جلال محمد يكتب:
11 فبراير.. يوم شق لليمن طريقاً إلى الضياع
انهارت اليمن ودولتها ونظامها، وتشظت جغرافيا واجتماعيا، بيد أن اليمنيين الذين أصبحوا بلا وطن ولا حياة ولا راتب، لم يكفوا عن الخوض في جدل عبثي، حول ما إن كانت 11 فبراير 2011م "ثورة أم نكبة".
الثابت والمؤكد، أن الاحتفال الموسمي، بمغامرة طائشة حولت اليمن، إلى محرقة كبيرة واليمنيين إلى كومات من الجياع، مجرد حماقة، كما أن التقوقع عند هذه اللحظة الزمنية بالغة الفداحة على حساب تجاهل اللحظة الراهنة ومتغيراتها حماقة أخرى.
وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بجدل محتدم بين المؤيدين والمعارضين، بدأ من الأيام الأولى لشهر فبراير، وارتفعت وتيرته لاحقاً مع حلول يوم 11 فبراير الذي صار يرمز إلى أزمة 2011 وساحاتها.
استطلع "نيوزيمن"، آراء مجموعة من الصحافيين والناشطين حول هذا الحدث، وكانت البداية مع الصحافي يحيى نوري، الذي قال إن يوم 11 فبراير يوم بلا رؤيه وقضية.. بلا إرادة حقيقية، هو يوم عبثي خيمت عليه أجواء عاطفية لدى الوسط الشبابي العريض وجيرت تطلعاته لخدمة أجندة حزبية ضيقة، وصودرت كل أمانيهم بالرغم".
ويرى نوري أن الشباب لو عرفوا مسبقاً مآلات حركتهم لوقفوا ضد كل محاولات الاستلاب لهم ولوطنهم، وأوقفوا كل تلك البدايات غير المخططة من قبلهم.
ويضيف: "سيظل 11 من فبراير يوماً قاهراً للأحزاب والتنظيمات السياسية التي خشيت أن يعصف بها هذا اليوم بإرهاصاته وإفرازاته؛ فسعت إلى مصادرة كل إفرازاته لصالحها وقوضت حركة الشباب وأسهمت في مزيد من التيهان لهم وتطلعاتهم، فكانت النتيجة منطقية لذلك السلب، والمتمثلة فيما يعيشه الوطن اليوم من مشهد كارثي شامل.
الكاتب الصحفي، سليم عامر، يرى أن يوم 11 فبراير نكبة حلت على الوطن، ويقول: "11 فبراير نكبة لأنها كانت ثورة بدون مشروع وبدون هدف وبدون رؤية للمستقبل، غير إسقاط وهدم".
ويمضي قائلاً: "كانت الخيارات والبدائل والحلول التي تنقذ البلد من الفوضى موجودة ومتاحة، غير أن ثوار البلوى ورعاتهم رفضوا كل الحلول، واستكبروا وأبوا إلا الوقوع في الكارثة وهم يعلمون تمام العلم ماذا يفعلون".
ويستغرب أن هناك من لا يزال يحتفل بهذا التاريخ كإنجاز رغم كل ما حل باليمن وما وصل إليه من تشظٍ، مضيفا: "المشكلة ليست في الاحتفال نفسه، بل في دلالته، ودلالته هي أننا ما زلنا نحمل نفس الحمق ونفس الاستكبار ونفس الجنون، وكأننا بعد كل هذا لم نتعلم شيئاً".