرحيل وفيه اتكاء وانهزام ؟.

ولِمَ الرحيل وفيه إظلام دربي وهَوَاء صرحى ؟

أتريد ان نُحدّق معاً فى وجه الفناء !

وننظر فى أناملنا التى تلمستْ عمياء فى بصمة من الجحيم !

أتظن أن هناك ماء أعذب من مائى !

ودرب أخصب من دربي !

ونور أسطع من نورى !

 وصرح أشيد من صرحى !

تالله لن تجد غدًا إلا ان تقضم مخالبكَ ، وتأكل صغارك ، وتكون وثبتك وثبة العجائز.وتعيش فى لُجج من ظلمات بعضها فوق بعض.

 

               

مضى ..وأذن الفجر

أنتظرتُ مكانى فقد يعود ، حتى نسج الليل خيوط النور التى ظهرتْ ملامحه فى القِباب ورابية قصرى العالية.

لحظات من الأمل تغذيها غريزة البقاء ، رغم فراغ قلبي المتقلب على جمر نضيج يهوى من الجحيم.

ثوانٍ  تمر من الفضاء السحيق السحيق كأنى أصّعّد فى السماء  ، ولقد هرمتُ وأنا فى مكانى.

وما زالتْ عينى تترقب عودته.

نظرتُ إلى القمر قبل الأُفول ، لمْ يعد يطلّ على جدران قصري .

وإلى الشمس التى  حجبتْ نورها عنه .

وذبلتْ الأزهار بين خرير الماء المتعفن وهجر الشمس .

وسقط حمام الحمى متكسر الأجنحة.

وتحول كل شئ الى أطلال بعد الغدر ونبذ الوفاء .

           

ابراهيم امين مؤمن

مراجع النص ..

الثقوب السوداء - النظرية النسبية لاينشتاين -التمثيل الضوئى-خواص الأسود-البحار